ومازالت العملية الدموية التي جدّت يومها في ذاكرة التونسيين، خاصة صورة بطل ملحمة بن قردان، حقائق اون لاين حاولت النبش في ذاكرته والعودة بالزمن إلى ذلك اليوم الذي طبع في تاريخ تونس ومن أجل الـتمعّن أكثر في العمليّة والحديث عن التهديدات التي طالته.
داعشي في سوريا يهدد أحد أبطال بن قردان
اتصلنا بأحد أبطال العملية وهو عون في الحرس الوطني الذي استبسل في الدفاع عن الوطن و اسمه "ن.ج "، لم يرد الافصاح عن هويته لدواع أمنية، وتمكّن من تصفية حواليْ 5 إرهابيين على رأسهم الإرهابي الخطير مفتاح منيطة.
وكشف محدثنا عـن تعرضه إلى تهديدات بالقتل من قبل عنصر من جهة بن قردان يقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وقد وجه له رسائل تهديد عديدة بعد استباسله في تصفية عدد كبير من الإرهابيين، ممّا دعاه إلى رفع قضية في الغرض.
تونس تضيع حق أبطاها
وفي حديثه لـحقائق أون لاين، أفاد أنّه تمّت ترقيته استثنائيا إلى رتبة ملازم كتـكريم لمجهوداته في ملحمة بن قردان، في حين تمّ حرمانه مؤخرا من الترقية العادية إلى رتبة ملازم أول، مفصحا عن مراسلته وزير الداخلية الهادي مجدوب من أجل نيل حقه في الترقية.. لكم دون تفاعل مع مطلبه.
وباح لنا بحسرة، عن أساليب المتاجرة بصورته، حيث سبق وأن تمت دعوته إلى رئاسة الجمهورية من اجل التقاط الصور معه فقط دون تكريم أو حتى توجيه كلمة فخر به.
تفاصيل جديدة عن عملية بن قردان
وبالعودة الى تاريخ السابع من مارس 2016، أفاد محدثنا أنه قبل العملية بأيام كانت الأوضاع غيرعـادية، قائلا " كان هناك أمر ما .. كنا نشعر بشئ غريب.. خاصة أن الوحدات الامنية تمكّنت قبل العملية بأيام من حجز 5 سيارات مشبوهة كانت تقلّ 4 عناصر.. والأمر لم يكن طبيعيا ربما كانت بدايـة التحضير للعملية".
وعن يوم العملية، قال عون الحرس الوطني إن الارهابيــين ظنوا أنه عنصر منهم وذلك لأنه لم يكن يرتدي الزيّ الوظيفيّ وكان يحمل سلاح كلاشنكوف وهو سلاح الارهاببين وليس سلاح الوحدات الامنية.
وقد نجح محدّثنا في مغالطتهم حتى أنّ أحد الإرهايين نداه يا "ابا محمد"، حيث تمكّن من استدراج الإرهابي الخطير مفتاح منيطة وأجهز عليه برصاصة قاتلة وتمكن من حجز سلاحه وذخيرته وقنابل يدويّة كانت بحوزته، لذلك ظنه الإرهابيون تابعا لهم.
بدُوا غير متدربين ومصرّين على الموت.. وهذه فحوى الرسائل الموجّهة الى الأمير مفتاح منيطة
وأشار محدّثنا إلى أنّ الارهابيين كانوا غير متدربين جيدا على السّلاح سوى قلّة قليلة منهم، مؤكّدا أنه بعد القضاء على فتاح منيطة ارتبكت المجموعة لأنها كانت تأتمر بأوامره، خاصّة أنّ عددا منهم لم يكونوا من الجهة، وبمقـتل منيطة بدأت ملامـح هزيمتهم.
وبيّن أنه بعد حجز سلاح الارهابي منيطة وهاتفه الذي لم يتوقف عن الرنّ وعن تلقّي الإرساليّات القصيرة.
ومن بين الإرساليات التي وصلت هاتف منيطة، أسرنا مصدرنا باثنتين، "أين نتجه أين نذهب يا أمير؟ .. "هناك إخوة قادمون من جرجيس ومن ليبيا".
كما أفاد محدّثنا بأن الإرهابيين كانوا مصرين على الموت، وحتى آخر نفس كانوا يصفون الأمنيين بالمرتدين والطواغيت.
ولأول مرة تحدث مـصدرنا عن كيفية نجاته من الموت حيث وقف وجها لوجه مع أحد الإرهابين وعندما صوّب سلاحه نحوه خانه السلاح ولم يعمل.. حينها حاول الارهابيّ استغلال الموقف.. لكن عون الحرس أطلق النار مرة اخرى ولم تخيّبه الرصاصة واستقرت في جسد الإرهابيّ.
وعن سبب تعطل السلاح، قال محدّثنا إلى أنّه ربما يكون عائد إلى اتساخه بالتراب أو لأنه كان مـطمورا في المغاور.
محدّثنا أكّد أن الهجوم انطلق على الساعة الخامسة فجرا وانتهت في حدود السابعة والنصف صباحا.
يذكر أن عملية إرهابية جدت فجر السابع من مارس 2016 بمدينة بنقردان، حيث عمدت مجموعة كبيرة من الإرهابيين الى مهاجمة ثكنة عسكرية ومراكز أمنيّة في وقت متزامن وذلك في سعي منها إلى تركيز إمارة هناك، غير أن الوحدات الأمنية والعسكرية وأهالي الجهة استبسلوا في الدفاع عن الأرض وانتهت العملية بالقضاء على 43 إرهابيا والقبض على كبير منهم أحياء ، في حين استشهد 18 من مدنيين وعسكريين وأمنيين.