شاه قصة عاملة منزلية في السعودية تحولت لكاتبة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / قصة عاملة منزلية في السعودية تحولت لكاتبة / Video Streaming

“لي وطن ولكن”.. كتاب لشابة تشادية تعمل عاملة منزلية، سردت فيه معاناتها في الغربة، وتوقها إلى بلادها تشاد، ويتضمن نصوصاً وقصصاً وخواطر.

لم تكن أمينة عيسى العقيد تتوقع الصعوبات التي ستواجهها بعد قرارها نشر ما كتبته في مؤلف، فقالت لـ”العربية.نت”، إنها أرادت طباعة الكتاب ونشره، فخاطبت إحدى دور النشر وأرسلت نسخاً خطية من الكتاب، فطلبوا منها إرسال نسخة إلكترونية منه، ولكن لم يكن لديها جهاز كمبيوتر، فذهبت لإحدى المكتبات لتفريغ النص على برنامج ملف “وورد word”، موضحةً أنها واجهت عدة مشاكل في التواصل مع دار النشر عبر الإيميل، للموافقة على التعديلات والترتيبات الخاصة بالكتاب، حيث لم يكن لديها شبكة إنترنت في مقر عملها، وأيضاً طريقة تحويلها المبلغ المستحق للدار، مبينة أن تعاون دار النشر معها ساعدها كثيراً على أن يتم طرح كتابها بمعرض الكتاب بجدة هذا العام.

وأيضاً وصفت أن أكبر عقبة واجهتها هي في الإحباط والرسائل السلبية من الأسر التي كانت تعمل لديها عندما أخبرتهم أنها سوف تصدر كتاباً، ما جعلهم يتهكمون عليها، وعدم السماح لها باستخدام الإنترنت.

وقالت: “لم أهتم لكل ذلك خاصة بعد أن وصلتني الموافقة على طباعة الكتاب، فكنت أفرح وحدي وأبكي وحدي، وجاء بعد ذلك موضوع قيمة الطباعة، فتفاجأت بالمبلغ وتكتمت عليه حتى لا يجهض حلمي، وحتى لا أحمل والدي ووالدتي حملا أكبر، فضغطت على نفسي بالعمل المتواصل وطلبت من صديقاتي أن يقرضنني المبلغ حتى استطعت توفير نصف المبلغ، والدار ساعدتني على أن تحملت الجزء المتبقي”، مبينة أنها تجاوزت كل ذلك بالعزيمة والإصرار والسعي وراء تحقيق حلمها بأن يظهر كتابها للنور ويشاركها الحنين كل الجالية التشادية بالمملكة.

أمينة.. شابة في 21 من عمرها تعيش مع أسرتها الكبيرة، وهي الابنة الـ11 لوالديها اللذين يقيمان في المملكة منذ 30 عاماً، وتقول: “أنا لا أعرف أي شيء عن بلدي ولا أسرة أمي وأبي، حتى إن لدي أخا في تشاد متزوج ولديه 3 من الأولاد لا نعرفهم، كل ما أعرفه هو الحنين لبلد تحكي لي أمي عنها”.

وعن سبب عدم زيارتها لبلدها تقول: “نعيش ظروفا مالية سيئة، ووالدي كبير بالسن، إلا أنه يكافح من أجل توفير لقمة العيش لنا، وكذلك والدتي عاملة منزلية، وكلنا نحاول أن نساعد بعضنا بعضا حتى نستطيع أن نعيش”.

وعن مستواها التعليمي، ذكرت أمينة أنها أنهت المرحلة الثانوية، وحلمها أن تدخل الجامعة وتكمل دراستها، ولكن بسبب الظروف المعيشية الصعبة تأجل حلمها.

وعن بداياتها بالتدوين والكتابة، بينت أنها كانت عندما تنتهي من عملها تختلي بنفسها وتكتب خواطرها، وكانت صديقاتها بالمدرسة يشجعنها، وما جُمع بين دفتي الكتاب هو خلاصة 4 سنوات من الكتابة.

وأوضحت أن فرحتها لا توصف، وهي ترى كل من حولها من الجالية التشادية يغمرونها بالحب والعطاء والشكر والامتنان بأن أوصلت لهم من خلال كلماتها رائحة الوطن.

وقدمت شكرها لـ”دار الأدب العربي” لتعاونهم ومساعدتهم لها وتعاطفهم مع ظروفها، وقالت: “لكل نجاح أعداء، والانتقادات التي واجهتها اعتبرتها حجارة أجمعها كي أصل لسلم أحلامي وتحقيقها، وقد استفدت من كل ما وُجه لي من نقد، صحيح أنها أثرت فيّ وجرحتني داخلياً، ولكنها جعلتني قوية، وتحقيق جزء من أحلامي أن أجعل من أمي وأبي فخورين بي وسعيدين”.

وذكر لنا باسل درويش، المسؤول عن “دار الأدب العربي” الذي أصدر كتاب “لي وطن ولكن”، أن الدار حاولت أن تقف بجانب المؤلفة، خاصة بعد أن تعرفوا على الحياة والظروف الصعبة التي تعيشها، فبادرت الدار بتحمل نصف التكاليف، وأن يكونوا شركاء مع المؤلفة بالكتاب، وأقاموا لها حفل توقيع للكتاب بمعرض جدة للكتاب.

وفي رؤية حول الكتاب، قال الكاتب بندر عسيري، إن الكتاب كبدايات يعتبر جيداً جداً، حيث إن فيه أحاسيس ومشاعر تصل رغم بساطة الأسلوب، وقد تكون المعاناة والظروف المحيطة بالكاتبة هو ما جعلها تبدع.

العربية

المصدر: الجمهورية