شاه هذا ما كشفه دكتور مختص في علم الإجتماع الإجرامي بشأن تصريحات المنصف المرزوقي المهينة للتونسيين

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / هذا ما كشفه دكتور مختص في علم الإجتماع الإجرامي بشأن تصريحات المنصف المرزوقي المهينة للتونسيين / Video Streaming

تجدّد مرة أخرى وقوع المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق في «فخّ» تصريحاته اللامسؤولة والغريبة التي لا تليق بأن تصدر عن رجل حقوقي ومسؤول سياسي دخل السلطة من أوسع أبوابها لمدة 3 سنوات ولازال يمارسها إلى غاية اليوم بحكم تأسيسه لحزب حراك تونس الإرادة..

حيث لا يتوانى المرزوقي في كل إطلالة إعلامية على قناة أجنبية على وجه الخصوص إلاّ وأن يساهم حتى ولو عن غير قصد في الترويج لصورة سيئة للبلاد، فبعد سخريته من وزيرة السياحة سلمي اللومي تحديدا من  الكلمة التي ألقتها وزيرة السياحة سلمى اللومي بمجلس الشعب أثناء مناقشة ميزانية وزارتها واصفا إياها بـ«الجاهلة بقواعد اللغة العربية» وذلك خلال حوار له على قناة فرنس 24..
وبعد سخريته أيضا من رئيس الجمهورية الحالي الباجي قائد السبسي معتبرا إياه أنه معروف ببذاءة اللسان والحركات وذلك في حوار له مع برنامج «السلطة الخامسة» على فضائية «دويتشه فيله» الألمانية…
 ها قد أطل علينا هذه الأيام على قناة الجزيرة القطرية التي افتضح أمرها باصطيادها في الماء العكر كلّما تعلّق الأمر بتونس، حيث أطّل علينا المرزوقي الذي وصّف نفسه بأنه تلميذ غاندي ومانديلا، بتصريح نعت عبره التونسيين بـ«الكذب والرياء والنفاق واستفحال الرشوة وأن المجتمع يعاني من أمراض أخلاقية» وذلك بتأثير منظومة سياسية فاسدة..
تصريح أثار جدلا واسعا في صفوف التونسيين معتبرين أنّه يساهم في الترويج لصورة مشوهة لتونس هذا البلد الذي احتضنه فور عودته من المنفى، وانه دليل «تنكّر» لهذا الشعب الذي دعمه في جزء هام منه حتى يصعد إلى سدة الحكم لمدة 3 سنوات..

في هذا الاطار وحول استبيان حقيقة انعكاسات المنظومة السياسية على أخلاقيات وسلوكيات المجتمع التونسي كان لنا اتصال بالدكتور المختص في علم الإجتماع الاجرامي سامي نصر للحديث حول هذا الموضوع فأكد لنا في البداية أن المنظومة السياسية تلعب دورا كبيرا في العديد من الأمور المجتمعية، مشيرا إلى انه ونتيجة عمل العديد من الدراسات السوسيولوجية على المجتمعات التي أقامت ما يسمى بالثورات أو الانتفاضات الكبيرة، نتيجة هذا تم استبيان ترسّخ أزمات متعددة الأبعاد بما فيها أزمات أخلاقية وقيم فضلا عن أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية بعد القيام بهذه الثورات..

وقال انه وقياسا لمفهوم «البرمجة الذهنية» لعالم النفس المعروف «جاكوب مورينو»، فإنّ المجتمع التونسي كانت له برمجة ذهنية خاصة قبل قيامه بالثورة ثم باتت لديه برمجة ذهنية جديدة في شخصيته بعدها على حد تعبيره، مشيرا إلى أن التونسي أصبح في صراع اليوم بين قيم قديمة ترعرع عليها وبين قيم جديدة برزت حديثا وهو ما أدى إلى خلق أزمات أخلاقية..

واعتبر الدكتور في علم الاجتماع أن ما كرّسه السياسيون بعد الثورة هو ما يسمى «بالانتخاب الانتقامي» ذلك أن الشارع التونسي انتقم من التجمع في الانتخابات التشريعية الأولى بعد أحداث 14 جانفي فانتخب الأطراف التي اعتبر أن التجمع والحزب الحاكم آنذاك قد ظلمها ثم في الانتخابات الثانية كرّس التونسيون ذات العقلية الانتقامية، فإما انتخبو نداء تونس لأنه شيطن النهضة وحذّر من تبعات انتخابها أو أنهم انتخبوا النهضة لأنها شيطنت النداء وأعطت صورة بأنه يمثل عودة حزب التجمع والمنظومة السابقة..

