شهدت الايام القليلة الفارطة اهتماما بالغا في الساحة الرياضية باللجنة الوطنية الاولمبية على هامش انعقاد جلستها والتي يمكن القول ان حدث مصالحة رئيسها محرز بوصيان برئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء مثّل خلالها الانجاز الابرز بل وغطّى حتى على التنقيحات القانونية المجراة..
علاقة الرجلين عادت الى سالف صفائها وبالشكل الذي وسمها اثناء صراع هذين الاسمين مع وزير الرياضة الاسبق طارق ذياب..وهي علامة ايجابية في المطلق طالما انّ جهود كلّ منهما ستنصبّ على العمل عوض مزيد اهدار الطاقة واستنزاف الوقت في خوض حروب جانبية وشخصيّة في المجمل.
بوصيان طوى صفحة الماضي او هكذا يخيّل للجميع بقوله انه يعتبر الجريء اخا..وكلّ الامل ان تستمرّ مثل هذه الموجات الايجابية والا تكون مجرّد كلام شعبوي للاستهلاك والتغطية عمّا يجهله عامة الشعب عن خفايا الامور وبواطنها.
هذه الصفحة الجديدة تمّ خطّها كما علمنا بمجهود شخصي من وزيرة الشباب والرياضة مجدولين الشارني التي توسّطت لتطويق الخلاف حرصا على تنقية الاجواء في المجال الرياضي كما تشير الى ذلك مصادر مقرّبة من الجانبين..ويبدو ان خطوة الوزيرة لا تختلف كثيرا عن المسار العام للبلاد بارساء وفاق وطني او هكذا تمّ تسويق عبارات نتمنى تجسيدها والا تكون مجرّد كلام للتلهية والتضليل..
ما يحصل من خلافات وتراشق بالاتهامات في رياضتنا بمختلف الاختصاصات منذ سنوات جعل كلّ الاهتمام منحصرا في جانب سلبي وقاتم..ولهذا فاننا نرجو وعيا ذاتيا من قبل اولي القرار بضرورة الاجتهاد وتجنّب مثل هذه الكليشيات التي ارهقت البلاد والعباد..وحتّ لا ننسى فان الوفاق والمصالحة لن يلهي بايّ حال من الاحوال بضرورة المطالبة بمحاسبة الفاشلين كي لا تغطّي مثل هذه المبادرات “الحميدة” عن لبّ الموضوع..
رياضتنا ليست في افضل حالاتها قدما ويدا وسلة وطائرة..وهذا هو مكمن الحيرة الذي بات يستوجب اصلاحا عاجلا من الوزيرة وبوصيان والجريء وبقية زملائه..اما عدا ذلك فيصنّف ضمن خانة الاكسسوارات التي لا تمنح لتونس لقبا او تتويجا دوليا بات التفكير فيه مجرّد احلام يقظة لا غير..
طارق العصادي
المصدر: الجمهورية