شاه في حوار جريء: ناجي جلول يتحدث عن أزمة النداء وعلاقته بالنهضة وحزب التحرير ويعلن هذه المفاجأة الكبرى

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / في حوار جريء: ناجي جلول يتحدث عن أزمة النداء وعلاقته بالنهضة وحزب التحرير ويعلن هذه المفاجأة الكبرى / Video Streaming

أنا أكثر سياسي حارب حركة النهضة فكريا

نداء تونس يعيش أزمات هيكلـة وقيادة لا علاقة لهـا بمنطلـق الشخصنة

وزارة التربية فشلت في التواصل مع إطار التدريس

خروج بعض القيادات الندائية من الحزب هو رمي للمنديل قبل الوقت

لا يمكنني التوافق لا مع حزب التحرير ولا مع داعش الإرهابي

هـــــذا موقفي ان طالب النداء بإقالتي وقرّر رئيس الحكومة ذلــــك..

سوف أكون موجودا ضمن انتخابات 2019

نلتقي في هذا العدد من أخبار الجمهورية شخصية سياسية عرفت باتخاذ عديد القرارات والإجراءات التي كان لها وقع وصدى كبيران في المنظومة التربوية التونسية، ونعني بذلك ناجي جلول وزير التربية والقيادي في حركة نداء تونس الذي ساهمت الكاريزما التي يتحّلى بها في تصدّره نسب الاستطلاع التي تخصّ الشخصيات الوطنية التي نالت رضاء التونسيين..
ولئن تمكّن ناجي جلول من نيل رضاء عدد واسع من التونسيين إلاّ أنّه في المقابل لم يستطع نيل رضا نقابتي التعليم الأساسي والثانوي فتحوّلت الخلافات بين الطرفين في ما يخص برنامج الإصلاح التربوي رغم مناقشته وتنفيذه بالشراكة مع اتحاد الشغل، تحولت إلى مطالب لتنحيته من على رأس الوزارة..
وفي هذا الحوار يتحدّث ناجي جلول عن العديد من المواضيع الهامة سواء كانت على المستوى التربوي أو السياسي وكذلك في ما يخص الخلافات مع النقابتين المذكورتين فضلا عن إعلانه حصريا عن مفاجأة تكتشفونها في ما يلي..

