شاه أطفال.. عائلات.. مصاب بالسرطان ومختل عقليا: محاكمات التحرّكات الاجتماعية لا تعترف بالحالات الانسانية

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / أطفال.. عائلات.. مصاب بالسرطان ومختل عقليا: محاكمات التحرّكات الاجتماعية لا تعترف بالحالات الانسانية / Video Streaming

تعيش المحاكم التونسية هذا الاسبوع على وقع عديد المحاكمات على خلفية التحركات الاجتماعية والمطالبة بالشغل والكرامة والتنمية، وهذه روزنامة الجلسات كما رصدناها:
سيدي بوزيد: جمال صغروني وخالد بكاري 14 فيفري
جربة: قضية النفايات يوم  16 فيفري
سيدي بوزيد: قضية أبناء الرقاب 17 فيفري
قفصة ـ ام العرائس: 14 فيفري 9 محالين
قفصة ـ ام العرائس: 17   فيفري 34 محال
قفصة ـ  قضية شباب السند: 15 فيفري
قضية الرديف:  17 فيفري (4 محالين)
قليبية: 15 فيفري (11 محالا)
وتشهد المحكمة الابتدائية بالكاف اليوم 15 فيفري جلسة محاكمة ابناء تاجروين، حيث سيتم النظر في ملف 6 من شباب الجهة الذين تم ايقافهم منذ اكثر من سنة على خلفية التحركات الاجتماعية التي شهدتها المعتمدية ذات جانفي 2016، ومن المحالين نذكر ايمن الجلالي وهشام الجلالي ولطفي الجلالي ومعتز المحيمدي والذين وجهت لهم تهم السرقة باستعمال التهديد والعنف الشديد وفقا للفصول 258 و260 و261 من المجلة الجنائية كما يمثل اليوم بمحكمة الكاف كل من ايمن العوادي 17 سنة وجهاد النجلاوي 16 سنة، ويذكر ان ايمن وجهاد تم ايقافهما وايداعهما مركز الاصلاح بالكاف وتوجيه 3 تهم اليهما وهي اضرام النار بمنازل غير مسكونة والسرقة الموصوفة والخلع وفقا للفصول 308 و258 و260 و262 .
وحسب ما اكدته لنا الاستاذة ليلى حداد محامية ابناء تاجروين فان قضية ابناء تاجروين تضم اكثر من 70 موقوفا، مشيرة الى ان الموقوفين انكروا اثناء التحقيق معهم سواء من قبل اعوان الامن او اعوان فرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني التهم المنسوبة اليهم، موضحة انه وحسب شهادة اعوان الامن وشهود عيان فان الاعتداءات التي طالت منطقة الامن بتاجروين والمغازة العامة قامت بها مجموعة ملثمة تضم مجموعة صغيرة من الاشخاص الذين لم يتم التعرف على هوياتهم، واكدت الاستاذة ليلى حداد انه لم يتم القاء القبض على الملثمين وفي المقابل وقع الزج بابناء الجهة في السجن وتلفيق مجموعة من التهم الكيدية لهم .
من جهة اخرى ذكرت الاستاذة ليلى حداد انه تم تسجيل حالات اعتداء بالعنف الشديد على الموقوفين اثناء التحقيق لاخذ اعترافاتهم بالقوة وهو ما وثّقته الرابطة التونسية لحقوق الانسان.  
والجدير بالذكر ان من بين الموقوفين هناك شاب مصاب بالسرطان يدعى هداية الله خلاف يبلغ من العمر 34 سنة، ومن بين الحالات الاخرى نجد شابا يعاني من اختلال في مداركه العقلية اضافة الى وجود 3 اشقاء معا في نفس القضية وغيرها من الحالات الاجتماعية لشباب خرج ذات جانفي 2016 ليطالب بالتنمية والتشغيل فكان مصيره السجن والايقاف لاكثر من سنة.

والد هداية الله خلاف: ابني مصاب بالسرطان

وفي حديث جمعنا مع والد احد موقوفي تاجروين وهو لخضر خلاف، افادنا ان ابنه هداية الله البالغ من العمر 34 سنة مصاب بسرطان الامعاء وانه موقوف منذ اكثر من سنة مؤكدا ان حالته الصحية متدهورة جدا، وذكر محدثنا انه تم «اختطاف» ابنه مجرد مغادرته المنزل في فيفري 2016، من قبل اعوان الامن، مبينا انه لم يتمكن من معرفة مكان ابنه الا بعد اسبوع من ايقافه، حيث اكد انه اثر اعتقال ابنه بادر بالاتصال بمنظمات عالمية وبنواب عن مجلس الشعب، موضحا انه وبعد عديد المحاولات علم انه تم نقل ابنه الى سجن المرناقية بتعلة علاجه بمستشفى الرازي، وذكر محدثنا ان ابنه مصاب بسرطان الامعاء منذ حوالي سنتين ويخضع لجلسات علاج كميائي كما افادنا ان الحالة الصحية والجسدية لهداية الله سيئة للغاية حيث بلغ وزنه 37 كغ، وافادنا محدثنا ان ابنه مصاب بالسرطان ورغم ذلك لم يتلق اي علاج وان ادارة السجون نقلته لسجن المرناقية بتعلة علاجه بمستشفى الرازي والحال ان ملفه الطبي بمستشفى صالح عزيز ..
وبيّن لخضر خلاف ان ايقاف ابنه جاء على خلفية شهادة ادلى بها احد الموقوفين والذي تراجع فيما بعد حيث اكد ان اعترافاته سلبت منه تحت التعذيب .
وحمل محدثنا كل السلط والجهات الرسمية مسؤولية سلامة ابنه الجسدية.

