شاه المخاوف تحولت إلى يقين : الانتخابات البلدية مهددة بالمقاطعة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / المخاوف تحولت إلى يقين : الانتخابات البلدية مهددة بالمقاطعة / Video Streaming

 كتب : محمد عبد المؤمن 

انطلت منذ فترة عملية التسجيل وتحيين التسجيل للمشاركة بالاقتراع في الانتخابات البلدية لكن النتائج كانت دون المؤمول رغم انه كانت هناك مخاوف من حصول حالة عدم رغبة من قبل التونسيين للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الا ان الصورة التي ارتسمت بما تم رصده في مستوى التسجيل والتحيين كان فماجئا بل لا نبالغ ان قلنا انه صامد باتم معنى الكلمة.

 السؤال الذي بات يطرح بشدة اليوم هو لماذا يعزف التونسي عن ممارسة حقه الدستوري اي الانتخاب الحر السري رغم انه مطلب نوضل من اجله لعقود حتى يتحقق؟

الامر الثاني هل ان المسؤولية في هذا تقع على عاتق المقترع فقط اي المواطن ام ان الامر بتجاوزه الى اطراف اخرى تتحمل القسط الاكبر من المسؤولية؟

مقاطعة ام عزوف

في البداية كانت هناك مخاوف من العز وف عن المشاركة في الانتخابات البلدية لكنا اليوم تجاوزنا خالة العزوف الى المقاطعة او على الاقل بوادر جدية لمقاطعة قد تحصل.

وفق الارقام والمعطيات التي أعلنتها الهيئة المستقلة للانتخابات فان نسق التسجيل بطيء جدا حيث ان الرقم لم يتجاوز الى الان 200الف شخص على اقصى تقديرهذا مع احتساب عمليات التحيين بما فيهم لمن غيروا عناوينهم الشخصية لكن الهيئة مازالت تراهن على حركية قد تحصل في ال10ايام الاخيرة من الفترة المحددة والتي تنتهي في 10 اوت القادم.

لكن هذا الامر لا يخرج عن التخمينات لا غير لان المشكل لا يتعلق بضيق الوقت بل بعوامل موضوعية تشمل المقترع في حد ذاته وايضا اطراف اخرى اوصلتنا بممارساتها الى هذه الوضعية.

حالة احباط

لا يمكن ان نفصل الحالة التي تحصل اليوم اي اتجاه نحو مقاطعة الانتخابات البلدية بالعامل النفسي فالمواطن التونسي اليوم يمر بحالة نفسية يمكن وصفها بكونها مزيج بين اليأس والاحباط وهذا الامر له اسباب عديدة منها ما هو اجتماعي اي تدهور مقدرته الشرائية واحساسه كون الديمقراطية لم تاتي له بالرفاهة الموعودة بل ما حصل العكس تماما حيث تدهورت اوضاعه وظروفه المعيشية بين غلاء الاسعار وانتشار الفساد.

الامر الثاني لا يمكن فصله عن الاول فالمواطن بات محبطا من الاداء السياسي للاحزاب والسياسيين حيث صارت له قناعة كونهم يخدمون مصالحهم الخاصة لا الشعب والمواطن.

بالتالي فالعزوف والمقاطعة هي نوع من العقاب الجماعي لهم.

الامر الاخر ان فكرة انتخابات بلدية في حد ذاتها مهمشة لدى التونسي منذ عقود بسبب السياسة التي كانت متبعة في فترة بورقيبة وبن علي اي انه ينظر اليها وكأنها انتخابات من درجة ثانية وليست لها اهمية الانتخابات الرئاسية والتشريعية وهنا نرصد سببا اخر وهو عدم قيام المجتمع المدني من منظمات واحزاب بدورهم في التوعية باهمية هذه الانتخابات.

المصدر: الصريح