شاه هزت الرأي العام: كل التفاصيل عن حادثة رضيع مستشفى فرحات حشاد

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / هزت الرأي العام: كل التفاصيل عن حادثة رضيع مستشفى فرحات حشاد / Video Streaming

 خلفت حادثة وفاة رضيع بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة نهاية الاسبوع الفارط، ردود افعال متباينة سواء من الجهات الرسمية او الاطارات الطبية وشبه الطبية وكذلك على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث وجه البعض الانتقادات إلى الإطار الطبي للمستشفى ووجه اليه اتهامات بالتقصير والإهمال وعدم المهنية والاستهتار بحياة المواطنين، في حين رأى الشق الآخر ان ما حصل هو مجرد شيطنة للقطاع الطبي في تونس .
القصة انطلقت بشهادة ادلى بها والد الرضيع حيث اكد انه تم اخباره ان ابنه توفي اثناء الولادة، مشيرا الى انه عاد يوم السبت 4 فيفري  الى المستشفى لتسلّم جثة الرضيع والقيام بمراسم الدفن، إلاّ أنّه فوجئ أثناء إخراج «جثة» ابنه من ثلاجة الموتى بعد 16 ساعة  أنه لا يزال على قيد الحياة.
واكد والد الرضيع ـ وهو اصيل القلعة الكبرى بسوسة ـ  ان ادارة المستشفى طلبوا منه الانتظار الى حين وفاة ابنه ثم دفنه وذلك اثر اعلامهم ان ابنه لا يزال على قيد الحياة، على حد تعبيره .
حادثة هزت الرأي العام ودفعت برئيس الحكومة الى تكليف وزيرة الصحة سميرة مرعي الى فتح تحقيق عاجل في الغرض.
كما تم إيقاف الطبيبة الداخلية التي أشرفت، مساء الجمعة 3 فيفري، على ولادة الرضيع بقسم الولادة بالمستشفى المذكور، مع العلم وان هذه الطبيبة لا تزال تحت التدريب حسب ما اكده والدها، لكن وبعد محضر الأبحاث وتقرير التفقدية الطبية اللذين تقدمت بهما وزارة الصحة للنيابة العمومية، اذنت هذه الاخيرة بالافراج عن الطبيبة المقيمة.
وحسب ما اكده  الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسوسة فان قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة المتعهد بالقضية أذن مساء  الاثنين بإبقاء الطبيبة بحالة سراح وذلك بعد تأمين مبلغ مالي قدره 600 دينار..   
 إيقاف خلف جدلا واسعا حول القوانين التي تحمي الأطباء، كما طالب البعض من مدير قسم التوليد بالمستشفى تقديم التوضيحات عوض تقديم طبيبة متربصة ككبش فداء دون غيرها من العاملين في نفس القسم.

 رد  ادارة المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة

من جهتها اكدت إدارة المستشفى أن التحقيق أثبت أنّ عملية الولادة تمت عن طريق عملية قيصرية عاجلة تهدف لإنقاذ الأم الحامل في شهرها السادس بعد تعكّر حالتها الصحية، وكانت كل المؤشرات الطبية تؤكد أنّ المولود في حالة حرجة بعد ولادته وقام الفريق الطبي لقسم التوليد من ناحية وطب الولدان من ناحية ثانية ببذل كل المجهودات اللازمة لإنعاشه باعتبارها ولادة مبكرة.
كما اثبت التحقيق  أنّ المولود لم يتمّ إيداعه البتة ببيت الأموات وأنه بقي من تاريخ ولادته بقاعة التوليد كما جرت عليه العادة، و تم تمكين الأب من رؤية مولوده على الساعة العاشرة صباحا يوم السبت 4 فيفري 2017 وعاين حالة الوفاة ولم يبد أية ملاحظة.
 ولفتت إدارة المستشفى إلى أن فريق التفقد الطبي التابع للإدارة الجهوية للصحة يواصل أشغاله للوقوف على الوقائع واتخاذ الإجراءات المستوجبة بناء على ذلك في صورة ثبوت تقصير إلى جانب تكفل السلط القضائية بالموضوع.

