شاه يوميات محلّل حر: العياشي الهمّامي والمحكمة الدستوريّة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / يوميات محلّل حر: العياشي الهمّامي والمحكمة الدستوريّة / Video Streaming

كتب : يوسف الرّمادي

عندما قرأت يوم السبت 14جويلّة في الصريح2017 أنّ اللجنة الانتخابيّة بمجلس النوّاب صادقت مؤخّرا على قبول خمس ملفات….وخصوصا أنّ بعض المصادر سارعت مؤخّرا بترجيح كفّة بعض المرشّحين على حساب آخرين لرئاسة المحكمة الدستوريّة …..وذلك إلى حدّ أنّ بعضهم لم ينف وجود توافق ودفع نحو ترجيح» العياشي الهمّامي» على رأس هذه المهمّة …»

عندها تذكرت مقالا كتبته مباشرة عند ما قرأت مقالا كتبه «الهمّامي العياشي»ونشره في إحدى اليوميات التونسيّة لمساندة انتخاب المرزوقي في الدور الثاني للانتخابات الرئاسيّة وخلافا -لما ذهب إليه البعض من رفض ترشّح العياشي الهمامي لعضويّة المحكمة الدستوريّة لأنّه ساند المرزوقي إذ يعتبر ذلك من حقوقه الأساسيّة وإن هو يبعده عن الحياد المطلوب لهذه المهمّة – فإنّي لا أصادر حقّه في مساندة من أراد لكن ما جاء في مقاله هذا الذي عنون له «لكلّ هذا أساند المرزوقي» يدلّ بوضوح ودون أي شكّ أنّ ترشيحه لعضويّة أو رئاسة المحكمة الدستوريّة يقتضي على الأقلّ بعض التروي.

و يجد القارئ في ما يلي الجزء الذي له علاقة بالهمّامي العياشي من مقالي وقد عددتُ فيه» نمادج» من مساندي المرزوقي وكان الهمّامي العياشي هو النمودج الأخير:

« والنمودج الأخير وهو بيت القصيد هو ما جاء في مقال للسيّد العياشي الهمّامي الذي أشكره جزيل الشكر إِذْ هو أزال حيرة استبدّت بكثير من التونسيّين إذ لا يخفى اليوم على أحد أنّ أغلب معارف المرزوقي والبعض من الذين عملوا معه في القصر انفضّوا من حوله أذكر منهم عل سبيل الذكر لا الحصر أمّ زياد وأغلب إطارات حزب المؤتمر المقرّبين منه وأوّل من غادر القصر من مستشاريه هو متشاره السياسي الدبلوماسي المحنّك» عبد الله الكحلاوي» الذي فضّل الصمت عند مغادرته ثمّ مستشاره الإعلامي ثمّ بن عمر وغيرهم كثيرين إلى أن نصل إلى أمين مال القصر الذي أعفي أخيرا وعندما نخرج من القصر نذكر محافظ البنك المركزي مصطفى كمال النابلي ووزير الدفاع «الزبيدي» والضبّاط السامين الذين استقالوا أو أُعْفوُ وكذلك العلاقات المتشنّجة مع «الجبالي» و»العريّض» وحتى «جمعة» وقد حاولنا إرجاع كلّ هذا إلى تجربة الحكم الذي يُغَرِّرُ بصاحبه ويقوده للتنكّر لماضيه ويغيّر من سلوكه فإذا بالسيّد «العياشي الهمّامي»-مشكورا- يفتح أعيننا على أمر لا نعرفه وهو أنّ بتّ الفرقة والتشتيت وانفضاض الناس من حول المرزوقي هو من الصفات الملازمة له وقد يكون من مزاجه حتى قبل دخوله للقصر بل يرجع إلى عهد ترؤس المرزوقي لهيئة حقوق الإنسان حيث قال الهمّامي حرفيّا تحت عنوان «لِكُلِّ هذا أُسُانِدُ المرزوقي: «لم أكن يوما من أنصار المرزوقي أو أصدقائه المقرّبين ولي على سياسته طيلة السنوات الماضية عديد الاعتراضات وفي المرّة الوحيدة التي وجدت نفسي في علاقة مباشرة معه وأنا عضو في الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسيّة قاطعت بعد أشهر قليلة هذه الهيئة وجمدتُ نشاطي صحبة تسع من أعضائها احتجاجا على رئيس الهيئة وعلى رئيس الدولة المرزوقي الذي وعدنا باصلاحات ولم يفعلها».

شكرا لك يا سي الهمّامي شكرا لك على هذه الشهادة التي تأكّد فيها للشعب التونسي أنّ الاستقالات من حول المرزوقي والابتعاد عنه لم تأت مع الرئاسة بل وجدتْ حتى وهو رئيس للهيئة الوطنيّة لحقوق الإنسان ثمّ هو بشهادتك المكتوبة لا يفي بعهوده ومع هذا تُعَنْوِنُ لمقالك في جريدة المغرب بتاريخ3ديسمبر 2014 «لكلّ هذا أساند المرزوقي»وكلّ هذا تعود في اللغة على الاستقالة الجماعيّة وعدم الإيفاء بالوعود ومع هذا تنصح الشعب التونسي بمساندته وانتخابه ألا ترى في هذا تغرير؟ ثمّ إن أنت ومن معك وجدتم لورطتكم حلّا في الاستقالة فما عسى أن يفعل الشعب التونسي لو انتخب المرزوقي هل سيقدر على الاستقالة أم يترك له البلاد يرتع فيها كما يريد بالله أجبني بكلّ وضوح ألا تعتبر نصيحتك هذه تغرير بالشعب التونسي كيف تنصحنا بانتخاب المرزوقي وقد قلت بِعَضْمِ لسانك أنّك استقلتَ ومن معك لأنّه لم يَف بعهده أأنت جاد في ما تقول عندما تطلب منّا انتخابه؟ أتعرف أنّ من أهمّ صفات رئيس الجمهوريّة لمّ شمل التونسيّين والوفاء بعهوده؟ أختم بالجملة التي ذكرتها والتي كان نجيب محفوظ ينهي بها كلّ فصل من فصول روايته أولاد حارتنا حيث قال «ولكن آفة حارتنا النسيان» لأقول لك أنّ النسيان ليس آفتك لأنّ من حسن حظّ الشعب التونسي أنّك لم تَنْسَ أنّك ومن معك استقلتم وتركتم الهيئة للمرزوقي كما لم تنسى أنّ المرزوقي لم يفي بعهده لكن آفتك و آفت أمثالك من الداعين لانتخاب المرزوقي أنّهم» يعرفوا دار البلاء وِيجِيُوها». أو هم يريدون تَغْطِية عين الشمس بغربال أوهم من القائلين «مَعِيز ولَوْطَارُوا» وَلْيُقَسْ ما لا يُقَلْ من الأمثال الدالة على التذبذب والتضارب حتى لا أقول المغالطة.

بقطع النظر عن المرزوقي ومساندته أتساءل: هل من يصدر عنه مثل هذا التذبذب وهذه السفسطة ؟هل من يعرف حقيقة الأشياء ويدعوا الناس لقبولها؟ أ هو أهل ليكون عضوا في أخطر محكمة( المحكمة الدستوريّة) فما بالك بتَرؤُسهَا؟

أترك الجواب للنوّاب الذين فوّض لهم الشعب أخد القرارات نيابة عنه.

المصدر: الصريح