وتمكن الرياحي من التقاط الصورة المطلوبة مصافحة وقبلات بين السبسي والغنوشي قد ينطبق عليها المثل الذي يقول "بوس بالشوارب والقلب هارب"...لكنها السياسة مهما تنكرت بالايديولوجيا وبالشعارات وبالدين...فهي مصالح تتضارب وتتصالح...
وعاد الرياحي لينشر الصورة ويطلق الحدث ويبرز كرجل وفاق واتفاق ويدعم طموحاته...وانطلقت مفاوضات السلام في الكواليس بين الباجي والغنوشي فتراجع الباجي عن حضور اعتصام باردو وظهر الغنوشي لاول مرة في قناة نسمة التي سيصبح الرياحي مالكها...وغاب اعتصام الرحيل عن شاشتها عكس العادة...في انتظار مصير الصفقة المطروحة على طاولة التفاوض...
اما مصير الصراع فلن يقرره اعتصام باردو ولا مظاهرات الشرعية ولا شعاراتهم مهما بحت اصوات المعتصمين...بل ستقرره مصالح الكبار وصفقاتهم السياسية وتاثيرات قوة المال السياسي...والتقاء طموحات الرياحي بمازق الغنوشي باحلام السبسي...وتبقى القواعد المتصارعة المتدافعة في الساحات مجرد ارقام في صناديق الاقتراع ومصادر ضغط لتحسين شروط التفاوض وحماية المصالح وترتيب الكراسي...
بقلم سمير الوافي