شاه الصحبي بن فرج (نائب عن حركة مشروع تونس): الفساد تغلغل في بلادنا.. وإمّا أن يعيش هو أو نعيش نحن

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / الصحبي بن فرج (نائب عن حركة مشروع تونس): الفساد تغلغل في بلادنا.. وإمّا أن يعيش هو أو نعيش نحن / Video Streaming

نلتقي في هذه المساحة النائب عن حركة مشروع تونس الصحبي بن فرج وهو المعروف بتصريحاته «النارية»، وتحدّث في لقائه مع أخبار الجمهورية عن العديد من المسائل الهامة والحارقة من بينها شروط الحرب على الفساد في تونس وأزمة نداء تونس وسط صراعات «أبناء البيت» وتقييمه لمقترح ترؤس يوسف الشاهد للهيئة السياسية للنداء، معتبرا انّ الأمين العام لحركة مشروع تونس هو أقوى رجل سياسة في تونس..
وتتابعون في ما يلي بقية تفاصيل الحوار ..

–  كنت قد تحدّثت -قبل حلّ أزمة بتروفاك- بأنّ سلسلة من المشاكل قد حوّلت جزيرة قرقنة إلى إمارة شبه مستقلة يرتع فيها حزب التحرير ومجموعة أخرى من العصابات، وهو ما استنكرته عدة أطراف من بينها والي صفاقس الذي نفى بشدّة حضور ممثل عن هذا الحزب في جلسة مفاوضات الشركة؟
ليست القضيّة في أنّ حزب التحرير بات يحكم في قرقنة بقدر التساؤل عن سرّ تسجيل غياب حضور الدولة فيها، أفلا يعلم والي صفاقس انه ممثل رئيس الدولة ورئيس الحكومة وكل الوزارات في الجهة وأنه مسؤول عن كل ذرة تراب فيها وكل ما يحدث فيها ! فأين كان لمدّة 9 أشهر؟
– لقد صرّح بأنّه لم يتوجه ولو لمرة لجزيرة قرقنة وأنّ كل الجلسات التي عقدها حول أزمة بتروفاك تمت في مقر الولاية..
(ساخرا) فهل كان إذا مشغولا بالملعب الرياضي الصفاقسي أو بنادي سكك الحديد؟ لقد كان من الواجب عليه التنقل شخصيا إلى قرقنة لمحاولة معالجة الأزمة والسيطرة على الأوضاع من قريب على اعتبار انه ممثل للسلطة فيها..
– وما هو رأيك في الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مؤخرا لحل أزمة بتروفاك؟
لضمان ديمومة الاتفاق يجب على الدولة أن توازي بين مسألة التفاوض والتسامح وبين حرصها على تطبيق القانون والاستناد إلى آليات ردعية صارمة تعاقب كل مخالف بسطا لسلطتها وفرضا لوجودها في المنطقة..
كما عليها أن توجه اعتناءها  لكل المشاكل المتعلقة بغياب التنمية في الجزيرة وإيلاء الاهتمام بمشاكل «البحارة» والفلاحين والمشاكل الخدماتية..
– أكّد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خلال حوار له مع جون كيري على هامش المنتدى الأمريكي الإفريقي للأعمال بنيويورك أنّ تونس ربحت معركتها مع الإرهاب وستبدأ اليوم حربها على الفساد، فمن وجهة نظرك كيف سنحارب الفساد في تونس وهو استشرى في كل القطاعات والخدمات؟
بطبيعة الحال تونس بدأت في ربح المعركة ضدّ الإرهاب لأنّه باتت هنالك عزيمة وإرادة سياسية واضحة لدحر هذه الظاهرة، والجميع أصبح مدركا لحجم الفارق بين ما نشهده اليوم أمنيا وما كنا نعيش على وقعه منذ 3 أو 4 سنوات تحديدا في فترة الترويكا..
