شاه يوميات مواطن حر: البطاطا الفالصو..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / يوميات مواطن حر: البطاطا الفالصو.. / Video Streaming

كتب محمد بوفارس

ظاهرة الازدواجية في التوجه السياسي ليست غريبة عن مجتمعنا الفسيفسائي…وكذلك ظاهرة الازدواج في التجارة..فلا تستغربوا ان وجدتم في ربوعنا حلاقا .. يبيع البطيخ الصيفي ..او الدلاع او حتى اللفت السكري…ومن هذا المنحى عرفت في مدة فارطة مكتبة لبيع الكتب والاقلام والطباشير والمواد المدرسية تبيع خبز الكوشة ..والخبز العربي خبز الطابونة ….وما اغراني للكتابة في هذا المنحى هو ما جرى في المدة الاخيرة ..اذ رايت بام عيني ولم اسمع ولم اقرا..في حارتي بين غدوي ورواحي على السوق المركزية احد الجواهرجية وقد فتح دكانه لبيع الذهب والفضة وللاصلاح السريع …ولما احاط به باعة الخضر والغلال في حصار فلاحي بهيج خامرته فكرة – بيع الخضر والغلال – وكان له ذلك ..وكان له الرواج بما انه في اغلب الاحيان اسعاره شعبية بما انه يطبق طريقة البيع من المنتج الى المستهلك …وله من الاصول اجداها بما انه كان يزرع ارضه ويبيع انتاجه بدكانه القريب من السوق والقريب كذلك من تجمع المواطنين في مركز وسط المدينة المرموق والمكتظّ بالمسافرين …ومثل هذا المشهد اختلط فيه الحقيقي من الخيالي وذابت فيه الرخصة القانونية والترخيص الحضاري …ولا نستغرب ان وجدت بائعا متجولا يبيع اللفت والسلق والمعدنوس والبريك …والدجاج الحي..والحمام والبيض وخبز الطابونة …وعلى ذكر خبز الطابونة أسأل وأمر ..وانا الذي لا أكل خبز طابونة السوق..رغم احترامي للحراير اللائي يتعرّضن الى لفح الهجير من اجل الكسب الحلال..ولكن لومي على من اتخذ من الخبز غشا من اجل الفلوس.

ان خلطة السميد يشوبها اخطاء متعمدة من اجل الكسب..ووصل ثمن الخبزة العربي خبزة الطابونة المعروفة الى الدينا ر ونيف في حين ان الكلفة لا تصل الى الربع ..وبقدر تضامننا مع صانعات الخبز ودعم سعيهن من الحياة بقدر لومهن على السعي اللامشروع ..والممزوج بالغش الحرام ..وليتهن يتقين الله في نعمة الله ..حتى يبارك لهن الله في سعيهن اليومي.

وعوْدا الى الجواهرجي الخضار … ابتاع منه احد المواطنين 5 كيلو بطاطا على اساس انها فضة ..ولما دخل البيت …شقّت الزوجة او قطعت كعبات البطاطا من اجل الطبخ فوجدت الاولى عادمة ..والثانية عادمة والثالثة كذلك …وكادت تفعل مثل ذلك المواطن الذي اشترى 3 تفاحات ..لو لم ينقذها زوجها بان اخذ ما اشتراه من الخضار الجواهرجي وحمله اليه والقاها امامه غاضبا ..وهو يردد هائجا مائجا : لماذا الغش يا جواهرجي الحومة ..يا صاحب الفعلة المشومة ؟ فرد عليه : هل بعْتلك الذهب الفالصو …..وضحك قلمي ..وبكى ضميري …من وضع وطني ..

المصدر: الصريح