بعيدا عن الحياة الرتيبة داخل السجن وفي اطار انفتاح السجن على محيطه الخارجي قصد تكريس مفهوم الجانب الاصلاحي التّي ترتئيها الإدارة العامة للسجون والاصلاح، يحتضن مركز الاصطياف بالرمال ببنزرت “الأسبوع الترفيهي الأوّل لفائدة الأطفال الجانحين و الذين يقضون عقوبة بدنية داخل مختلف السجون بمختلف جهات الجمهورية”.
برنامج هذا الأسبوع الترفيهي كما علمنا يتضمن العديد من الانشطة المختلفة بين الورشات في المسرح والموسيقى والرقص والرسم على الخزف وأيضا السباحة إلى جناب عروض ترفيهية ليلية والأكل الجماعي فضلا عن الاطلاع على مدينة بنزرت في اطار جولة ميدانية في المدينة للاطلاع على المعالم الأثرية بها و معرفة تراث الجهة.و الاحتكاك بالعالم الخارجي…
وقد أفادتنا السيدة حنان بصفتها المكلفة بالإعلام بسجن برج الرومي ببنزرت بأنّ عدد الأطفال الجانحين الحاضرين في هذا الأسبوع الترفيهي يصل إلى 52 شابا وشابة ولا تتجاوز أعمارهم الـ 18 سنة وأنّ الوضعية الاجتماعية لهؤلاء الجانحين هي السبب الرئيسي لاتباع طريق الجريمة حيث يعيش جلهم معضلة التفكك الأسري أو يعيشون في بيئة ريفية تسود فيها ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة مضيفة في نفس السياق وأن هذا التربص يندرج ضمن المنظومة العامة للإصلاح التي تهدف فيما تهدف إليه هو حماية هؤلاء الأطفال و النهوض بهم عبر برنامج متكامل في التكوين واسنادهم الشهائد التي تخول لهم الاندماج في الحركة الاقتصادية و بالتالي ضمان تشغيلهم ليكونوا فاعلين في المجتمع لتختم بالقول بأنّ هؤلاء الأطفال هم في النهاية ضحايا و المطلوب من الجميع هياكل رسمية ومجتمع مدني و إعلام الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع قصد نشلها من الرجوع ثانية إلى عالم الجريمة و الجنوح.
نشير في النهاية و أن الصريح كانت حاضرة بقوّة ورصدت مدى فرحة هؤلاء الأطفال الجناحين بهذا اليوم الترفيهي حيث ذكر لي أحد الأطفال بأنه غير مصدق بأنّه خارج أسوار السجن وغير مصدق أيضا أنّه سيسبح في يوم ما في البحر ويتمتع بكل هذا الذي يعيشه خاصة وأنّه من منطقة ريفية منعزلة عن العالم كما وصفها لي، لا بحر فيها و لا وسائل ترفيه و لا شيء يبعث عن الارتياح و على الأمل في غد أفضل…
مواكبة الأمين الشابي
المصدر: الصريح