شاه ثورة “الهوليغانز”..ورسالة ناصر الخليفي

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / ثورة “الهوليغانز”..ورسالة ناصر الخليفي / Video Streaming

عادت بعثة فريق باري سان جيرمان الفرنسي منذ أسبوع الى عاصمة الأنوار وطوى رفاق أنخيل دي ماريا صفحة الودّ المجرى ضد النادي الافريقي بل أنهم هزموا باستيا بسباعيّة في لقاء الكأس..ومع ذلك فان سيل الحديث لم ينقطع لدى بعض “الباريسيين أكثر من أبناء البي.أس.جي أنفسهم” ان جازت العبارة ممن سعوا بكلّ الطرق الى رسم صورة سوداوية عما جرى واظهار أن تونس أضاعت موعدا مع التاريخ لتثبت للعالم أنها تعافت وباتت قادرة على استقبال كلّ نجوم العالم من مختلف المشارب والاختصاصات..
صحيح أن مروّجي هذه الصورة القاتمة استندوا على حجّة وقائع العنف التي جدّت في مدرجات ملعب رادس وخاصة حادثة الاعتداء الفظيعة على عون أمن بريء جاء لتأدية واجب مهني فعانى الويلات جرّاء تصرّف طائش لا يمكن تبريره ولا تبييضه بل انه يستوجب تسليط أقسى عقوبة على “الهوليغانز الجدد”..وهنا لا يقتصر الأمر فقط على بعض المنتسبين لجمهور الافريقي بل يتعدّاه ليشمل أنصار فرق أخرى أتت مثل هذا الفعل المنكر والذي يستوجب بدوره التشهير حتى لا نتّهم بالمحاصصة والتستّر عن “المخرّبين” في كرتنا مهما اختلفت ألوانهم وانتماءاتهم.
بعيدا عن الردع المطلوب والحلول الجادة المرتقب توفيرها عوضا عن عن المخارج التي تستند الى مبدأ التلفيق والترضيات لاسكات الأصوات الغاضبة واخمادها، فان جانبا مهما يستوجب الطرح والخوض فيه بعمق وجديّة ويتّصل بطريق تفاعل الجهات التونسية ( وخاصة اعلاميا) فيما يتعلّق بمخلّفات هذا اللقاء الودي وان أصبح الأن مجرّد رقم من الماضي، فالواضح أن أغلبنا ساير -ولو عن غير ادراك ووعي- منهج تحليل بعض وسائل الاعلام الفرنسية التي تكتب بحبر التعصّب المفرط وتنتهج أحيانا مسلك التحريض والتجييش ضدّ كلّ ما يمتّ لتونس بصلة في تكتيك يبدو أنه مازال يحنّ لعهد الوصاية والاستعمار رغم كلّ التشدّق بمناسبة أو دونها بالحديث عن احترام حقّ الاختلاف وحقوق الانسان والشعوب والى ما غير ذلك من الكلام الأجوف..
ما جدّ في مدرجات رادس – مع تجديد رفضنا له- ليس أسوأ مما اقترفته جماهير باري سان جيرمان نفسها في مناسبات سابقة..كما أن وقعه لا يختلف عما جدّ في مواجهة ماتز وليون في سباق الموسم الكروي الجاري..ثم ان فرنسا التي كانت وجهة نجوم الكرة بالقارة العجوز خلال شهر جوان من العام الفارط على وقع “اليورو” فانها عاشت أحداثا دموية..يبدو أن “لو باريزيان” ومثيلاتها في الاعلام الفرنسي سعت بائسة الى تغييبها بجرّة قلم مقابل حرص لا متناهي على تضخيم ما جدّ في تونس لغايات دنيئة..
هذه التفاصيل لا يجب أن تغيب عن أذهان الذين سيخوضون لاحقا في شأن عنف الملاعب في تونس..فالوعي بمخاطر الضعف الاتصالي بيننا عند تسويق المعلومة يجب أن يحارب أيضا كما شأن “شغب الهوليغانز من مجموعات الأحباء في فرقنا”..وحينها سنقوّض هذه الظاهرة بشكل راديكالي عوض اجترار مريب للتحاليل والقراءات والتقارير الفرنسية بغثّها وسمينها والتي خفت بريقها بعد “الدوش الاسكوتلندي” الذي سبّبه تصريح مالك “البي أس جي” ناصر الخليفي بقوله انه قضّى في تونس على هامش مواجهة الافريقي أحد أحلى أيام عمره وتأكيده أنها لن تكون الزيارة الأخيرة لفريقه هنا..وهذا طبعا خير ردّ على بعض الملكيين أكثر من الملك نفسه..

طارق العصادي

المصدر: الجمهورية