لجنة مساندة شباب الجريصة وتاجروين تهدّد بالتصعيد

من جهتها اصدرت لجنة مساندة شباب الجريصة وتاجروين بيانا عبرت فيه عن بالغ استيائها لقرار الدّائرة الجنائيّة بالمحكمة الابتدائيّة بالكاف برفض مطالب الإفراج الّتي قدّمها الدّفاع، في قضية القاصرين ايمن وجهاد
كما عبرت عن استنكارها لسياسة صمّ الآذان والهروب إلى الأمام الّتي تتّخذها الدّولة قصد تجريم المطالب الاجتماعيّة، ورفضها لإمعان الدّولة في قمع الشّباب وغلق سبل الحوار واللّجوء إلى الحلول الزّجريّة
ممّا يزيد من الاحتقان الاجتماعيّ وتعكير الظّروف الحياتيّة والنّفسيّة لعشرات العائلات،
 – رفضها للسّياسة الممنهجة في تفكيك القضايا والمماطلة في تحديد جلسات المحاكمة رغم تجاوز مدّة الإيقاف إثني عشر شهرا في استخفاف بكرامة الشّباب وعائلاتهم،
– دعوتها كلّ القوى الحيّة الغيورة على شعارات 17 ديسمبر وحقّ المستضعفين في المطالبة بحقوقهم المشروعة إلى تحمّل مسؤوليّاتهم وعلى رأس تلك القوى الاتّحاد الجهويّ للشّغل بالكاف والاتّحاد المحلّي للشّغل بتاجروين،
 – اعتزام اللّجنة تنظيم تحرّك تصعيديّ ستعلن عنه قريبا قصد المطالبة بالإفراج عن كلّ الموقوفين وتجميع قضاياهم في جلسة واحدة وفي أقرب الآجال لحلحلة الأزمة.
التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية:  أسماء المعطلين تتواتر في محاضر البحث والتحقيق أكثر منها في سجلات الانتدابات
من جهتها اعتبرت  التنسيقية الوطنية للحركات الاجتماعية ان هذه الحكومة تواصل اعتماد سياسة  تحميل المحرومين والمهمشين أسباب الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمرّ بها تونس من خلال السياسة الممنهجة لملاحقة نشطاء الحراك الاجتماعي والتي وصلت لإحالات بالجملة لكل مطالب بالشغل والكرامة والتنمية لتتخذ شكلا من أشكال العقاب الجماعي لجهات وفئات اجتماعية بعينها توالت المحاكمات والملاحقات القضائية لتصبح أسماء المعطلات والمعطلين تتواتر في محاضر البحث والتحقيق أكثر منها في سجلات الانتدابات .
ودعت التنسيقية الى :
التعبئة ومواكبة كل المحاكمات وجعل الساحات المقابلة للمحاكم فضاءات للاحتجاج على سياسات العقاب الجماعي والتمييز تجاه مناضلات ومناضلي الحركات الاجتماعية وعقد اجتماعات عامة لفضح هذه السياسات
تذكر ان السقوط الحتمي سيكون مصير كل حكومة تتخذ سلاح تجريم الحراك الاجتماعي و وصمه كخيار أول عوضا عن الحوار والتفاعل الايجابي مع المحتجين في كل أنحاء البلاد
تذكر بأن كل أشكال الهرسلة الأمنية والقضائية  لن تثني الناشطين عن مواصلة احتجاجاتهم السلمية و تكثيفها وهي ليست الا حملة يائسة لفاقدي الحلول والبدائل و غير الحاملين لمشروع اقتصادي واجتماعي يضمن العدالة الاجتماعية لترويع أصحاب الحق الذين لن يتراجعوا عن مطالبهم المشروعة.
تدعو كل المنظمات الوطنية والدولية والفاعلين الاجتماعيين والسياسيين الى تحمّل مسؤولياتهم فجنة «الانتقال الديمقراطي» تخفي ملاحقات وانتهاكات امنية وقضائية تتعرض لها المطالب الاجتماعية العادلة

اعداد : سناء الماجري

المصدر: الجمهورية