كما أننا لا ننسى فترة التراخي التي مررنا بها والأيادي مكتوفة حيال ما تقوم به شبكات تجنيد شبابنا بالجبال وتسفيرهم إلى سوريا، وعصابات السلفيين تنشط في الشوارع جهارا..
وفي ما يخصّ مسألة الفساد..؟
الشيء ذاته ينطبق على ملف الفساد الذي استشرى وأصبح ينخر العديد من القطاعات وسط غياب واضح لعزيمة وإرادة سياسية سابقة في شنّ حرب ضدّه وخوض غمارها لكسبها، واليوم طالما وجدت هذه العزيمة والإرادة السياسية الحقيقية لدحر هذه الظاهرة فسيتم حتما القضاء عليها وقطع جذورها نهائيا..
وتجدر الإشارة إلى انه وبخلاف المسائل الأخلاقية فإنّ الفساد اليوم أصبح يلتهم ما بين  20 إلى 25 بالمائة من الناتج الوطني الخام، و25 بالمائة من الصفقات العمومية كما أنه بات يمثّل 55 بالمائة من الاقتصاد..
وحول التزام رئيس الدولة الباجي قائد السبسي في محاربة تونس للفساد أمام الممولين الخارجيين والمجتمع الدولي وأمام العالم أجمع، لا يسعنا إلاّ أن نعرب عن استبشارنا ومباركتنا له. كما انه ليس لدينا أي شك في أنّ الدولة ستنخرط فعليا في محاربة الفساد خاصة وأنّه بات قضية شبه دولية، فإمّا أن يعيش الفساد في تونس أو نعيش نحن..
– وما هو رأيك في دور رؤوس الفساد وانخراطهم في بعض الأحزاب السياسية؟
قبل التطرق إلى دور رؤوس الفساد في بعض الأحزاب السياسية، يجب القول أنّنا لن نخسر المعركة خاصة وانّ إمكانات مقاومة هذه الظاهرة متوفرة ورؤوس الفساد معروفة، يكفي فقط فتح 3 أو 4 ملفات والتشهير بأصحابها وتطبيق الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم حتّى نعطي إشارة واضحة في أنّ الدولة انخرطت فعلا في هذه الحرب.. زد على ذلك إرساء منظومة كاملة للقضاء على هذه الآفة.
– وبالنسبة للأحزاب السياسية؟
أمّا بالنسبة للأحزاب السياسية فبطبيعة الحال إن تم السكوت على كامل التيّار فإنّه سيسعى إلى التمدّد والمسّ بالمصالح العامة والاقتصاد والصفقات..
وعلى اعتبار العلاقة بين السلطة والمال سينتقل الفساد إلى الأحزاب السياسية، وسيسعى إلى أن يكون له حلفاء وأعوان وبيادق داخل الطبقة السياسية وهذا معروف وفي جميع أنحاء العالم..
وهنا أجدّد التأكيد بأنّ محاربته تكمن في توفر العزيمة والإرادة وفضح المتواطئين..
– في إطار الحديث عن الفساد، لو تحدّد لنا الإستراتيجية التي وضعتها حركة مشروع تونس في مقاومته..
لقد ركزنا خلية داخل الكتلة تتيح لكل مواطن مدّنا بملفات الفساد التي بحوزته للنظر فيها ودراستها مع الخبراء المعنيين بالموضوع، وذلك سواء على مستوى مجلس الشعب أو في الإعلام أو على مستوى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد..
في انتظار مشاركتنا في إطار برنامجنا مع الهيئة الوطنية لمقاومة الفساد لإرساء خلية تفكير تعمل على مدى ستة أشهر أو سنة أو سنتين قصد إرساء منظومة كاملة إدارية وأخلاقية وقانونية وإعلامية وسياسية لمكافحة الفساد من القمة إلى القاعدة..
