نزلت الحملة على الفساد التي يقودها رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الساحة فأربكتها وظهر جليا وواضحا أن الأحزاب والمنظمات لم تكن تنتظر أن يتحرك رئيس حكومة الوحدة الوطنية بهذه الطريقة المفاجئة والصادمة والمشحونة بالكثير من الإصرار ويضعها أمام الأمر المقضي لذلك جاءت ردود الفعل وقد شابها الكثير من التردد وطغى عليها الحذر الشديد قبل أن تتضح الرؤى شيئا فشيئا مع مرور الأيام وٱضطرام التفاعلات من كل حدب وصوب وبقي السؤال مطروحا :”هل تشاور رئيس الحكومة مع الأحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية قبل إطلاق حملته تحت المظلة الشرعية لقانون الطوارىء ؟” تفيد المعلومات أنه تشاور مع البعض منها ولو بشكل عرضي وغير رسمي وقد تكون المسألة قد طرحت في إطار لقاءات عابرة ، لكن الثابت هو ان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كانا في قلب قرار إطلاق الحملة إن لم يكونا صاحبي هذا القرار أصلا واختارا ، بمعية رئيس الحكومة يوسف الشاهد إستعمال عنصر المفاجأة في إطلاق مبادرته سعيا منهم في إحداث رجة في الساحة وهو ما حصل فعلا بالكيفية التي أرادوها إذ أصبحت الحملة على الفساد الشغل الشاغل في الساحة السياسية ولدى عموم الناس.
*الصريح
المصدر: الصريح