وبيّن مهدي بن غربية أن البلاد العربية تواجه هجمة غير مسبوقة من أفكار الغلو والتطرف التي رمت بثقلها على المشهد الإعلامي في المنطقة وخارجها بهدف التأثير على عقول ووعي الشباب واختطاف إرادته ونشر اليأس في نفوس الناشئة، مؤكدا أن الإعلام العربي مدعوّ إلى أن يضطلع بدوره من خلال نشر الخطاب الديني المعتدل وقيم التسامح والتعايش السلمي وأن يكون رافدا للدولة وللمجتمع المدني في مكافحة الإرهاب والتصدي له لما تمثله هذه الظاهرة من تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة العربية، الى جانب دوره في إبراز الوجه الحقيقي والمشرق للحضارة العربية الإسلامية التي أنارت الإنسانية قرونا طويلة ونهلت من ينابيع علمها وازدهارها كل الأمم، وفق تعبيره.
وأكد الوزير أن تونس تشدّد التزامها مع أشقائها العرب وبالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة بوضع وتنفيذ البرامج والإستراتيجيات الكفيلة بالتصدي لهذه الظواهر المتشددة عبر وسائل الإعلام، كما تعبّر عن استعدادها لتقاسم تجربتها مع أشقائها العرب في هذا المجال.
كما أكد مهدي بن غربية أن تونس عاقدة العزم على أن تكون فترة رئاستها للدورة الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب زاخرة بمزيد تفعيل دور الإعلام العربي في محيطه الإقليمي والدولي خدمة للقضايا العربية ودفاعا عن القضية الفلسطينية حتى يستردّ الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونوه الوزير بما سجله قطاع الإعلام العربي من تطور هام خلال السنوات الأخيرة، بما كان له عميق الأثر على رفع الوعي لدى المواطن العربي بقضاياه المصيرية ورفع مشاغله إلى المسؤولين وصناع القرار، مكرسا بذلك دوره كسلطة رابعة تساهم في تحقيق التطور والنمو في الوطن العربي.
وقال بن غربية إن دور الإعلام في إنجاح الخطط والبرامج التنموية يعتبر حاسما خاصة إذا ما اضطلع بدوره في الشرح والتفسير والنقد بصفة موضوعية وبناءة، مضيفا أن للإعلام أيضا دورا أساسيا في دفع الوعي لدى المجتمع وتحسيس صانعي القرار بأهمية أهداف التنمية المستدامة كمسار حتمي للخروج من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وانعكاساتها على الاستقرار السياسي والسلم والتوافق المجتمعي.
وأكد مهدي بن غربية في كلمته إيمان تونس الراسخ بأهمية ومحورية دور الإعلام الحر والنزيه في النهوض بالمجتمع كونه شريكا حقيقيا في تحقيق النماء والرقي للشعوب، قائلا إن “دستور الجمهورية التونسية لسنة 2014 رفع جميع أشكال الرقابة والقيود على حرية الرأي والتعبير والإعلام، وهو ما نعتبره مكسبا وطنيا لا رجوع فيه و دعامة أساسية لتحقيق الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات”.
وكان الوزير بن غربية قد التقى رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء بمقر رئاسة الجمهورية بمصر، ضمن زيارة قام بها وزراء الإعلام العرب المشاركون في الدورة الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة.
وأفادت الرئاسة المصرية أن اللقاء تناول عددًا من القضايا العربية والدولية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف واستخدام بعض وسائل الإعلام في دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية.
المصدر: حقائق