قبل سجني بفترة قصيرة سجلت المقطع الذي سأؤديه في أغنية "حوماني" ولم استمع اليها كاملة بصوتي وبصوت «حمزاوي» وعندما شاهدتها في السجن كنت سعيدا بها وبنجاح هذه الاغنية.
هناك الآلاف من المساجين الذين دمرت حياتهم بسبب إيداعهم بالسجن بتعلة استهلاك مادة الزطلة ، وهناك العشرات من المثقفين واصحاب الشهائد العليا وجدوا أنفسهم مسجونين بتهمة استهلاك «الزطلة» ودمرت حياتهم، وتشردت عائلاتهم ، وفعلا انه قانون جائر ولا إنساني، وتحس بالإهانة والعجز حين يتم اقتيادك للمخبر لإجراء تحليل الاستهلاك ، فكل شخص منا حر في اختيار حياته وطريقة عيشه.
كنت اعتقد أنه سيطلق سراحي في العفو الرئاسي السابق ولكن توقعت ردة الفعل هذه من رئيس الجمهورية منصف المرزوقي بسبب مواضيع وأفكار الأغاني التى أطلقها والقائمة على نقد الوضع السياسي العام في البلاد ولكن أقول للحقوقي لو كنت مسجونا زمن بن علي لاطلق سراحي، ولكن في زمنك أيها الحقوقي رفضت إطلاق سراحي وجعلتني ادفع ثمن مواقفي.
لقد كنت أتوق للحرية وانا سعيد أني لم اخرج في إطار العفو الرئاسي حتى لا اضطر لشكر احد، وللعلم اطلق سراحي قبل إنهاء العقوبة بثلاثة أشهر فقط ، وسأكون في هذه الفترة تحت المراقبة.
لقد عاملني اعوان السجن بكل احترام وكنت اقتات من بيع الجرائد في السجن ، وفي وقت الفراغ اكتب كلمات اغان جديدة، ودائماً كنت أفضل التعامل معي وكأني مسجون عادي وليس لأني فنان مشهور.
زارتني سعيدة العكرمي بصفتها الحقوقية وليس بصفتها زوجة لمسؤول ، ووعدتني بإطلاق سراحي ولكن كان مجرد وعد لم يحقق على ارض الواقع.
كتبت عديد الأغاني الجديدة اثناء فترة سجني ونقدت من خلالها لظواهر عديدة على غرار الإرهاب والسجن والظلم، كما ان اغنية «شكون فيكم مرتاح» نقدت من خلالها ايضا الواقع المرير الذي نعيشه منذ مدة وتطرقت من خلالها الى المسكوت عنه.
احمد العبيدي
كافون
