ليلة الجمعة الفارط 10 فيفري 2017 لم تكن عاديّة بالنسبة إلى المواطن عز الدّين الرّابحي، الذي يعمل في سلك الشرطة البلدية برتبة مُلازم، حيثُ تعرّض لعملية سطوٍ مسلّح كادت تسفر عن هلاكه، من طرف مجموعة من الأنفار كانوا ملثّمين وحاملينَ معهم هراواتٍ وأسلحة بيضاء.
معطيات الحادثة وفق ما نقلتها “الـجـمـهـوريـة” إستنادًا إلى ما صرّح بهِ الكاتب العام لنقابة الشرطة البلدية محمّد الولهازي، تفيد بأنّ الملازم عز الدّين الرّابحي وهو شابّ أعزب بلغ عقدهُ الرّابع من العمر كان في طريق عودته يوم الواقعة نحوَ منزله بمنطقة الشعبيّة من مدينة حمّام الأنف بعد أن أنهى مباشرة عمله بمقرّ الشرطة البلدية الكائن برادس، وفي الأثناء (حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً) إعترض سبيلهُ عددٌ من الشبّان الملثمين، حيثُ قاموا بإقتياده عنوةً إلى مكان منزوٍ وعمدوا إلى الإعتداء عليه بالعنف الجسدي مع إستعمال الهراوات والأسلحة البيضاء لترويعهِ، ثمّ قاموا بسلبهِ هاتفهُ الجوّال ولاذوا بالفرار تاركين إيّاه ملقى على الأرض وفاقدًا للوعي.
وأضاف محدّثنا، أنّ المعتدى عليه نُقل على وجه السرعة إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس، ومن هناك تمّ تحويلهُ صوب مستشفى الهادي الرّايس بالعاصمة سيّما وأنّ أخطر الإصابات طالتهُ على مستوى إحدى عينيه، مشيرا إلى أنّه خضع إلى جراحة طارئة كُلّلت بالنجاح وهو لم يبارح بعدُ المستشفى إلى حين تحسّن حالته الصحيّة والنفسية بشكلٍ تامّ.
ودعا محمّد الولهازي مجلس نوّاب الشعب والحكومة إلى ضرورة التسريع في المصادقة على القوانين التي تضمنُ حماية الأمنيّين بكافة أسلاكهم، مؤكّدا أنّ الإعتداءَات التي تستهدف أعوان المؤسّسة الأمنيّة سجّلت إرتفاعا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، دون أيّ تحرّكٍ فعليّ وجادّ من الدوائر الرسمية لإيقاف النزيف، بحسْب تصريحه.
في المقابل، أكّد مصدرٌ أمنيّ رفيع المستوى أنّ المصالح الأمنيّة تعكف منذ جدّت الحادثة على الإطاحة بالجُناة وتقديمهم للعدالة، مبرزًا أنّ عددًا من المشتبه بهم وقع إعتقالهم وإخضاعهم للتحقيقات حتّى يتمّ التعرّف على المعتدين من قِبل الضحيّة، هذا وبلغنا في ذات السياق أنّ المدير العام للأمن الوطني ونظيره بالأمن العمومي عبّرا عن إنشغالهما بتفاصيل حادثة الإعتداء، وقد شدّدا الحرص على تعقّب أثر المتورّطين في أسرع الأوقات.
ماهر العوني
المصدر: الجمهورية