أريد أن أقول هنا للدكتور منصف المرزوقي...
لكنك تبقى متميزا بفضيلتين غاليتين جدا على الاقل لن تمحوهما من سمعتك وحقيقتك كل حملات التشويه والشيطنة التي قصفتك بها ماكينة قوية ومنظمة...
- فضيلتك الاولى أننا عشنا في عهدك فترة ذهبية في تاريخ حرية التعبير وهي أزهى فترة عشناها كاعلاميين ومواطنين...كانت حرية سخية ولامحدودة أفرط بعضنا في استعمالها حتى سقطوا في الانحطاط...لكنك تحملت وتسامحت بصدر رحب وروح ديمقراطية...والآن يجب أن لا نفرط في تلك الحرية التي هي من فضل الشهداء وابطال الثورة...فليس بالخبز وحده يحيا الانسان...
-وفضيلتك الثانية أنك دخلت ذلك القصر نظيفا ونزيها وخرجت منه أنظف وأنزه...حتى أن بعض اعدائك عجزوا رغم النبش والتبربيش عن رصد ما يلوث جديا ذمتك المالية وشرفك...لا عائلتك تغطرست وتمعشت ولا أنت أثريت وأصابك الجشع والطمع ولا نومت السلطة ضميرك...وهذا نادر في تاريخ الحكام والمسؤولين العرب من العمدة الى الرئيس او الملك...
انها فقط كلمة حق صادقة...
واليوم نبدأ عهدا جديدا مع رئيس جديد نتمنى له النجاح...ولا نخاف منه على الحريات...ولا على الديمقراطية...ليس ثقة عمياء فيه فهو بشر قد يغتر وقد يتخمر بتقديس المنافقين ومدائحهم...لكن هناك شعب يقظ وضمائر صاحية ومناضلون شرفاء...وهناك مع نصف الشعب الذي انتخبه ومنحه الثقة...نصف آخر يعارضه سيظل ضمانة لعدم تغوله...
وسأظل شخصيا...وفيا لكلمة الحق التي التزمت بها...ولن تتغير مواقفي التي لم تضعفها الضغوطات والحملات...فسيذهب كل الرؤساء وأظل صحفيا حرا...