شاه عفيف البوني في رسالة شديدة اللهجة إلى المنصف المرزوقي: “إلتزامك بالتحفظ في السياسة واجب ملزم”

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / عفيف البوني في رسالة شديدة اللهجة إلى المنصف المرزوقي: “إلتزامك بالتحفظ في السياسة واجب ملزم” / Video Streaming

بقلم الاستاذ: عفيف البوني

معذرة إن لم أنادك بالرئيس السابق المؤقت، ﻹن وجودك في قصر قرطاج قد اقترن بسرقة أهداف الثورة من قبل من لم يكن لهم برنامج وطني بديل، ومن ﻻ يملكون مؤهلات رجال الدولة وأنت أحدهم.

ثم إنك حملت صفة بلا صلاحيات وفترتك اتسمت باﻹرهاب والغلاء وتضاعف الفساد وتوقف التنمية، ثم إنك دخلت قصر قرطاج وخرجت منه، بإرادة غيرك ممن احتاجوا واستغلوا فيك صفات، أنت أكثر من يخسر بسببها وهم أكبر الرابحين منها، ﻷنك مارست السياسة من خارج قواعدها، فكنت (الكومبارس )عند أدائها وقد وفروا لك اﻹمتيازات المادية والبهرج..

أنت والمعجبون بك يقرنون ذكرك بلقب الدكتور وأنت تفاخر بذلك، ولقب الدكتور يصلح لك فقط في عيادتك أو في الدرس أو في تأليف أكاديمي أو في ندوة علمية لمختصين، في غير هذا المجال يتحول تلقيبك وتلقبك بصفة الدكتور الى دعاية رخيصة، خصوصا وشهادتك الجامعية ﻻ صلة لها بالسياسة وﻻ بالقانون وﻻ بالشأن العام، وما نشرته من كتب في التنظير الذاتي لا يشهد لك بصفة المفكر التي أغدقها عليك بعضهم،

فالمفكر هو من يضيف اﻹضافة غير المسبوقة والسابقة في اﻹستشراف في ما هو نافع وغير مسبوق، وما كتبته بعيد عن هذا، بما في ذلك كتابك”سيطأ العرب أرض المريخ” وقد أهديتني نسخة منه في حينه، أما كتابك الذي يلخص فعلا تفكيرك عن حق وﻻ أقول فكرك، فهو «الكتاب اﻷسود» كل سطر فيه يمثل ما في مخزونك النفسي والنرجسي، ووصفك نفسك ووصف بعضهم لك بأنك “حقوقي”هو وصف ﻻ يوجد اﻻ في تونس اﻵن، وصفة juriste ﻻ تنطبق عليك وأنت ﻻ تحمل أي مؤهل في العلوم القانونية، وهذا ما جعلك أبعد الجامعيين عن الواقعية واﻹتزان،

وﻻ أنفي عنك دفاعك المبدئي عن المنتهكة حقوقهم، وإن كنت أول وأكبر تونسي استفادة شخصية من اﻹستثمار في موضوع حقوق اﻹنسان من الجهات الغربية المتاجرة في توظيف القيم اﻻنسانية في خدمة السياسات الدولية، بذلك صرت رئيسا مؤقتا وبـ7000صوت عندما احتاجك المستثمرون في اﻹسلام السياسي من الغربيين ومن التونسيين فباعوك سلطة بلا قرار واشتروا منك «علمانيتك» مقابل سكوتك عن تمرير مخططهم وقد بعتها بثمن بخس.

 وفي عهدك تعرضت تونس للإرهاب، وأنت من استقبل في قصر قرطاج أكثر الناس كفرا بالجمهورية والعلم والحداثة والقيم اﻻنسانية الكونية، بما في ذلك قيم حقوق اﻻنسان، وعندك ﻻ شيء يعلو على ما يخدم مصلحتك الذاتية مهما كانت عابرة، وهذا ما جعل قيادات الرابطة التونسية لحقوق اﻻنسان يضطرون لعزلك من رئاستها في وقت وجيز حين ضاقوا ذرعا بغرائب مواقفك وتصرفاتك المفاجئة والمتناقضة والنرجسية.

 وفي عهدك بقرطاج أسأت لمصالح وعلاقات تونس مع الدول الشقيقة والصديقة:  الجزائر،مصر، فرنسا، السعودية، اﻻمارات، سوريا الخ…

وأنت من انصاع لتسليم البغدادي المحمودي، وأنت من قطع العلاقة مع سوريا لتخدم مصالح أجنبية ومن قرر تنظيم مؤتمر دولي في تونس لمن قرروا تدمير سوريا وتسليمها للإرهابيين على حساب شعبها العظيم و لم تمنع سفر وتسفير اﻻرهابيين التونسيين الى سوريا، كنت تشغل نفسك بالدفاع عن قطر وعن مرسي واﻻخوان في مصر وعن قناة الجزيرة وكان عليك سياسيا وأخلاقيا أن تشغل نفسك بتتبع قضايا اﻹغتياﻻت السياسية لشكري بالعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقض وكل ضحايا اﻷمن والجيش والمدنيين من قبل اﻹرهاب، ذلك هو واجبك،

والمصريون والسوريون ﻻ يحتاجون منك دروسا ﻷنك اﻷحوج للتعلم من معاناتهم التي تسبب فيها من أنت تصمت على جرائمهم وتدافع عنهم.

وبسبب غرابة مواقفك المتناقضة والمرتجلة وعلاقاتك المتلونة، صار حزبك في خبر كان وتخلى عنك من بقي فيه، وتخلى عنك حلفاء اﻷمس حين انتهت حاجتهم الى دورك..

أنا أؤمن بحقك في كل الحريات، لكن ممارستها من قبلك كرئيس مؤقت سابق،ﻻتكون مطلقة ﻷنك ملزم بوجوب التحفظ ، فكلما تكلمت، أسأت  لسمعة منصب الرئيس ولمصلحة البلاد والعلاقات الخارجية وللتعايش الوطني، إن صمتك فضيلة، وتصريحاتك وتقييماتك المرتجلة لم تنفعك وﻻ تنفع أحدا، لقد انتهى مشوارك السياسي منذ أن تحالفت مع جماعات العنف وجماعات تطبيق الحدود كما قننها الفقهاء الجامدون..

توقف عن اﻹرتجال عبر الصمت، والتزم بالتحفظ في السياسة، وهذا في صالحك وفي صالح تونس والشعوب العربية، ودعك من استفزاز اﻵخرين مثل اتهامك السيدة اللومي وزيرة السياحة حول مدى إتقانها اللغة العربية، وأنا أذكرك بكثرة اخطائك في النحو والصرف والرسم في مقاﻻتك بجريدة الرأي من غير اﻷخطاء الموصوفة بالمطبعية وذلك في بداية الثمانينات.

 

المصدر: الجمهورية