شاه همزة و غمزة : آخر تقليعة للثورة المباركة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / همزة و غمزة : آخر تقليعة للثورة المباركة / Video Streaming

يكتبها الأمين الشابي

هناك “شطحات” يأتيها البعض منّا ومنذ حلول “الثورة المباركة” وأيضا الكثير من “الطلعات” و”الهبلات” وأيضا “التمقعير” لم تجد بها أي قريحة في العالم هي فقط “صنع تونسي” ومن ابتكاراتنا وبامتياز ولا ندري أين كانت هذه الشطحات مخفيّة قبل 14 جانفي.
ولكن ربما العزاء الوحيد الذي يجعلنا كتونسيين نقبل مثل هذه “الطلعات” هو اعتقادنا أنّها قد تكون من ارتدادات الثورات عامّة أو ربّما حالة جديدة لم يتعود عليها التونسي ولذلك فتّق كل مواهبه الكامنة تحت يافطة الثورة.
نعم لقد تحمّل المواطن عموما كلّ أشكال هذه الارتدادات من قطع الطريق والعربدة في الطريق والاضرابات بسبب ودون سبب فضلا عن الوقفات الاحتجاجية والتّي وصلت بنا إلى طرد بعض المسؤولين وايقاف عجلة الانتاج دون التفكير في نتائج ذلك على البلاد والعباد مقارنة مع مواطني بعض البلدان الذين إذا عنّ لهم الاحتجاج لا يلجؤون لا إلى ايقاف العمل ولا إلى تعطيل الانتاج بل يواصلون عملهم بانتظام ولكن فقط مع حمل الشارة الحمراء تعبيرا عن احتجاجهم على شيء ما…
في حين نحن وصل بنا الاستهتار إلى حدّ التلاعب بمستقبل الأجيال القادمة عبر تعطيل المؤسسات التربوية تحت يافطة هذا الوزير لم يعد ” يروق لنا ” ووصل الأمر إلى حدّ التهديد بمقاطعة الامتحانات بل تحمّل المواطن حتّى مهاترات وصياح ونباح السياسيين عبر المنابر التلفزية والاذاعية والاعلامية بصفة عامّة وحتّى عراك وخصام الديكة داخل مجلس نواب الشعب وقلنا هي كذلك من الارتدادات الديمقراطية ” للثورة المباركة”…
أمّا أن يصل الأمر بالبعض إلى الاحتجاج في جهة ما من بلادنا وتنفيذ وقفة احتجاجية للمطالبة بترحيل “الأغراب “عن مدينتهم وهم منهم وإليهم لحما ودما ووطنا وانتماء ذنبهم الوحيد أنّهم ليسوا أصليي تلك الجهة، فهذه مفارقة غريبة وعجيبة لم تحصل عبر التاريخ إلى في المجتمعات المتخلفة والمتعصبة وبالتّالي إذا وصل ” الهبال” بالبعض إلى حدّ هذا المستوى فلا بدّ من الاسراع في معالجة الأمر من جذوره قبل أن يتفشى هذا المرض السرطاني في جهات أخرى.
فلا غرابة أذن وباعتبار هذه النزعة الجديدة من التصرف أن تنكمش كلّ جهة من تراب الجمهوري على نفسها وتطالب بنفس الطلب وترحل كل ما هو “غريب” عن جهتها ولا غرابة أيضا أن ترفض جهات الشمال ايصال المياه إلى الوسط والجنوب ولا غرابة أيضا أن تمنع مناطق الجريد والجنوب عموما تمورها وصحرائها على بقية السكان ولا غرابة أيضا أن تشترط الجهات الساحلية بتأشيرة سباحة على المواطنين من غير المناطق الساحلية. وهكذا تدخل البلاد والعباد في أتون من المشاكل كم نحن في غنى عنه.
في كلمة لا بدّ من الابتعاد كليّا ونهائيا عن مثل هذا الأسلوب الهدّام في التفكير وهذه الشطحات البهلوانية كما وقع في أحد الجهات من البلاد تحت يافطة “توانسة”يطالبون برحيل “توانسة” لأنّهم أغراب عن الجهة. الأمر خطير فلا بدّ من الحزم لإيقاف هذا التيار الخطير من الشطحات….؟؟

المصدر: الصريح