– في البداية وحول الحديث عن حزب نداء تونس وأزمته، برأيكم ماهي أهم مشاكله دون تهرّب منك أو ديبلوماسية؟
لا مراء في أنّ حزب نداء تونس انبنى بالأساس من أجل حماية النمط المجتمع التونسي وإنهاء حكم الترويكا وما أنتجه من أزمات، نداء تونس نجح في الفوز في الانتخابات التشريعية وتكوين أغلبية برلمانية لكن تلك المرحلة قد انتهت لتأتي فيما بعد فترة بناء المشروع السياسي للمرحلة القادمة..
وفي الحقيقة فإنّ أزمة نداء تونس هي أزمة تعيشها كل الأحزاب السياسية التونسية وهي تتعلق بالأساس في غياب المشروع السياسي للسنوات القادمة، فضلا عن الأزمة القيادية للنداء على اعتبار أن رئيسه وقائده المؤسّس أصبح رئيس كل التونسيين..
– هل الأزمة الندائية لها علاقة بمنطلق الشخصنة؟
لا علاقة لمشاكل نداء تونس بمنطلق الشخصنة أو هيمنة بعض الشخصيات، واكبر دليل على هذا أن هناك من  خرج من النداء لتكوين حزب جديد لكنه وقع في ذات الأزمة ..
واليوم بات بالكاشف انّ كل الأحزاب السياسية تعاني من أزمة برنامج ومشروع سياسيين تمت صياغتهما للمرحلة القادمة إذن فهي أزمة تحوّل، على اعتبار أن الصراع السياسي أقيم في فترة معينة من أجل الهوية والنمط المجتمعي وهو ما تمّ حسمه ..
لكن السؤال المطروح والملحّ اليوم هو كيف يمكن أن يتحول نداء تونس إلى حزب «خدماتي» يكون أكثر قربا وإنصاتا للمواطن ومشاغله وهمومه سعيا إلى حل مشاكله..
 وبناء على افتقاد نداء تونس التجربة السياسية اللازمة حيث أنّه ليس بحزب قديم ومهيكل بناء على هذا نعتبر أنّ ما نعيشه اليوم داخل النداء هو نتيجة أزمة افتقاد مشروع سياسي للسنوات القادمة فضلا عن أزمات قيادة وهيكلة.. فإذا ما حلت هذه الأزمات وفكت فسوف تحل كل مشاكل حزب نداء تونس..
– ألا يعتبر خروج أهم قياديي النداء على غرار محسن مرزوق والطيب البكوش ورضا بلحاج  دليل إقصاء مورس في حقهم؟
أنا لا أؤمن بالإقصاء وبالنسبة لي اعتبر أن السياسي الناجح والمتميز هو الذي يقدر على فرض نفسه داخل المجموعة، وهؤلاء رغم كفاءتهم السياسية لم يقدروا على فرض رؤاهم ومشاريعهم داخل الحزب..
وأعتبر أنّ خروجهم في آخر المطاف من نداء تونس هو بمثابة رمي المنديل قبل الوقت..
– كيف تعرّفون المنصب الوزاري بالنسبة إليكم؟
اعتبر أن المنصب الوزاري هو منصب سياسي حيث أنه عند فتح القاموس نجد أن منصب الوزير يمثّل خطة إدارية وهو ليس عملا يمارس عن طريق المناظرات المهنية بل هو عمل سياسي بامتياز.. كما لم يكتب على جبين السياسي اسم وزارة معينة بل إن السياسي الناجح هو الذي بإمكانه النجاح في أي وزارة بلا شروط ولا مقاييس..
وناجي جلول كوزير تربية جاء لتطبيق مشروع سياسي ووعود انتخابية تم إطلاقها خلال فترة الانتخابات التي نجحت فيها حركة نداء تونس، إصلاح التعليم كان من ضمن الوعود الانتخابية التي أطلقت ولهذا الاعتبار أطلقت وزارة التربية برنامج إصلاح التعليم فضلا عن تحسين الخدمات المدرسية وتحسين تكوين إطار التدريس وكذلك مدرسة الفرصة الثانية ومحاربة انقطاع التعليم..
– وهل تعتبر أنّ نداء تونس طبّق كل الوعود الانتخابية؟
أعتبر أنّ الوعود الانتخابية التي أطلقها نداء تونس خلال الفترة الانتخابية يتم المرور نحو تطبيقها تدريجيا وهو ما سيحاسبنا عليه الشعب مستقبلا.. وعلى ضوء كمّ ومقدار النجاح ورضاء الشعب عن تطبيقنا لتلك الوعود سيتم فيما بعد الحسم في مسألة إعادة انتخاب حزبنا مرّة أخرى من عدمه..
– على ذكر الأحزاب، كيف توصفون علاقتكم بحزب التحرير وهل صحيح انّ وزارة التربية استدعته ضمن إحدى ندواتها المتعلقة ببرنامج الإصلاح التربوي؟
