
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - أعلنت الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل عن قرارها تنفيذ إضراب عام يوم 21 جانفي 2026، في خطوة صادقت عليها كافة مكوناتها بالإجماع. وأوضحت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي في سياق ما وصفته بالدفاع عن الحقوق والحريات، وتأكيداً على حق العمل النقابي، وعلى مبدأ التفاوض بشأن تحسين الأجور باعتباره أحد مكاسب الحوار الاجتماعي في البلاد.
وفي خضم هذا التطور، قام الرئيس قيس سعيّد بخطوة لافتة تمثّلت في جولة على الأقدام في شوارع العاصمة، في رسالة قرأها كثيرون على أنها محاولة لإظهار التقارب مع المواطنين وإبراز حضوره بين الناس في فترة تشهد توتراً اجتماعياً متصاعداً. وخلال تفاعله مع المواطنين، قدّم رئيس الجمهورية خطاباً شدد فيه على أن مسار الدولة يستند إلى روح الثورة وإلى رفع المعاناة عن التونسيين كافة، رغم ما وصفه بالإرث الثقيل الذي خلفته خيارات سابقة اعتبرها غير وطنية وتسببت – وفق قوله – في انهيار المرافق العمومية وتراكم الديون على حساب الشعب دون أن يلمس منها فائدة تُذكر.
ولفت سعيّد إلى وجود من يسعى للعودة إلى المشهد القديم عبر زرع أعوانه في مواقع مختلفة، مؤكداً أن هؤلاء باتوا معروفين وأن لا أحد فوق القانون أو المحاسبة، ومعتبراً أن محاولاتهم مجرد وهم مصيره الفشل. وأعاد الرئيس التأكيد على قناعته بأن تونس تمتلك طاقات وثروات بشرية قادرة على البناء، وأن الشباب سيحمل قريباً مسؤولية استكمال هذا المسار وكسر معاول الهدم لصالح التشييد والتنمية.
وفي سياق دفاعه عن اختياراته، اعتبر سعيّد أن اتهام تونس بأنها تسعى للتحرر من أي وصاية داخلية أو خارجية يعد في حد ذاته وسام شرف، مستشهداً بما قاله الزعيم النقابي فرحات حشاد بأن الحقيقة لا يمكن إسكاتها مهما حاول البعض. وتعهد الرئيس بمواصلة العمل لتحقيق حياة كريمة للتونسيين وبالحفاظ على وصية الشهداء.
كما شهد خطاب سابق إشارة اعتبرها مراقبون موجهة للأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، إذ تطرق سعيّد إلى من وصفهم بـ"المتطبيبـين دون أهلية" والمشعوذين الذين يدّعون المعرفة، مضيفاً أن من يفسد في هذا السياق لا يُرجى منه إصلاح، وأن الخطر الأكبر — حسب قوله — يكمن في الجاهل المتصدر الذي يظن نفسه عارفاً.
بهذه الرسائل المتبادلة، تدخل تونس مرحلة جديدة من التوتر بين السلطة والاتحاد، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات قبل موعد الإضراب المرتقب.