شاه يوميات مواطن حر : عقارب الساعة مسمومة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / يوميات مواطن حر : عقارب الساعة مسمومة / Video Streaming

كتب محمد بوفارس

في احدى القرى المتوسطة لبلادنا بالسباسب التي عرفت اراضيها خصوصا بوفرة العقارب اعلن المستوصف المحلي عن مسابقة ممهورة بجائزة تشجيعية لجمع العقارب السامة ضاربا بذلك عصفورين بحجر واحد  .. الاول القضاء على العقارب في ديارها والثاني تعزيز البحث العلمي من اجل استغلال سُمّها طبيّا قصد مصل العلاج …وجاؤوا من كل جبل وواد محمّلين بصيدهم المسموم …في منظر وقائي وصحي جميل وبهيج …وفي الاثناء وصل احدهم متأخرا بسطله المليء ..بالعقارب فلما اظهر انتاجه للعون ..فاجاه بالرفض بتعلة ان الغلة جويدة وغير بالغة ..فامعن في النظر وطلعلوا الغاز للراس..والقى بالمحصول العقرَبي في ساحة المستوصف …وازمع الهروب بعد ان اصيب الجميع بالذهول والجزع …وبسرعة انقذ الممرّض الموقف وطلب من صاحب الفعلة ان ينقذ الجميع من اللسعات ..ويجمع من جديد محصوله ويرجعه الى مكانه الاول بالغابة ..حتى تكبر العقارب في محيطها الطبيعي ومن بعد يعاود جمعها وتقديمها للمستوصف قصد الحصول على الجائزة النقدية القيّمة ..وكان المسكين يتحول يوميا الى الجبل من اجل مراقبتها ومراقبة نموّها والسهر عليها وتحديد موقع اقامتها …وكان شاطرا في تخمينه المستقبلي اذ كان يرعى قطيعه ..كمن يرعى اغناما صغيرة من اجل تعشْعيشها ..ليوم العيد …وادام العمل والرقابة والسهر اياما ..وفي احدى الايام حدثت له الصدمة ..اذ لم يجد ولو عقربا من قطيعه ..فتلبّسه غش مكين ..وداخ في امره وامر اغنامه الزاحفة …”وطلعلو الغاز للراس “..وعاد الى خياله شريط الرفض الاوّلي الذي لقيه من طرف العون الصحي بتعلة ان العقارب المقدمة له ” هي صغيرة الحجم ..ولا تصلح للمخابر ولا للاختبار ولا للتعيير “..وثار من نفسه وعلى نفسه من كل الظروف التي حاقت به وبمحصول العقارب ..وانعدام البيعة في مهدها وضياعها …وكنوع من التسكين لكل مواجعه ، القى على نفسه السؤال الغريب :” لماذا منذ اللحظة الاولى لم أًّأخّر الصيد …؟ لماذا لم اتركها  تكبر من الاول في محيطها ؟ من حصد صابتي قبلي ؟ من اتلف محصولي قبل وصولي ؟

المصدر: الصريح