شاه علاقة الطبوبي بالنهضة و حقيقة الهواجس ..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / علاقة الطبوبي بالنهضة و حقيقة الهواجس .. / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": بقلم نصرالدين السويلمي - وصل نورالدين الطبوبي الى اعلى هرم الاتحاد وهيمنت اللائحة التي يراسها على المكتب التنفيذي وانتهى خصومه من التشهير الإستباقي والهادف الى الحيلولة دون اعتلائه لمنصة الشغيلة او أقلّه تحجيمه ليباشر مهامه بحاضنة مقيدة وغير فاعلة ، توقفوا عن بث الهواجس وانصرفوا الى بناء تصورات يحتاجونها حين تبزغ سياسات الرجل على غير شرفاتهم ، وقد شرعوا في تجهيز سيناريوهات بديلة تحسبا لأي طارئ ، والحقيقة ان الهواجس التي طفحت هنا وهناك مفصولة عن الواقع وليس لها ما يبررها ، لان الاتحاد لم يكن في مرحلة رخائه وشدته في انكماشه وصولته من المنظمات التي تخضع بالإطلاق الى الصوت الواحد وظل المكتب التنفيذي صاحب القرار الفصل ، اكان ذلك بعد الثورة و في عهدة العباسي حين عاد الى المؤسسة توازنها ، او ما قبل حريق السابع من نوفمبر دون احتساب المرحلة الفاصلة بين 87 و 2010 لما تعنيه تلك المرحلة من قحط مس الحياة النقابية كما الحياة الحزبية .

اذا اعتمدنا المقاييس النقابية الصرفة فلا يمكن أن يشكل الطبوبي أي مخاطر على خصومه من داخل او خارج المنظومة والعارف بتضاريس دار الشغيلة وميزان القوى فيها سيعلم يقينا ان سلالة العمل والمنهجية وتاريخ المنظمة وخميرتها الفكرية التي خلّقت السياسات العامة ، كلها عوامل تحول دون التغييرات الدراماتيكية في سياسات واولويات الاتحاد ، ليس ذلك نتيجة لميزان القوى فحسب وانما لتقاليد موروثة حولتها السنين والعقود الى اعراف تمارس ولا تكتب ، تأثر في الافعال والمداولات ولا تُثبت كمضامين ، هي ليست ورقات ولا قوانين وملاحق بل هو السمت الذي يصنعه التراكم والعديد من العوامل الاخرى ، لذلك لا يخشى خصوم الطبوبي من الانفلات او الإِحداث او الانحراف بالمنظمة ..ابدا ، بل يخشون من الاصلاح ! وهي خشية مقيدة ، إذ لا يعنيهم الاصلاح في المطلق وقد لا يعارضونه ، فقط هم لا يرغبون بل مرعوبون من اقدام الطبوبي وفريقه على تطعيم الاتحاد ضد التحزب واعطائه جرعات مركزة من الاستقلالية وما تعنيه هذه العبارة من فزع لدى بعض القوى الحزبية المؤدلجة التي رفضت الانخراط في العمل الحزبي باللافتة الحزبية واصرت على التخندق داخل الاتحاد وجعلت من مقاره منصات متحركة ترجم بها الخصوم وتسير منها الميليشيات وتستعملها كورقة ضغط وابتزاز .

بالعودة الى تاريخ الامين العام الجديد يصعب العثور على ما يفيد اقترابه من النهضة ، والا كانت الحجج الثابتة وحتى الواهية خرجت الى العلن وتداولها الاعلام بشقيه بل بشقوقه ، ولما انتفت شبهة الاقتراب والتعاطف وحتى المجاملات الثقيلة بين الطبوبي والقيادات النهضاوية ولم تعد مبررات الفزع قائمة ، اصبح الخوف من عزوف الطبوبي وزهده في عداوة النهضة وانصرافه الى المشاغل النقابية ، تلك مصيبة كبيرة اكبر مما يتصور الكثير ، فتحييد الاتحاد من حلبة التنافس او الصراع السياسي يعني سقوط السلاح الوحيد لدى طائفة ايديولوجية رفضت طوال 6 سنوات نداء العقل واحجمت عن مراكمة الفعل السياسي واصرت على التقوقع في حجر الاتحاد ، هو ملاذها ومامنها ومشربها وملبسها ، في المحصلة هي مضغة منه اذا تخلى عنها انتهت الى التشرد والضياع ، لذلك تكره هذه القوى عبارة الاستقلالية اكثر مما تكره لجان حماية الثورة ، وترى الخطر في خطاب أي امين عام يتحدث بلكنة استقلالية او ترمي لذلك او تشير ولو من بعيد ، فمعركتهم هي معركة التجيير والاحتكار والتسخير ، ورهانهم على اتحاد يفتح أبوابه أمام قوافلهم ويفزع لفزعهم ويهب لهبتهم ويعلن التعبئة اذا اعلنوها .


بعد مناخات الحرية الواسعة التي وفرتها ثورة سبعطاش اربعطاش ، لم تعد القوى السياسية في حاجة الى التستر والانكفاء الى العمل السري ، واصبحت كل الاحزاب مكشوفة المناهج والبرامج ، بالغت في كشفها وسائل التواصل الحديثة وهشاشة شروط الانتظام نتيجة التخلي عن القيود الصارمة التي كانت تعتمد في تزكية الاعضاء ، لذلك وبمتابعة جدية يتسنى ملامسة الخطوط العريضة والكثير من الخطوط الفرعية للأحزاب ، وعليه يمكن القول ان النهضة ووفق نهجها السياسي وخياراتها المركزية والجهوية لم تعد معنية بضخ كواردها النقابية في صلب الاتحاد والمغالبة مع القوى الاخرى على مؤسساته ، او على الاقل لم تعد تلك اولوياتها ، والواضح ان رهانها اصبح يتمحور حول الاستقلالية ، وهي توجهات طبيعية لحركة نجحت في تثبيت هياكلها بعد الثورة بلا متاعب وتجاوبت معها الجماهير العريضة وبإمكانها الرهان على عضلاتها الحزبية ضمن الشروط السليمة دون الالتجاء الى الوسائل الالتفافية ، خاصة وان حزب النهضة اكثر الاحزاب تضررا من التداخل المخل بين الحزبي والنقابي وهو الحزب الذي اكتوى هذا الحزب ابّان مرحلة حكمه بنار الاستعمال المفرط للاتحاد من طرف القوى المناكفة والمعادية .

ننتهي الى ان الهواجس التي ابدتها بعض الاطراف من وصول الطبوبي الى الامانة العامة للاتحاد كانت مبنية على التخمينات والاحتمالات ، وان الحديث عن علاقة الرجل بالنهضة غير جدية ، وما كانت تقصده تلك الاطراف هو امكانية ضمور الاتحاد على الجبهة السياسية التي تلعب فيها النهضة الادوار الاولى وتوفير مجهوداته لتدعيم الجبهة النقابية ،وان كنا لا نعلم بحقيقة اختيارات نورالدين ومكتبه في المرحلة القادمة ، الا اننا نعلم يقينا ان تلك هي المعركة القادمة التي يخشى البعض ان يقودها الطبوبي ، معركة اتحاد فاضلي"الفاضل بن عاشور" بنكهة حشادية و طعم عاشوري .