سميرة مرعي : لا لشيطنة الاطباء بسبب اخطاء غير مقصودة

 اما وزيرة  الصحة سميرة مرعي فقالت ان الوزارة سارعت بفتح تحقيق في حادثة وفاة الرضيع.
و اوضحت الوزيرة ان العملية القيصرية التي أجريت على المرأة كانت استعجالية وأن المولود كان في حالة حرجة موضحة أن التحريات الأولية أظهرت عدم وجود خطأ طبي أو علاجي في مقابل وجود إخلال في طريقة تعامل المستشفى مع والد الرضيع المتوفي.
وأكدت وزيرة الصحّة، أن وزارتها كلفت لجنة متكوّنة من خبراء ومحاميان اثنين بتحرير تقرير مفصّل حول وفاة الرضيع، وتتكون اللجنة من خبراء في اختصاصات طب الرّضّع والأطفال والنّساء والتّوليد وطب الإنعاش .
وبينت الوزيرة أنه لا يجوز شيطنة الاطباء بسبب أخطاء غير مقصودة والزج بهم في السجن، مشيرة الى ان  القطاع الصحي يقدم تضحيات في ظل النقائص التي تشكو منها المستشفيات
ويذكر ان وزارة الصحة اصدرت بلاغا جاء فيه:
 تمّت عملية الولادة عن طريق عملية قيصرية عاجلة تهدف لإنقاذ الام الحامل في شهرها السادس بعد تعكّر حالتها الصحية.
عند الولادة كانت كل المؤشرات الطبية تؤكد أنّ المولود في حالة حرجة وقام الفريق الطبي لقسم التوليد من ناحية وطب الولدان من ناحية ثانية ببذل كل المجهودات اللازمة لإنعاشه باعتبارها ولادة مبكرة.
خلافا لما وقع تداوله أثبت التحقيق أنّ المولود لم يتمّ إيداعه البتة ببيت الأموات وأنه بقي من تاريخ ولادته بقاعة التوليد كما جرت عليه العادة.
 وقع تمكين الأب من رؤية مولوده على الساعة العاشرة صباحا من يوم 4 فيفري 2017 وعاين حالة الوفاة ولم يبد أية ملاحظة.
من جهتهم عبر  أطباء الاختصاص والممارسة الحرة اثر حادثة رضيع سوسة عن رفضهم بأن يكونوا تحت ضغط العقوبات الجنائية لدى ممارساتهم الطبية.

اضراب قطاعي الاربعاء 8 فيفري

من جهته قرر إتحاد أطباء الإختصاص والممارسة الحرة تنفيذ إضراب عام قطاعي اليوم الاربعاء 8 فيفري 2017، وتنظيم وقفة احتجاجية بالزي الموحد للأطباء ، أمام قصر الحكومة بالقصبة.
ويشمل هذا الإضراب  كل العيادات الخاصة وكل الأنشطة الطبية داخل المخابر، و سيقع الاقتصار على توفير اقل ما يمكن من الخدمات الطبية بالنسبة للحالات الاستعجالية وذلك بالمصحات الخاصة.
الجمعية التونسية لطب الأطفال توضح ما حصل
كما أصدرت الجمعية التونسية لطب الأطفال بيانا أدانت فيه بشدة ايقاف الطبيبة الشابة التي تولت عملية التوليد. وجاء في بيان الجمعية الذي أمضاه رئيسها الدكتور محمد الدوعاجي أن الطبيبة المعنية أتمت مهامها في كنف احترام المعايير الطبية المتعارف عليها دوليا والتي توصي بوقف الإنعاش بعد 20 دقيقة ان لم تستشف حيوية في الجسد.
وأضافت الجمعية في بيانها ان دقات قلب الطفل يمكن أن تتواصل نتيجة لاستخدام الأدرينالين أثناء عملية الإنعاش.
ولاحظت الجمعية ان الإجراء اللاحق والمتعلق بحفظ جسم الطفل يؤكد وجود خلل اداري لا يؤثر على كرامة الجسد الميت ولكنه ليس في أي حال من الأحوال من مسؤولية الطبيبة المقيمة التي تولت عملية التوليد.
وقالت الجمعية إنها تتابع الملف عن كثب داعية إلى الإفراج الفوري عن الطبيبة ومن الاعلام الكف عن التحريض على الأطباء واستيقاء المعلومة من الخبراء والأخصائيين.