لا يمكنني التوافق بتاتا مع حزب التحرير الذي جاء من اجل فرض الخلافة هذا الحزب الذي لا يعترف بالدولة التونسية بل وينفي الوطنية التونسية..  كما لا يمكنني أيضا التوافق مع تنظيم داعش الإرهابي..
وللتأكيد فإنّ وزارة التربية لم تستدع يوما حزب التحرير في أيّ ندوة من ندواتها أو أيّ مؤتمر من مؤتمراتها ولم يقع استدعاؤه أو استشارته في ما يخص برنامج إصلاح التعليم ولست مستعدا لذلك..
الحال أنّه وقع تأويل أقوالي على اثر تصريح أفدت من خلاله أن لكل تونسي الحق في التعليم ولو كان من حزب التحرير وهذا ما أعتبره صحيحا، فالحق في التعليم هو حق دستوري يلغي كل الانتماءات..
– وماذا عن علاقتكم مع حركة النهضة؟
ربما أكون أكثر سياسي حارب حركة النهضة على المستوى الفكري وهو ما تعكسه وتثبته اغلب كتاباتي.. لكن هذا أبدا لم ينف دفاعي السابق عن حق شخصيات سياسية انتمت إلى حركة النهضة في ممارسة عملها السياسي..
في المقابل كنا نعيب على حركة النهضة ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين فضلا عن مشروعها السياسي المنبني على الإسلام السياسي، واليوم حركة النهضة أعلنت عدم ارتباطها بتلك الجماعة مؤكدة أنها تحوّلت الى حركة سياسية لا علاقة لها بالإسلام السياسي ونحن صدّقنا ذلك..  
وأعتبر أنّ سياسة التوافق مع حركة النهضة التي هي في طور التحوّل هي عنوان نجاح التجربة الديمقراطية التونسية، ويبقى أنّ هنالك مشكلا مطروحا وهو أن التوافق مازال «فوقيّا» أي على مستوى القيادات السياسية وما زال لم ينزل بعد إلى مستوى القواعد وهذا سواء بالنسبة لحركة النهضة أو نداء تونس أو الجبهة الشعبية..
وبناء على هذا ولمزيد تكريس ودعم نجاح التجربة الديمقراطية التونسية يجب على التوافق أن يتحول من ثقافة توافق نخب سياسية إلى ثقافة مجتمعية كاملة يمارسها كل تونسي..
– حول الحديث عن وزارة التربية، لو تكشفون أهم الإجراءات الجديدة؟
في الحقيقة هنالك العديد من الإجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية من بينها المزارع البيداغوجية وتطوير منتدى المهن وإحداث ديوان الخدمات المدرسية الذي يهتم بالأكلة والأنشطة..
ومن الإصلاحات الكبرى والإجراءات الثورية إلغاء أقسام الفرق فضلا عن إطلاق زمن مدرسي جديد شهدنا فيه نجاحات وإخفاقات لذلك فنحن نتجه رسميا نحو إعادة عطلة الشتاء..
الجديد أيضا هو أننا نتجه نحو تنظيم امتحان وطني موحّد للسنة السادسة ابتدائي ستشارك فيه 4500مدرسة، وهو ما يعني أنها عملية ثقيلة جدا نسعى لرقمنتها لنتمكّن ولأول مرة في تاريخ تونس من تمييز المستوى الدراسي لجميع التلاميذ الموجودين في كامل أنحاء الجمهورية وذلك سعيا لتحسين المستويات وتدارك نسب التراجع المدرسي ونحو تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص..
هذا فضلا عن أنّ امتحان السنة التاسعة سيصبح امتحانا وطنيا موحدا بداية من السنة القادمة..
– وماذا بعد؟
الجديد أيضا أنّه سيتم تنظيم ألف مزرعة بيداغوجية بالتنسيق مع وزارة الفلاحة وستكون جزءا من العملية البيداغوجية قصد تقريب التلميذ من العمل الزراعي في إطار دعم فضاء المهارات والإبداع..
كما سيتم الدفع نحو مزيد تدعيم المدارس الرقمية فضلا عن رصد اعتمادات ضخمة جدا لتحسين البنية التحتية وهو من الملفات الهامة بالنسبة لوزارة التربية والتي سنحقق فيها قفزة كبرى خلال هذه السنة..
وقد تم رصد اعتمادات كبرى لبناء المركبات الثقافية والرياضية في الجهات الداخلية وسننطلق بعد إنهاء الدراسات وفرز العروض بإحداث 12 مركبا رياضيا ثقافيا في مجموعة من الولايات..
