واللافت للنظر تبادل الزيارات المستمر بين البلدين في الآونة الأخيرة بالرغم من تخلي باكستان عن السعودية في حربها الأخيرة في اليمن، بعدما رفض البرلمان الباكستاني المشاركة، حيث كان القادة السعوديون صرحاء في نقدهم لرفض "شريف" في اللحظة الأخيرة المشاركة مع الرياض بعد موافقته المبدئية في مارس. ووفقًا للدستور الباكستاني، لم يكن شريف بحاجة إلى موافقة البرلمان، فمنصبه كرئيس للوزراء يمنحه الصلاحيات الكاملة لاتخاذ هذا القرار منفردًا.
وقد زار رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الرياض يوم 21 أبريل 2015؛ ومعه وفد رفيع المستوى ضم قائد الجيش الجنرال رحيل شريف، ووزير الدفاع خواجة آصف، والمساعد الخاص لرئيس الوزراء فيما يتعلق بالشؤون الخارجية طارق فاطمي، وكذلك وزير الخارجية الباكستاني، على أمل تخفيف التوترات التي نتجت عن هذا الرفض، لكن خلال لقائه بالملك سلمان بن عبد العزيز، بدا واضحًا أن "شريف" لاقى ترحيبًا باردًا من مضيفيه السعوديين.
في حين أشارت صحيفة داون الباكستانية إلى أنه وعلى الرغم من أن جلسة مشتركة للبرلمان الباكستاني قررت عدم إرسال قوات باكستانية للمشاركة في العملية العسكرية باليمن، إلا أن استمرار الشراكة من قبل الحكومة الباكستانية الحالية مع السعودية، تظهر تقدير إسلام أباد بشكل كبير للمملكة، حيث إن الأشهر الـ 12 الماضية، أظهرت وفقًا لمستندات بالخارجية الباكستانية، إرسال إسلام أباد ما لا يقل عن 12 وفدًا باكستانيًا رفيعًا بشكل منفصل لزيارة السعودية، أغلبها لمناقشة الأزمة في اليمن والتعاون الدفاعي بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن تلك الزيارات الباكستانية للسعودية في الفترة من أبريل 2014 إلى أبريل من العام الجاري، جرت بمعدل زيارة كل شهر، وشملت مسؤولين عسكريين ومدنيين.
ورصدت الصحيفة الزيارات التي شملت زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف.
كما أضافت هفنجتون بوست الأمريكية أن السعودية ترسل وفودًا دينية لها إلى باكستان للعب على الوتر الديني، باعتبار أن ما يحدث بين السعودية والحوثيين حرب بين السنة والشيعة، وأن دعم باكستان ليس مجرد دعم من حليف لحليفه، وإنما دعم من دولة سنية إلى أخرى في حربها ضد الشيعة.
وذكرت أن المشكلة لدى باكستان تكمن في أن اللعب على الوتر الطائفي قد يضر بتقاربها الاقتصادي مع إيران، حيث تسعى للانتهاء من مشروع خط الأنابيب الذي يزودها بالغاز الطبيعي الإيراني، لسد حاجتها من الوقود اللازم لتوليد الكهرباء.
وقد سبق وأن انطلقت فعاليات التمرين المشترك "الصمصام 5"، بين القوات البرية الملكية السعودية ووحدات من القوات الخاصة بالجيش الباكستاني بحضور قائد منطقة الطائف العسكرية اللواء ركن فارس بن عبد الله العمري، وعدد من ضباط الجانبين السعودي والباكستاني، وذلك في مركز الملك سلمان للحرب الجبلية، بميدان شمرخ شمال منطقة الباح في 30 مارس الماضي، ثم تم سحبها.
في حين برز الحديث أمس من خلال صحف إسرائيلية أن السعودية بإمكانها تملك السلاح النووي دون الحاجة لإنشاء ترسانة نووية من خلال باكستان.
وأكد كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يادلين، ورئيس "مركز أبحاث الأمن القومي" يوئيل جوزينسكي، أن السعودية قد تلجأ إلى الحصول على سلاح نووي، ولو عبر شرائه من حليفتها باكستان.
وفي ورقة نشرتها مجلة "مباط عال" الصادرة عن المركز في عددها رقم 699، حذر يادلين وجوزينسكي من أن السعودية يمكن أن تحصل على السلاح النووي من باكستان؛ عبر شرائه بشكل مباشر ودون الحرص على بناء مرافق ومنشآت لإنتاج السلاح النووي.
فهل تكون زيارة وزير الدفاع السعودي لباكستان الآن للتباحث بشأن استيراد السلاح النووي من باكستان؟