شاه … ولي رأي: إنّهــم يسقطـون الأقــلام مــن أيدينـا!

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / … ولي رأي: إنّهــم يسقطـون الأقــلام مــن أيدينـا! / Video Streaming

عبد السلام بن عامر

أمام لامبالاة مؤسّسات الدولة بما أكتب، وآخر ما كتبت كان حول المظلمة التي سلّطت على الأطفال في مناظرة السادسة، قررت أن أتوقّف نهائيا عن الكتابة في هذا الركن لكن ليس قبل التذكير بآخر ما كتبت بضعة أشهر فقط قبل سقوط بن علي، تماما كما توقعت وكان ذلك تحت نفس هذا العنوان:«انّهم يسقطون الأقلام من أيدينا!» في جريدة «مواطنون»..

مرّت أربع وعشرون ساعة ولم تجبني. ما هي آخر أخبار ذلك الجدار المتصدّع بنهج كلّية الطب بين معهد البحوث البيطرية والمطعم الجامعي الرابطة والذي حذّرت من مخاطر انهياره احدى صحف المعارضة منذ أكثر من سنة؟

ـ سأجيبك، لكن هل تعلم ماذا كلّفني سؤالك؟ ..زيادة على تخصيصي لصبيحة الخميس لزيارة المكان، وبالإضافة الى مصاريف النقل، كلفني سؤالك سخرية بعض المارة وهم يتفرّجون عليّ أقيس بالخطوة طول ذلك الجدار، وهو، لعلمك. ثمانون خطوة مترية بالتمام والكمال. أما ارتفاعه فلا يقلّ عن (10) عشرة أمتار!
ـ إذن هو مازال متصدّعا؟
ـ ومازال خطر انهياره قائما.. لكن للأمانة، مازال التحذير بالدهن الأحمر قائما هو الآخر.. ومن الجهتين، رغم شدّه بأشرطة معدنية وبعض الترقيعات!
ـ تحذير من؟
ـ المارة طبعا!
ـ وما ذنب المارة الأمّيين.. أو الخارجين من مستشفيات الرّابطة ساهمين؟!
ـ ما يحيّرني أكثر ليس هذا.. الذي يحيّرني يا صاحبي  سؤال: هل يجوز للدولة أن تستقيل؟
ـ المعروف أن الحكومات هي التي تستقيل!
ـ بالنسبة اليّ، تجاهل الدولة لما نكتب هو ضرب من ضروب الاستقالة..

ـ على فكرة: هل من ردّ فعل من شركة نقل تونس بعد نشر مقالك «انّه اهدار للمال العام»؟ هل مازالت حتى كبرى المحطات خالية من المراقبين؟

ـ وكأنّني لم أكتب كلمة واحدة في الموضوع!

ـ ومحافظ البنك المركزي، هل أجاب عن رسالتك المفتوحة اليه بعنوان «انّهم يأكلون أموالنا بالباطل»؟

ـ مرّ عام وثلاثة أشهر ومازلت أنتظر الردّ!ـ

ووزارة التربية ، هل فعلت شيئا اثر مقالك الذي كان عنوانه ـ إن لم تخنّي الذاكرة ـ «هكذا نقطع دابر الدروس الخصوصيّة»؟

ـ مرّت سنوات ولم تعمل باقتراح واحد من مقترحاتي!

ـ وكنام جون جوراس الذي قلت منذ أكثر من عام انه ضيّع لك من الوقت في شهر لمجرد تسليم الوثائق أكثر ممّا ضيّعته لك في ربع قرن التعاونية التي كنت منخرطا فيها؟

ـ وكأنّني لم أكتب حرفا!
ـ واحسرتاه!
ـ أجل، واحسرتاه على زمن كانت فيه أربعة أسطر بجريدة تحرّك السّواكن.. وإن أنسى لن أنسى ذلك المعتمد الذي أشرف بنفسه على تغطية بئر مهملة على بعد بضعة أمتار من محطة الحافلات بحيّ برج الطويل..
ـ واحسرتاه!
ـ وهل تدري الأخطر من تجاهل الدولة لما نكتب؟ انه الدفع بنا دفعا الى التبرّم من عبثية ما نفعل، انهم..
ـ ..تريد ان تبدأ مرة أخرى عنوانا بـ«انهم»؟!
ـ نعم.. انهم يسقطون الأقلام من أيدينا.. وحين تسقط الأقلام من أيدي المثقفين..
ـ ..أرجوك لا تكمل!»
ويومها، لو أكملت لقلت ايّ شيء الاّ أن تسقط ابن علي شرارة صغيرة من وراء برويطة!

المصدر: الجمهورية