وسوف نشاهد في آخر هذا الشهر «أول ضربة معول» في ما يخص الانطلاق في تطبيق هذا المشروع الكبير هذا إلى جانب العديد من البرامج والإصلاحات العميقة..
– وماذا عن مشاكل وزارة التربية مع النقابات؟
ليس لنا مشاكل مع النقابات.. ونحن نعتبر أنّ وزارة التربية هي وزارة النقابات حيث أنّ لها 10 نقابات عامة وربما آلاف النقابات في الجهات، ونعتبر أيضا أنّه ولأول مرة في تاريخ تونس ينجز الإصلاح التربوي بشراكة فعلية وحوار مثمر مع الاتحاد العام التونسي للشغل ومع شبكة عهد..
وفي الحقيقة أعتبر نفسي أكثر وزير تعامل بايجابية مع الاتحاد العام التونسي للشغل، لكن لنا فقط مشاكل مع نقابتي التعليم الثانوي والأساسي وكانت تحديدا على خلفية الملفات الاجتماعية التي كنا من بين المراهنين على دراستها منذ قدومنا للوزارة..
ورغم أنّه لا وجود لمطالب مادية فعلية سواء في ما يخص مسألة الترقيات والمنح وما نحو ذلك إلاّ أنّ هنالك نقابتين تطالبان بإقالة الوزير وهو مطلب يحق لكل مواطن تونسي رفعه لكنه يناقش مع رئاسة الحكومة ولا يناقش مع وزير التربية ويكون ثمنه حرمان التلاميذ من حقهم في الدراسة..
– ماهو إذن تفسيركم لهذه المشاكل؟
هي مشاكل عادية في ظل مراهنة وزارة التربية على الدخول في خضم إصلاحات كبرى ربّما تتطلب وقتا حتّى تتفهمها النقابات وتتقبلها، وهي أيضا خلافات عادية كانت ربّما نتيجة فشل الوزارة في التواصل مع إطار التدريس أو ربما كان هنالك سوء فهم بيننا..
 ومن هذا المنطلق فإنّ وزارة التربية ماضية نحو تحسين عملية التواصل  مع إطار التدريس خاصة وقد لاحظت أن جزءا من إطار التدريس لا يعلم فحوى الكتاب الأبيض ولم يواكب عمل لجان الإصلاح وهو خطأ أعتبر أنّه مرتكب من قبل وزارة التربية، لذلك يجب أن نبذل مجهودا اكبر للقرب من إطار التدريس حتى يشارك في الإصلاحات التي ربّما لم نشرّكه فيها بما فيه الكفاية هذا فضلا عن سعينا في الرفع من المستوى المادي والمعنوي لإطار التدريس..
– هل صحيح أن النهضة والقوميين شنوا تحالفا ضدّك لإبعادكم عن وزارة التربية وذلك في ما يخص الشعارات المنادية بالدفع نحو تغييركم وتنصيب محمد القوماني أو سالم الأبيض؟
أن يطالب أيّ حزب بإقالة وزير ويقترح تنصيب وزير آخر مكانه هو حق مشروع.. في المقابل لا أتصور أن هذين الاسمين مقترحان خاصة أن من بينهما من كان وزير تربية ولم يبرح مكتبه..
في المقابل لا تهمني الأحزاب بقدر ما تهمني النقابات التي أتعامل معها ورغم مطالبة نقابتين بإقالة الوزير ـ وهذا من حقهم ـ فإنّ باب وزارة التربية ما زال مفتوحا. وقدر وزير التربية أن يحترم ويتعامل مع كل النقابات التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل لا النقابات الخارجة عنه، فإذا أرادوا أن يواصلوا معنا برنامج الإصلاح فذلك سيكون أفضل لجميع الأطراف وإذا امتنعوا عن ذلك فسنواصله دونهم وهذه سنة الحياة السياسية..
ويجب التنويه إلى أنّ ناجي جلول وزير تربية عيّنه نداء تونس في هذا المنصب، وإذا كان هنالك مطلب للإقالة فسيطالب به حزبي وسيقرره رئيس الحكومة وسوف أنضبط له إن تمّ..
– في الختام، هل تنوون الدخول بأكثر قوّة في معترك الحياة السياسية بعد انتهاء مهامكم من وزارة التربية.. مثلا تأسيس حزب جديد؟
شعاري هو السياسة من المهد إلى اللحد، وشعاري أيضا أن رجل السياسة في حملة انتخابية دائمة.. وما سأقوله في هذا الإطار هو أنني سأكون موجودا في انتخابات 2019 وكل الفرضيات مطروحة..

حاورته:منارة تليجاني

 

المصدر: الجمهورية