شاه عاجل حركة النهضة ترد على تركيبة حكومة هشام المشيشي الجديدة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / عاجل حركة النهضة ترد على تركيبة حكومة هشام المشيشي الجديدة / Video Streaming


حملت تصريحات متزامنة لرئيس حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، ورئيس مجلس شورى الحركة، عبد الكريم الهاروني، بخصوص الدعوات إلى استبعاد الحركة من التشكيلة الحكومية المرتقبة، تهديدًا مبطنًا بتعطيل الحكومة، وعدم منحها الثقة في البرلمان، ما قد يعقد من مهمة رئيس الحكومة المكلف، هشام المشيشي، وفق متابعين.

وأبدى الغنوشي، مساء أمس، استنكاره لـ“سعي بعض الأطراف السياسية إلى إقصاء حركة النهضة من تركيبة الحكومة المقبلة“، في إشارة إلى حركة الشعب بالأساس، وأيضًا حزب التيار الديمقراطي، وحركة تحيا تونس، الذين أكدوا ضرورة عدم تكرار تجربة الحكم بالنسبة للحركة.

إصرار على المشاركة

وخلال كلمة معايدة داخل مقر الحركة، تساءل الغنوشي:“هل هناك من يقصي الحزبين الأول والثاني في البلاد؟، هل هذه ديمقراطية؟، كيف تتشكل حكومة دون النهضة، وقلب تونس، والحزبين الثالث والرابع؟، بماذا سيشكّلونها؟، بالحزب العاشر؟، هذا التفكير دليل على أن الديمقراطية في خطر“، وفق وصفه.

وحذّر رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، من إعادة ما أسماه ”تجربة حكم أحزاب الأقلية“، التي قال إنها ترغب في الحكم، وتريد إقصاء الأحزاب الأولى، معتبرًا أنّ ”تجربة أحزاب التيار الديمقراطي، وتحيا تونس، وحركة الشعب، لا ينبغي أن تُعاد“، على حد قوله.

وتدفع حركة النهضة، باتجاه إقناع رئيس الحكومة المكلف، هشام المشيشي، بعدم الإنصات إلى الأصوات التي تدعو إلى استبعاد الحركة من التشكيلة الحكومية الجديدة، والمراهنة على الشق المناهض لها، أو تشكيل حكومة كفاءات مستقلة غير حزبية.

تهديد مبطن

واعتبر المحلل السياسي، محمد صالح العبيدي، أن“تصريحات الغنوشي لا تحمل قراءة للمشهد السياسي، وما يجب أن تكون عليه الأمور في المرحلة المقبلة فحسب، بل تستبطن تهديدًا بتعطيل الحكومة المقبلة، إن لم تكن حركة النهضة، وقلب تونس، وائتلاف الكرامة (الحليفان الظاهران للحركة) أطرافًا فيها“.

وأضاف العبيدي، أنّ“الغنوشي ومن قبله رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، استخدما خطابًا لا يخلو من التصعيد تجاه الأطراف السياسية التي عبرت من قبل عن رفضها المشاركة في حكومة تكون الحركة طرفًا فيها، وذلك في سياق ردة فعل، غير أن هذا التصعيد من شأنه أن يُعقّد من مهمة رئيس الحكومة المكلف، هشام المشيشي، في إيجاد الصيغة الأنسب لحكومة قابلة للاستقرار ونيل ثقة البرلمان“.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي، محمد العلاني، أن“حركة النهضة لم تَعُد تخفي مخاوفها من إقصائها من الحكم، وهي لا تستسيغ منطق إبعاد الحزب الفائز في الانتخابات الأخيرة، مقابل تقديم أطراف سياسية أخرى أقل وزنًا لتصدر المشهد السياسي وتأثيث الحكومة الجديدة، ما دفعها إلى تبني خطاب أشد لهجة تجاه شركاء الأمس وخصوم اليوم“.

وأضاف العلاني أن ”حركة النهضة، ومن خلال تصريحات قادتها بعد لقاءات مع المشيشي، لا تبدي اعتراضًا على مبدأ تشكيل حكومة كفاءات، لكنها ليست مستعدة للتنازل عن نصيبها من الحقائب الوزارية ونصيب شريكيها حزب قلب تونس، وائتلاف الكرامة، ملوحة بعدم منح الثقة للحكومة الجديدة من أجل ابتزاز رئيس الحكومة المكلف، وفرض وجهة نظرها التي ترى فيها انتصارًا على أطراف تعتبر أنها ”خذلتها“ في تجربة حكومة إلياس الفخفاخ“.

وقالت حركة النهضة، في وقت سابق، إنها عرضت على المشيشي رؤيتها للحكومة الجديدة، وإنها منفتحة على مختلف الخيارات، غير أنها تبدي تشددًا على مستوى تركيبة الحكومة وطبيعة الأطراف السياسية التي ستشارك فيها.