وأضاف قائلا إن الذي حدث كان مغايرا تماما لما كان في ذهن الناخبين حيث أن النداء والنهضة تحالفا مع بعضهما البعض فيما ظل ناخبوهم يتصارعون فكريا حتى على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الطبقة السياسية مارست نوعا من أنواع التحيل على الناخبين وهو سلوك سياسي أدى إلى «شرعنة» التحيل والسلوك اللاأخلاقي ومثال على هذا التحوّل المفاجئ في الأفكار والمواقف من قبل بعض السياسيين فور انتقالهم من حزب إلى آخر وبالتالي أدى إلى خلق أزمة الثقة في السياسيين..

على صعيد آخر قال محدّثنا أن الفعل السياسي والممارسات السياسية هي من أهم الأشياء التي تخلق الأزمة الأخلاقية، معتبرا أن التونسيين اليوم يفتقدون النموذج المثالي أي أنه لم يعد لدينا شخصية قدوة في ظل «الخيانة» التي تمارسها «القدوات» عبر تغيير وتلوين مبادئها في ظرف 24 ساعة حسب المصالح والأطماع التي غلبت المبادئ والأخلاق..

وحول قراءته لردّة الفعل التي جابهت تصريحات المنصف المرزوقي بشأن التونسيين، قال الدكتور سامي نصر أنّ كل المراحل المتعاقبة بعد الثورة أثبتت أنّ جميع السياسيين في تونس يعانون من أزمة اتصال وتواصل مؤكدا أن أكثر جملة أصبح السياسيون يتداولونها هي «أُخرج الموضوع من سياقه» وذلك تبريرا لبعض تصريحاتهم..

وقال ان المنصف المرزوقي قد أخطأ في تصريحاته على اعتبار انه شخصية حزبية سياسية ورئيس دولة سابق كان من الحري به أن يعلم جيدا ماذا يقول وكيف يقول لكي يعرف ماذا سيقال عنه..

في المقابل اعتبر محدّثنا أن ما وقع به المرزوقي وقع به اغلب السياسيين على اعتبار الأزمة الاتصالية التي نعايشها والتي للأسف لا وجود لأي إجراءات رسمية فعلية لتطويقها والحد من انعكاساتها..

زوبعة في فنجان !

من جهته وإثر الزوبعة التي أثارتها تصريحاته تجاه المجتمع التونسي، نشر المنصف المرزوقي فيديو الحوار الصحفي الكامل الذي قام به معتبرا انه تم تأويل تصريحاته وإخراجها من سياقها وانه تم حذف الفقرة التي اتهم فيها النظام السياسي بإفساد المجتمع التونسي، كما توجّه إلى أنصاره «لا تضيعوا وقتكم في الردّ على هؤلاء الناس، لو كتبت لا إله إلا الله، لحذفوا «إلا الله» وطلبوا محاكمتي بتهمة الإلحاد»..
 ورفعا لأيّ لبس نعيد لقرائنا نشر ما جاء في تصريحات المنصف المرزوقي المذكورة خلال برنامج «المقابلة» الذي يُبث على قناة «الجزيرة» الفضائية حيث قال تحديدا «عندما عدت لممارسة الطب في تونس بعد 15 سنة في فرنسا (..)
وأضاف « رأيت في المجتمع التونسي المحسوبية والرشوة والعمل السيئ والكذب والنفاق، وكان هذا بالنسبة لي صدمة، ثم عندما جئت أبحث اكتشفت أن القضية ليست متعلقة بجينات التونسي، لأني عندما كنت وبعض التونسيين في فرنسا كنا نمارس العمل الجيد وكانت لدينا أخلاق وكنا نتصرف كما يتصرف المجتمع الفرنسي، ولكن عندما تأتي من جديد إلى المجتمع التونسي تجده يدخل في كل من عمليات الخداع والكذب والرياء والسرقة والانحلال في القيم، ثم اكتشفت أن ذلك ليس مرتبطا بطبيعة التونسي ولكن بطبيعة النظام السياسي المجتمعي الموجود..»

منارة تليجاني

المصدر: الجمهورية