وهذا ما جاء في رسالة هالة عمران الى نور الدين البحيري:
" التاريخ يعيد نفسه
في رسالة إلى نور الدين البحيري من دعاني تحت القبة الخضراء للعودة إلى رياض الأطفال لقراءة تاريخ تونس أقول لك زميلي أليست حركتكم التي كانت تسمى بالاتجاه الإسلامي اختارت أن تكون الوصية عن الإسلام في تونس.
ودعت إلى تطبيق الشريعة على أرضها واختارت لنفسها طريق العنف لفرض منهجها بالقوة في السبعينات ودخلت في علاقة تصادمية عنيفة مع السلطة لدرجة ان أصبح لها جناح مسلح أمني خاص بها و جعلت لنفسها دولة داخل الدولة. واستغلت عدد كبير من خيرة شباب تونس بدمغجتهم و جعلهم وسيلة لتطبيق عملياتها الإرهابية لترمي بهم في المحرقة وتفجيرات سوسة والمنستير في 02 اوت 1987 أحسن مثال على ذلك.
وكانت النتيجة أن أعدم منهم الكثير والباقي ألقي به في ادغال السجون وبعد الانقلاب النوفمبري الذي كنتم أول المستفيدين منه بحل محكمة أمن الدولة والإفراج بعفو خاص من بن علي على راشد الغنوشي الذي كان قد حوكم بالمؤبد على خلفية تورطه في تفجيرات سوسة والمنستير في إطار مساومة سياسية بينكم وبين بن علي الذي باركتم علنا توليه مقاليد الحكم.
وانخرطتم دون قيد أو شرط في المنظومة النوفمبرية مقابل التخلي عن منهج العنف ضد الدولة و المشاركة في الحياة السياسة بطريقة مدنية ديمقراطية، لكن سرعان ما نكثتم العهد وتغلب عليكم الطابع الدموي لتعودوا إلى طريق العنف والترهيب الذي توج بجريمة باب سويقة البشعة وأعدم على إثرها 3 من الشباب المغرر به وعذب العديد منهم في السجون.
واختارت قياداتكم الهروب خارج البلاد لترغد بالعيش الكريم غير مبالية بمن تركتهم خلفها. لا فائدة في ذكر فترة ما بعد الثورة ومرسوم فيفري 2011 للعفو التشريعي العام و كيف أصبحت تونس مرتعا لدعاة العنف والتشدد الديني يستقبلون بصفة رسمية ويعاملون معاملة الملوك والخلفاء الراشدين وكيف قسم الشعب بين مسلم وكافر.
وكيف أعلنت أرض تونس أرض جهاد واستبيحت فيها الدماء وبوركت فيها الغزوات وأصبح الخليفة السادس منقذ البلاد والعباد، وكيف طالبت قياديكم تحت قبة البرلمان بتطبيق الشريعة و قطع الأيادي والأرجل واستبيحت دماء كل من يخالفكم الرأي وما انجر عنه من اغتيالات سياسية. ولكن ما لفت انتباهي أن التاريخ يعيد نفسه ونفس التكتيك الذي اعتمدته حركتكم في أواخر الثمانينات بتغيير اسم الحركة واعلان تغيير المسار وانتهاج المدنية تعتمده اليوم.
وفي بادرة جديدة بفصل السياسي عن الدعوي لكن ما تبطنونه غير ذلك، وترجم بتكريمكم لمن رميتم بهم في محرقة اختياراتكم السياسية الخاطئة وعوض الاعتذار من أهاليهم ومن الشعب التونسي واعتبارهم ضحايا منهج العنف الذي انتهجتموه اعتبرتهموهم شهداء لحركتكم لتعبروا بطريقة غير مباشرة لانصاركم واتباعكم انكم أوفياء لمبادئكم العنيفة وممتنون لمن فداكم بحياتهم و شبابهم وحريتهم في مغازلة منكم لشباب من الممكن أن يكون مشروع شهيد الغد حسب رأيتكم.
هذا اول درس كمقدمة لقراءة التاريخ في رياض الأطفال اليوم.