ترجمةً لمنشور رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي أصدرهُ الجمعة الفارط بشأن حركة التعيينات التي شملت سلك المعتمدين، أشرفَ والي بن عروس عبد اللّٰطيف الميساوي عشيّة يوم الثلاثاء 31 جانفي 2017 على حفلِ تنصيب المعتمد الجديد عبد العالم الزواري القادم بمثل خطته من معتمديّة المدينة الجديدة، وبذلكَ سيخلف سلفهُ حسام بن أحمد المعيّن بمدينة بوعرڨوب من ولاية نابل.
عمليّة الإستلام والتسلّم واكبها لفيفٌ من المواطنين ونشطاء من المجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلين عن الطيف السياسي بالمنطقة، حضروا للتعرّف عن كثب على رأس السلطة المحليّة وإبداء مواقفهم وآرائهم في الخصوص، ولئن إكتفى أغلب الحاضرين بمتابعة سير العمليّة البروتوكوليّة المعتادة في مثل هذه المناسبات، فإنّ التنسيقيّة الجهويّة للجبهة الشعبيّة أعربت من خلال المتحدّث بإسمها محمود الدڨي عن عميق أسفها وتبرّمها إزاء ما إعتبرتهُ إقصاءً لها وتجاوزًا لمكتبها المحلي بحمام الأنف فيما يتعلّق بمسألة التعيين، مبرزةً أنّ التسمية جاءَت نتيجة قرارٍ فوقيّ مُسقط لم يأخذ بعين الإعتبار تطلّعات ومقترحات أهالي الجهة.
وواصلَ ممثّل تحالف الجبهة الشعبيّة توجيه سهام نقدهِ اللّاذع لرئاسة الحكومة، حيثُ أكد أنّ التحويرات القائمة على أساس المحاصصة الحزبية والترضيات دون إخضاعها إلى منطق الأهليّة والجدارة العلميّة لَا يمكن لها بالضرورة أن تحظى بتوافقٍ واسع النطاق، كمَا أنّ التجارب الأخيرة والتي مرّت على ذات المنهجية والأساس أثبتت فشلها في معالجة الوضع الكارثي الذي تكابدهُ مدينة البايات على كافّة الأصعدة والمستويات، وفق تقديره.
من جهته، قالَ المعتمدُ الجديد عبد العالم الزواري إنّ العملَ بمنطقة ثريّة كحمّام الأنف يتطلّب بذل قصارى الجهد وتقديم تضحياتٍ جسام، أمام عددٍ من الملفات الحارقة المتراكمة منذ عهود ذكرَ منها مشاكل البنية التحتيّة المتهالكة والشريط السّاحلي فضلًا عن التراث الثقافي المتقادم وخصوصًا مشاغل المواطنين وهواجسهم من الناحية الإجتماعية والمعيشيّة، وتابع الزواري قولهُ بأنّهُ سيفتحُ أبواب الحوار على مصراعيه أمام مختلف الحساسيّات السياسيّة والفكريّة على حدّ سواء، مشدّدا على ضرورة الإصغاء للجميع دون إستثناء مراعاةً لمتطلّبات المرحلة الرّاهنة بالمنطقة، على حدّ تعبيره.
في المقابل، أكد والي الجهة في كلمته التي ألقاها بالمناسبة على أهمية تغليب الإصغاء إلى مطالب المواطنين والإنصات إلى هواجسهم في علاقة بالرّاهن الإجتماعي المُعاش، ذاكرًا أنّ حمّام الأنف مدينة تتميّز بشراسة مجتمعها المدني الذي وصفهُ بـ “المجتمع المدني الذي لَا يرحم”، مشيرًا إلى أنّ الأوضاع الحالية التي تعيش على وقعها المنطقة تستوجب صياغة مقاربة ناجعة وفعّالة قابلة للتنفيذ، بمنأى عن سياسة الوعود الجوفاء والنظريات المُفرغة.
هذا ومن المنتظر أن تُستكمل صباح يوم الأربعاء مراسم تنصيب المعتمدين الجدد بولاية بن عروس، والتي شهدت خلالَ التسميات الأخيرة نسبة عالية من التحويرات على رأس أكثر من معتمديّة.
ماهر العوني
المصدر: الجمهورية