شاه حتى لا تتحول البرامج الرياضية التلفزية الى “سوق عكاظ”

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / حتى لا تتحول البرامج الرياضية التلفزية الى “سوق عكاظ” / Video Streaming

أسبوعا قبل بداية سباق البطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم، اشتعل الجدل مجددا بين ادارة التلفزة الوطنية وجامعة كرة القدم..والظاهر أن العملية لا تخلو من تصفية حسابات شخصية خاصة بعد السب والشتائم الحاصلين في نهاية سباق الموسم الفارط..
الساعات القليلة الماضية حملت أنباء جديدة عن قضايا ومزاعم فساد وابتزاز من الجانبين جعلت كل منهما يسارع الخطى ويعكس الهجوم متجها الى رئاسة الحكومة لفض الاشكال ونصرة جانب على حساب الأخر..
الخلاف يوحي بتصعيد كبير، لأن ما شاهدناه وسمعناه من الطرفين حول الديون المتخلدة وصراع حقوق البث يؤكد أن النهاية السعيدة ولو بمفعول الوساطات لن تكون أمرا يسير المنال، فاتجاه الجامعة الى الضغط على وسائل الاعلام وأيضا نية بعث قناة تلفزية خاصة بالهيكل الجامعي كلها مؤشرات واضحة تفيد أن الصراع جاد ولن يكون “لايت” وسهل الاحتواء..
الاشكال أن الخلاف بات شخصيا بين الجريء وأطراف بعينها من مؤسسة التلفزة..ومع كل التعنت والاصرار من الجانبين، فان الأمر قابل لمزيد الاشتعال بتوظيف مؤسسة رئاسة الحكومة في صراع تبقى في غنى عنه أمام تفاقم الاشكالات والآفات المتصلة بالواقع المعيش وهو أهم ألف مرة من خلافات البث التلفزي لسباق بطولة عليل لا يمكن أن ترتقي قيمته الى مثل الحصاد الحالي من الجو المشحون..
في الأثناء لم يخف الكثيرون مخاوفهم من تعالي منسوب الشتيمة والصراعات في المنابر التلفزية والبلاغات الجامعية..وكل الخشية أن يتحول الأمر الى ما يشبه ما يجري سابقا من جدل في “سوق عكاظ”..فيكثر الضجيج ويعم الجدل وتغيب الفائدة…
قبل بداية السباق المرتقب، طالب الجريء ومن معه بمبلغ ثلاثة مليارات لجبر الضرر عن المافيولا غير المدرجة في بعض اللقاءات حسب اتفاق مبرم سابقا،فيما طالبت النقابة الأساسية للتلفزة التونسية بمقاضاة رئيس المكتب الجامعي بعد ما أقدم عليه، غير أن المهم في كل ما يحصل هو تغاضي الجامعي عن حق المواطن البسيط الذي لا تعنيه هذه الخلافات في شيء بل أن أقصى همه هو متابعة نشاط ناديه دون تشفير ولا رسائل موجهة من هذا الجانب أو ذاك في موجة الخلافات السائدة..فالمطلوب هو أن يرتقي الجميع من الحلفين المتنازعين عن مثل هذه الممارسات التي لا تعني العامة في شيء بل أنها ستزيد في توتير الأجواء والرفع من منسوب المشاحنات الجهوية بعد كل ما رأيناه في موسم الفارط من تهديدات وصلت الى حد التلويح باعلان حرب الشوارع..
وفي المجمل فان الوضع العام للبلاد لا يختلف كثيرا عن المشهد الكروي..وهو ما يفترض حدا أدنى من التعقل والرصانة من الجانبين للتقليل من مفعول التجاذبات والهاء صناع القرار عن الأولويات الحقيقية للبلاد والتي تتجاوز مجرد التراشق بالاتتهام تحت مسمى المرفق العام وما شابهه من الشعارات الشعبوية الجوفاء،فالكرة أصبحت مقياسا لجر البلدان نحو التقدم اقتصاديا والتعريف بصورتها كأفضل ما يكون وليس بالنزاعات والشقوق والخلافات مثل ما يحدث بيننا..

طارق العصادي

المصدر: الجمهورية


THNEWS