– في إطار الحديث عن السياسة، ما هو رأيك في مقترح ترؤس يوسف الشاهد للهيئة السياسة لنداء تونس؟
الأولوية اليوم في تونس ليست الأحزاب بل الحكومة وعملها واعتقد أن دخول يوسف الشاهد في «معمعة» حزب نداء تونس سيعطّل عمل الحكومة ويوجّه جانبا منه لحل مشاكل الحزب، وهذا ثابت وليس فيه أي شك أو اختلاف خاصة وسط المشاكل والصراعات والانشقاقات التي يعاني منها النداء..
 كما اعتبر أن الشّاهد بات هو نفسه يعلم هذا وهو ما تبيّنه تصريحاته الأخيرة والشروط التي طرحها على الحزب..
– وكيف تصف اليوم حركة نداء تونس وكتلتها النيابية في ظل صراعات أبناء «البيت» وانقلابهم ضدّ بعضهم البعض؟
من المؤسف أن نشاهد ما يحدث اليوم في نداء تونس خاصة وانه الحزب الذي ترعرعنا فيه وكبرنا به ونجحنا في الانتخابات بشعاره واسمه، ولكن ما يحدث داخله كان منتظرا وقد قرّرنا الخروج منه لأنّ الأوضاع داخله  لم تعد تطاق !  وسط إيماننا بأنّ مواصلة الصراع داخل الحزب محاولة في تطويق الأزمة لن يوصل إلى أي نتيجة مجدية في ظلّ دخول الجانب الشخصي على الخط..
– أتعتبر انّ حزب نداء تونس سيضمحلّ تدريجيا وسط كل هذه الصراعات؟
للأسف هكذا سيكون مصيره إن استمرت هذه الصراعات ولم يتم التوصّل إلى آلية ديمقراطية لفض الخلافات المتجدّدة بين شق وآخر..
– وهل أنّ حركة مشروع تونس ستكون المستفيد الأكبر من كل الصراعات الندائية، خاصة أنها نجحت في استقطاب عدد هام من أنصار نداء تونس الذين أعلنوا تبرؤهم من تحالفه مع النهضة؟
ليس هنالك أي حزب سياسي يبنى على أنقاض الآخرين، فالاستراتيجية الصحيحة لبناء الأحزاب وتطوّرها تكون عبر برنامجها وشخصياتها وخطابها وهياكلها وهو ما يتوفّر في حركة مشروع تونس..
وحول اختيار عدد من المناصرين السابقين لحركة نداء تونس الانضمام إلينا فإنه لا يسعنا إلا أن نعبّر عن شرفنا بهذا القرار وأبوابنا ما زالت مفتوحة سواء في إطار الالتزام بضوابط الكتلة أو الحزب.. وأجدّد القول بأنّنا لسنا من الأطراف التي تعوّل على تخريب حزب نداء تونس لان هذا ليس هدفنا ولا من مصلحتنا لا نحن ولا الحكومة الحالية..
– وبرأيك من يحكم في البلاد اليوم، ومن هو الحزب الأكثر تمركزا في الحياة السياسية؟
ليس هنالك أي حزب سياسي أكثر تموقعا أو تمركزا في ظ ل الصراعات التي تشهدها اغلب الأحزاب والسلطة المطلقة ليست بيد أي حزب، بل هي في يد تشكيلة من القوى السياسية والاقتصادية والنقابية والاجتماعية..
كما انّ الإدارة اليوم هي التي تسيّر البلاد ولديها أكثر سلطات على ارض الواقع..
كلمات في شخصيات :
– الباجي قائد السبسي: هو رئيس للجمهورية
– راشد الغنوشي: شخصية مثيرة للجدل
– محسن مرزوق: تقريبا هو أقوى رجل سياسة في تونس
– حافظ قائد السبسي: ابن رئيس الجمهورية
– المنصف المرزوقي: رئيس سابق
-الحبيب الصيد: ناس طيبة وجاد بما عنده..

حاورته: منارة تليجاني

المصدر: الجمهورية