شاه التونسيون يواجهون صيفا قاسيا مع ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / التونسيون يواجهون صيفا قاسيا مع ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز": أدى ارتفاع نادر للحرارة في تونس إلى انقطاعات متكررة للمياه والكهرباء، مما خلف احتجاجات واسعة للمواطنين في مناطق مختلفة من البلاد. وتعاني تونس منذ أسبوع من حرارة شديدة للطقس بلغت في المعدل 46 درجة، بينما تزداد في بعض المناطق لتتجاوز الـ50 درجة.
وأدت هذه الحرارة إلى ارتفاع غير مسبوق لاستهلاك المياه بلغ حسب تقديرات الشركة التونسية لتوزيع المياه نحو 10 في المائة عن الاستهلاك العادي.

وأطلق مواطنون يعانون من العطش والحر في عدد من المناطق الداخلية البعيدة عن السواحل على وجه الخصوص احتجاجات بسبب الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء لفترات تمتد على عدة ساعات.
وتحت وطأة الحر اضطر كثيرون لهجر منازلهم من أجل التمدد في الحدائق والساحات بحثا عن مجرد نسمات، بينما أغلق البعض محاله لتفادي المزيد من الخسائر.

وقال محمد الخذري (44 عاما) وهو صاحب محل مرطبات بمحافظة قفصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «أنا الآن في ظل بطالة قسرية. لا يمكنني أن أقامر بتجهيز المرطبات، لأنها لن تصمد في الحر في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء»، غير أن الهم الأكبر للمواطنين يظل النقص الشديد في إمدادات المياه وهو أمر لا يمكن تجاهله في ظل الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة هذا الصيف.
وصرح منجي قروي، مدير جمعية التنمية والإصلاح بولاية جندوبة لإذاعة محلية، بأن «قطع المياه يعتبر عادة غريبة على السكان في المنطقة التي كانت تعاني قبل أشهر وخلال فصل الشتاء من الفيضانات وارتفاع منسوب السدود القريبة منها».

وأضاف قروي، أن «الأمر ليس منطقيا، خاصة أن القطع يتكرر يوميا من الساعة الثالثة ظهرا إلى العاشرة ليلا، بينما الطقس يشهد حرارة قصوى».
ويزداد السخط على نطاق واسع في عدة محافظات من بينها صفاقس ثاني أكبر محافظة في تونس وفي قفصة بالجنوب التونسي.
وتعاني هذه المناطق أصلا من شح المياه وفاقمت الأزمة الحالية في عز الصيف من احتياجات المواطنين لاستهلاك مياه الشرب، فضلا عن الكميات المخصصة للري، فمثلا بقيت منطقة القطار من محافظة قفصة أربعة أيام متتالية من دون مياه شرب، مما اضطر السلطة إلى تزويدها يوميا بـ400 متر مكعب من مخصصات مياه الري.

وقالت الشركة التونسية لتوزيع المياه، في بيان لها، إن الاضطراب المسجل في تزويد الماء الصالح للشراب يعود إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مواقع إنتاج المياه، وخاصة منها مواقع الضخ والمعالجة.
واضطرت الشركة إلى تركيز صهاريج عملاقة لتزويد المناطق المنكوبة بمياه الشرب، لكن هذا لن يحل الأزمة لأن توقعات الخبراء تشير إلى استمرارها إلى أشهر أخرى في بعض المناطق.

وقال مسؤول بشركة استغلال وتوزيع المياه في تونس لوكالة الأنباء التونسية، إن «الحل الجذري لتجاوز النقص الحاصل في مياه الشرب هو الإسراع في حفر وتجهيز آبار جديدة»، لكن إلى حين إتمام تلك المشاريع فإن السكان في محافظات الشمال الغربي والجنوب التونسي قد يضطرون بقية هذا الصيف إلى خوض فصل جديد من المعاناة بعد كارثتي الثلوج والفيضانات التي جرفت مناطقهم في فصل الشتاء.

وقال أنور المرزوقي (25 عاما) من منطقة حكيمة بمحافظة جندوبة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «من المؤسف أن يمر كل هذا على رؤوسنا في ظرف عام واحد، قبل أشهر كنا نعاني من الثلوج التي حاصرتنا، واليوم لا نجد مياها للشرب».
وأضاف أنور، أن «الحكومة كعادتها لا تحرك ساكنا، السلطة تتحدث كثيرا عن التنمية، لكنها لا تبذل جهودا كافية للاهتمام بهذه المناطق في الشمال الغربي».