هذا ما قالته الطبيبة عبير عمران

من جهتنا كان لنا اتصال هاتفي بالدكتورة المقيمة عبير عمران، التي تم إيقافها على خلفية وفاة الرضيع بمستشفى فرحات حشاد بسوسة، وذلك اثر الافراج عنها، في البداية اكدت محدثنا ان ضميرها مرتاح، لانها ادت واجبها على احسن ما يكون، وبذلت كل جهدها من اجل انقاذ حياة الرضيع .
وذكرت محدثتنا ان يوم السبت 4 فيفري كان بولاية المنستير في مهمة طبية، وهناك بلغها خبر صدور بطاقة ايقاف ضدها، مشيرة الى انها تحولت الى منطقة الامن بسوسة دون ادنى دراية بالتهمة الموجهة اليها.
وعن تفاصيل الحادثة، ذكرت انه تمت دعوتها يوم الجمعة 3 فيفري على الساعة الثانية بعد الظهر للاستعداد من اجل اجراء عملية قيصرية لام حامل وان الرضيع يبلغ 5 اشهر و 15 يوما مضيفة انه وعلى الساعة السابعة مساء تعكرت الحالة الصحية للام وارتفعت حرارتها اضافة الى كونها كانت تعاني من جرثومة، مؤكدة ان الهدف الاساسي من العملية القيصرية كان منذ البداية انقاذ حياة الأم، لان حالة الرضيع كانت سيئة للغاية، كما افادتنا انها حاولت قدر المستطاع صحبة الفريق الطبي المصاحب لها انقاذ حياة الابن، لكن دقات قلبه كانت ضعيفة جدا، وذكرت الدكتورة عبير ان الرضيع كانت حالته حرجة جدا حيث كان عاجزا عن التنفس او الحركة، وهو ما اجبر الفريق الطبي على إجراء عملية الانعاش لاكثر من 20 دقيقة لكن الرضيع لم يتجاوب، واشارت الى انه تمت محاولة انعاشه مرة اخرى بعد ساعتين لكن الرضيع كان قد فارق الحياة ..
من جهة اخرى ذكرت الطبيبة انه تم وضع الرضيع في كرذونة ونقله الى مكان مخصص للرضع و لم يتمّ إيداعه البتة ببيت الأموات وأنه بقي من تاريخ ولادته بقاعة التوليد كما جرت عليه العادة.
واكدت الدكتورة عبير ان تفاصيل القضية علمت بها بقسم الشرطة، مشيرة الى انها لم تتعرض الى اي مضايقات خلال فترة ايقافها .
كما اوضحت ان ما مرت به وما يمر به الاطباء بصفة عامة يحتم البحث عن حلول جذرية لحماية الاطباء واعادة الاعتبار لهم، مبينة ان الطبيب يقدم تضحيات كثيرة سواء في دراسته او ساعات العمل وهدفها الاسمى هو انقاذ حياة المواطن مشيرة الى انها تقضي اكثر من 30 ساعة بالمستشفى وانها سعيدة باخيارها .
وبخصوص الوقفات التي نفذها زملاؤها افادتنا الدكتور عبير ان تضامن زملائها اسعدها كثيرا، قائلة: «صدقا بعد ما لمسته من حب وتضامن يدفعني الى التمسك اكثر بمهنتي والتفاني فيها».
وقبل ان تختم حديثها معنا اكدت الدكتورة عبير عمران ان حادثة رضيع سوسة لم تشهد اي تقصير كما لم يحدث اي خطأ طبي ووجهت رسالة الى والد الرضيع مفادها ان الفريق الطبي بذل قصارى جهده لانقاذ الام والجنين ..

إعداد: سناء الماجري

المصدر: الجمهورية