شاه عندما تعدم الطفولة بردا في عين دراهم : بأي ذنب ماتت رانيا ؟!!

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / عندما تعدم الطفولة بردا في عين دراهم : بأي ذنب ماتت رانيا ؟!! / Video Streaming

عندما تعدم الانسانيه، وتنتهك الطفولة.. تعجز الكلمات وتختنق العبارات، ويخوننا القلم، فكيف سنكتب وكيف سنسرد الحادثة، والأهم من هذا وذاك لمن سنكتب، كل الآذان صمت وكل العيون عميت و كل القلوب تحجرت…
رانيا ضيفلي، طفلة ولسوء حظها ولدت بمكان منسي على هذه الرقعة الجغرافية، فمن منكم سمع يوما في نشرات الاخبار، عن منطقة تسمى “اولاد ضيف الله” من معتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة؟ ولأننا ـ فعلا ـ لم نكن نعرف هذه المنطقة، جاءت رانيا لتحدثنا عنها وعن معاناتها، قبل ان ترحل عنا وتكتب اسم “اولاد ضيف الله” في سجل الحرمان والخصاصة.
رانيا ماتت بسبب الفقر وقلة الحيلة، ابنة منطقة أولاد ضيف الله بمعتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة، توفيت مؤخرا، لأن حرارتها ارتفعت واصيبت بنزلة برد نتيجة انخفاض درجات الحرارة، وبطبيعة الحال عجزت عائلتها عن نقلها الى المستشفى بما ان والدها عاطل عن العمل ومعدم . و هكذا اكتفت والدتها بوضع “خرقا مبللة ” على جبينها إلا أن حالتها تدهورت وفارقت الحياة بعد أيام.
فقر وتهميش وقيلة حيلة وتآمر الطبيعة اتحدت جميعا وتسببت في وفاة ابنة الـ9 سنوات.
والد الطفلة رايا اكد أنه عاطل عن العمل وأب لـ4 أطفال كما أنه يعيش داخل كوخ يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ورغم صراخه فان الجهات الرسمية بالجهة تجاهلته الى ان فقد فلذة كبده، ليقرر انذاك والي جندوبة أكرم السبري ارسال معتمد عين دراهم لزيارة كوخ الفقيدة أو بالاحرى “شهيدة البرد”
الوالي اكد أن الوفاة ناجمة عن زكام حادّ خاصة وان الفتاة سبق وان أجرت عملية جراحية وبسبب عجز أسرتها عن مداواتها أدّى هذا الزكام الحاد إلى وفاتها، واقر الوالي ان الظروف الاجتماعية القاسية هي التي حالت دون انقاذ رانيا.
ولتدارك الامر امر الوالي بتمكين العائلة من دفتر علاج مجاني ومنحة قارة خاصة بالعائلات المعوزة اضافى الى منحة تحسين سكن.
هي حلول وقتية قد تكون لامتصاص الغضب الشعبي، لكن لماذا يتناسى اصحاب القرار ان رانيا ليست سوى عينة من مئات الاطفال الذين تعاني اسرهم من قلة ذات اليد وفي بعض الحالات تكون النهاية مأسوية ودراما من ابشع ما يكون فمتى يسحب البعض من ثروات اصحاب الجاه والمال ليوجه الى الذين يموتون من كثرة العذاب ؟

سناء الماجري

المصدر: الجمهورية