لمتابعة الخبر والحصول على المزيد من المعلومات والمعطيات الجديدة, لا تنسى الإشتراك في صفحتنا على الفيسبوك عبر الرابط التالي: http://fb.com/thawra.news.tn
"فجأة تذكر الناس رجل دولة إسمه محمد الغنوشي...ذكرتهم فيه إشاعة وفاته فغمروه بعبارات التعاطف والتقدير التي لم يسمع مثلها طيلة حياته...وكأن إشاعة موته بعثته حيا في الذاكرة والقلوب من جديد...ولم يكن كل هذا التعاطف والتقدير مجرد شفقة او صدفة...بل لأننا نفتقد أمثال محمد الغنوشي في هذه الأزمة الاقتصادية الحادة...وهو من أكبر حكماء الاقتصاد في تاريخنا وفترته كوزير اول تشهد على ذلك...فقد تفادت تونس كل الأزمات والعواصف بميزانية متواضعة ينهشها النهب والفساد...
كان محمد الغنوشي تكنوقراط بعيد عن السياسة...هادئ الطبع ومتواضع وحكيم...لم يتورط في الجرائم السياسية والقمع والظلم ولم تتلطخ سمعته بذلك...وعندما تم النبش في أملاكه وسيرته المالية لدى القضاء بعد الثورة...خرج نظيفا وزاهدا بعد سنوات عديدة في أعلى الكراسي...
وساهم في تأمين أخطر فترة بعد الثورة ثم سلم الأمانة لمن خانوها بعده...وترفع عن كل الخزعبلات الثورجية متعاليا عليها...
سيشهد التاريخ أن محمد الغنوشي كان رجلا وطنيا فذا...ورجل دولة من الذين نفتقد حكمتهم ورصانتهم ووطنيتهم اليوم في هذه التخميرة الشاملة...أطال الله في عمره..."