وحذّر مراقبون من خطاب حركة النهضة ولهجتها التصعيدية في بيانها الأخير والذي فيه تهديد مستبطن للدولة وإحالة إلى أن عزل الأئمة المتشددين والداعمين للإرهاب هو معاداة للإسلام والدين.
ووصف البيان قرارات وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ بعزل بعض الأئمة التكفيريين بأنها “قرارات طرد تعسفى انفرد بها واستهدفت عشرات الأئمة ممن عرفوا باعتدالهم”، مضيفا أن هذه القرارات تركت مؤشرات بعودة التصفيات الأيديولوجية في تعارض تام مع مصلحة البلاد”.
ويثير الخطاب التكفيري لبعض رجال الدين والأئمّة جدلا واسعا في تونس، في ظل تزايد العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش والمنشآت الحيوية وغياب الرقابة على بعض المساجد.
يشار إلى أن الحبيب اللوز أحد أبرز القيادات التاريخية لحركة النهضة الإسلامية اتهم حكومة الصيد بـ”ضرب النهضة وكل من له منزع إسلامي” و”استغلال العمليات الإرهابية لغلق المساجد وعزل الأئمة” لشن حملة على كل “مسؤول يعرف بشبهة قربه من الحركة”.
وجاءت تصريحات اللوز المحسوب على التيار المتشدد داخل النهضة، على خلفية الجهود التي تبذلها الحكومة منذ هجوم سوسة الذي تبناه تنظيم الدولة لتضييق الخناق على الجماعات الجهادية من خلال حزمة من الإجراءات منها غلق 80 مسجدا خارجا عن سيطرة الدولة، وعزل عدد من الأئمة استغلوا منابر المساجد لنشر خطاب متشدد يحرض على العنف والكراهية الأمر الذي غذى لدى الشباب فكرا جهاديا غريبا عن نمط تدين التونسيين.
وتحاول حركة النهضة الضغط من أجل إقالة وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ منذ قيامه بعزل نور الدين الخادمي القيادي بحركة النهضة ووزير الشؤون الدينية السابق من إمامة جامع الفتح بالعاصمة تونس.
وأثار قرار العزل هذا غضب السلفيين وأنصار الحركة حيث اعتبروه إعادة إنتاج لنظام بن علي الذي كان يشدد الرقابة على الأئمة ويفرض عليهم خطابا موحدا، في المقابل أكدت نقابة أئمة المساجد أن قرار العزل جاء في إطار تحييد المساجد خاصة وأن الخادمي كان يسعى إلى جعل المسجد الذي يؤمه صوتا للمعارضة.
"العرب اللندنية"