الظرف حساس ودقيق...والجيش سيتسلم قريبا أمانة تأمين الانتخابات...والارهاب لغز مثير ومحير...وسقوط ضحايا من الجيش ضربة معنوية قاسية تستهدف البلاد وتصيب الشعب...والعمليات الارهابية التي استهدفت جنودنا كشفت عن ثغرات وأخطاء استراتيجية محيرة...أخطرها إلمام العدو بخريطة تحركات جنودنا فسهل عليه ذلك إستهدافهم بقوة دون أن يتكبد خسائر ميدانية كبيرة...وهو ما يعني أنه نجح في اختراق بعض أجهزتنا لتصله المعلومات الحساسة...فقد تكررت الهزيمة بنفس السيناريو ونفس الخطة ونفس التوقيت وأحبطت الرأي العام...ولم نر رد فعل بحجم الفاجعة رغم توفر تجهيزات وقائية وكفاءات قادرة على الانتقام والثأر واسترجاع الثقة...ثم رأينا قائد الجيش يخرج في ندوة صحفية لأول مرة دون أن يقنع أو أن يزود جنوده بما يحتاجونه من معنويات...وكأنه مخذول ومغلوب على أمره ومحتار وغير مسيطر على الوضع...وكأن خطابه يطمئن الارهابيين أكثر مما يطمئن الشعب...!!...
وفي كلتا الحالتين...فإن الشعانبي لغز مزمن...صار محيرا أكثر حين أعلنت قيادة الجيش السابقة قبل انسحابها أنه تحرر من الارهاب وصار آمنا...لكن الرد كان قاسيا وكلفنا ضحايا أكثر...وتحت قيادة الحامدي لم يتوقف النزيف ولم يضعف العدو بل تحدى وغامر أكثر ووصل الى منزل وزير الداخلية...وأسقط ضحايا من الجيش في نفس الجبهة وبنفس الخطة...وأوحت لنا عملياته بأن قوته ليست في تسليحه وخططه بل في حصوله على معلومات فورية محينة وفي تعاون الخونة وتواطئهم معه...وهو ما سهل مهماته ومنحه كل تلك الثقة والتحدي !!...
ورغم أن القائد الحامدي هو أحد أفضل وأشرف كفاءاتنا العسكرية...لكن سيطرته على الميدان كانت ضعيفة وخططه كانت مرتبكة...وقد أوحى ذلك بأن الرجل غير مسيطر على الوضع لأسباب خارجة عن إرادته...وذلك هو الأخطر...!!!...