شاه افتتاح مهرجان قرطاج: ستون سنة موسيقى تونسية .. عرض للنسيان

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / افتتاح مهرجان قرطاج: ستون سنة موسيقى تونسية .. عرض للنسيان / Video Streaming

رفع الستار مساء الخميس 13 جويلية على فعاليات الدورة 53 من مهرجان قرطاج الدولي بعرض “60 سنة من الموسيقى التونسية” للفنان شادي القرفي، عرض لخّص بطريقة متجددة 6 عقود من مسارات وتاريخ الموسيقى التونسية ، وذلك بمشاركة عدد من الأصوات التونسية المتميزة من بينهم محمد الجبالي وعدنان الشواشي و نور الدين الباجي و قاسم كافي وأسماء بن أحمد والطفلة نور قمر ومنجية الصفاقسي.
أجيال مختلفة اعتلت مساء الخميس ركح المسرح الأثري بقرطاج وشدت بأجمل الأغاني التونسية التي بقت محفورة في الذاكرة حيث استهل صاحب الحنجرة المتميزة نور الدين الباجي السهرة باغنية “أنا جيتك يا رمال” ليوسف التميمي، وكي يضيق بيك الدهر يا مزيانة ” لصادق ثريا، وقبل أن تؤدي منجية الصفاقسي “عودتني ع الود” التي لحنها الفنان “عبد الكريم صحابو” للفنانة “ثريا عبيد” و”تتفتح لشكون” التي لحنها الفنان الكبير “محمد التريكي” للمطربة “سنية مبارك” قبل ثلاثين عاما، وابهجت سلاف جمهور قرطاج بطلتها البهيّة وحضورها الركحي المتميز وشدت بأغنية ” يما قلبي طير وجنّح” و”محبوبي الغالي” ، وغنى عدنان الشواشي واحدة من اجمل اغانيه “عيبك” و”ماحبيتش” لعلي الرياحي، في حين اختارت الطفلة نور قمر ” عيون الطفولة” لسنية مبارك” وخلي يقولو اش يهم” لعلية قبل ان يعتلي محمد الجبالي الركح ويؤدي أغنية “تبعني” للهادي الجويني و “فوق الشجرة” لصليحة وخيرت اسماء بن احمد اغنية “مانحبش فضة وذهب” ليكون الختام مع قاسم كافي الذي رافقه الفنان رشدي بلقاسم رقصا، على انغام “نحب نوشم ” ولا نمثلك بالشمس”، وانتهت السهرة بتكريم الفن الشعبي من خلال أحد أهم رموزه “إسماعيل الحطاب” الذي غنى له “رشيد الماجري” كوكتالا من أشهر أغانيه.
منحوتات موسيقية عزفتها فرقة شادي القرفي، بتوزيع اوركسترالي جديد، وروت على مدار ساعتين حكاية موسيقى عابرة للتاريخ، قصة روى فصولها القرفي، وصاغ اطوارها اجيال الاغنية التونسية من سلاف وصولا إلى “نور قمر” حاملة مستقبل وراية الموسيقى التونسية .
ولئن حاول شادي القرفي خلال عرض “فن تونس” خوض غمار تجربة موسيقية جديدة مغايرة للتركيبة الكلاسكية لمعظم الاغاني التي تعود الجمهور على ترديدها وادخال بصمته الخاصة ومنح روحا جديدة للموروث الموسيقي التونسي، فاننا لا ننكر أن التوزيع الجديد لم يكن مستحبا من قبل جلّ من واكب سهرة الافتتاح، وهو ما لامسناه من خلال ردود الأفعال التي استقيناه اثر انتهاء حفل الافتتاح.
من جهة أخرى، قد لا ننكر أن شادي القرفي حاول تكريم الموسيقى التونسية وأجيالها المتعاقبة لكن ما لاحضناه هو غياب اسماء فنانين تركوا بصمتهم في الموسيقى التونسية، على غرار نبيهة كراولي وصوفية صادق وعلياء بلعيد ونوال غشام ولطفي بوشناق وغيرهم من رواد الاغنية الوترية والشعبية .
عرض استمر بنفس النسق “الريتم” منذ بدايته الى نهايته، لولا بعض الحيوية التي خلقها الفنان رشدي بلقاسم برقصه التي هزّ الركح والمدارج، وخلق حيوية انعشت السهرة، وولدت نوعا من التجديد، ولعل الملفت للانتباه هو الغياب التام للرؤية الاخراجية والتصور الركحي، حيث اكتفى العرض بصعود متتالي للفنانين واداء باهت للاغاني وصل حدّ الترديد الجاف دون اضفاء اي روح على الأغاني وهو ما افقد سهرة الافتتاح بريقها، وجعلها لا ترتقي الى مستوى افتتاح الدورة 53 .
من ناحية اخرى لا يجب ان نمر مرور الكرام على الاخطاء التقنية التي رافقت سهرة الافتتاح، حيث بان بالكاشف تردي مستوى الصوت، وهو نقص فادح نبهنا اليه في الدورات الفارطة، لكن يبدو أن ادارة مهرجان قرطاج مصرة على عدم الاستماع الى بعض الملاحظات الهامة والتي تصب في مجملها لمصلحة مهرجان في عراقة قرطاج، اخطاء تقنية كانت وللأسف نقطة ضعف السهرة .

تغطية : سناء الماجري
تصوير: زياد الجزيري

المصدر: الجمهورية