شاه تونس : الحزب الجمهوري ... ولد ميتا للأسف؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / تونس : الحزب الجمهوري ... ولد ميتا للأسف؟ / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز": المتابع للخارطة السياسيّة التونسيّة و التي تشهد تحوّلات و تكتّلات و إنشقاقات في دلالة واضحة على الإرهاصات التي تعانيها البلاد وهي الحالة الطبيعيّة بعد فترات من الكبت و التفقير السياسي يلحظ الحاجة الكبيرة لقوى وطنيّة حقيقيّة تلبي رغبات هذا الشعب...
بعد إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي وظهور النهضة كقوّة سياسيّة أولى في البلاد و معها المؤتمر و التكتل بدرجة أقل كانت خيبة أمل أغلب المتابعين للشأن السياسي التونسي كبيرة بفقدان قوّة سياسيّة معارضة تستطيع كبح جماح السلطة و تلعب دور المعدّل و المصلّح،و شاهد الجميع عمل تهريجي في أغلب الأحيان للمعارضة و بات شبح الإستبداد يتراءى لنا من جديد فالنهضة باتت تذكّرنا بالتجمّع لإستئثارها بالمشهد السياسي و إبتلاعها لحلفائها و لعجز الطبقة السياسيّة على إيجاد القوّة اللازمة لتكون ندّا لها و ظلت أغلب المحاولات تهريجيّة من قبيل إسقاط النظام و التباكي على عتبة الإعلام و الإستنجاد حتّى بالأجنبي؟؟؟.
لكن كانت فرحة المتابعين و المطلعين و المحللين عظيمة بمحاولات الإندماج و التي كان من المفروض أن تولد لنا كتلا قويّة قادرة على التعديل و كان "الحزب الجمهوري" فكرة قابلة للتنفيذ و النجاح كيف لا وهو يضمّ الديمقراطي التقدّمي و ما أدراك،الحزب المناضل الذي جمع في سنوات الجمر كلّ المناضلين و دافع عنهم،لكن ذات الخطأ تكرّر ألا وهو الخطاب الإستئصالي و البحث على ضرب النهضة و ليس البحث على خطاب يهزمها سياسيّا؟؟؟
و حدث ما كان متوقّعا مناضلي الديمقراطي التقدّمي يرفضون هذا الإندماج وهو ما لم يستطع أن يفهمه الأستاذ الشابي و ميّة الجريبي أن التقدّمي في وضع قويّ و يستطيع أن يلعب (حتّى وحده) الدور اللازم لكن بإحترام لتاريخه النضالي و بمعارضة جادّة و ليس بتهريج و رعونة و بتهميش للمناضلين الذين استقال منهم الكثيرون في فترة الحملات الإنتخابيّة و في فترة الإعداد للإندماج في الجمهوري.
اليوم مازال المسار الإنتقالي في خطر لأن المعارضة لم تلملم صفوفها بعد وهو ما نأمله قريبا ففشل الحزب الجمهوري الذي ولد ميتا لأن هدفه كان ضدّ قوى سياسيّة بعينها و الأجدر أن يكون قوّة وطنيّة معارضة و قوية و التجاذبات الإيديولوجيّة و خطر الإنزلاق للعنف و عودة التجمّعيّين يحتّم إيجاد هذه القوّة و قريبا لنطمئن على تونس المستقبل؟؟

بقلم هيثم قراوي