شاه فوضى المنتخب وصمت الجامعة…

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / فوضى المنتخب وصمت الجامعة… / Video Streaming

لم تكن بداية مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم خلال مشاركته الحالية في نهائيات كأس أمم افريقيا موفّقة بالنظر الى تطلعات الجماهير الرياضية في تونس..وقد تعمدنا اعتبار الجماهير كمقياس تقييم ومرجع نظر رغم أن العمل العلمي المنظم والممنهج لا يستند الى مثل هذه القراءات العاطفية والارتجالية في البلدان المتقدمة كرويا..غير أن ما نعيشه مع منتخبنا الوطني يجعلنا نستند الى نبض الشارع في ظلّ غياب خطاب رسمي من جامعة الكرة يوضّح سقف الطموحات قبل مغادرة الطائرة التي أقلّت لاعبينا الى ليبروفيل عاصمة الغابون مسرح الكرة الافريقية هذه الأيام..
في النسخة الحالية من “الماما أفريكا”، فان كلّ اتحادات الكرة كشفت مبكرا عن أهدافها وأعلنت نواياها الا في تونس فقط التي يكتفي فيها المشرفون على أمر هذا الاختصاص الرياضي بقول مقتضب يلمح الى طموح في مشاركة مشرّفة وهو معنى شاسع قابل طبعا لتأويلات بلا حدود بين سقف ربع النهائي كما اعتدنا في أخر مشاركاتنا..أو بلوغ المربع الذهبي ولم لا حتى المراهنة على اللقب كما يحلم البعض.. وهو ما كان يستوجب التوضيح ووضع حدّ للغموض وفق ما هو جار به العمل.
جامعة الكرة تغاضت عن هذا الكمّ الهائل من التساؤلات وكرّست كلّ جهودها للأسف للردّ على الانتقادات الصحفية وتجريم أصحابها حتى وان كانت قراءة عدد كبير من أصحابها سليمة ولا تحمل رائحة الأحقاد والضغائن كما صوّر مكتبنا الجامعي الأمر للرأي العام..وحتى حين تحرّكت عدة اتحادات جاهدة لتوفير كلّ ظروف الاعداد الجيّد لمنتخباتها وعدم ترك أي مجال للصدفة قبل رحلة الغابون..فانّ من نملك من مسيّرين جامعيين اعتنوا ببيانات وتجنّدوا لنشر بلاغات بلا حدود لكسب معركة التفويت في حقوق بثّ كواليس النسور بشكل فاق كلّ التصورات..
متاعب منتخبنا (والتي نتمنى أن نودّعها بالفوز غدا ضد الجزائر) تواصلت بشكل جليّ عند حلول ساعة الحسم في فرانس فيل، وهنالك خرجت القراءات والتحاليل من كلّ جانب لتفسير أسباب هزيمتنا القاسية ضد السينغال..وهذا ما فتح عديد الأبواب للتأويلات وكشفت عن وجود ملامح حكم برأسين بين كاسبارجاك الذي يرى كثيرون أن الأحداث جعلته مدربا صوريا لا غير مع صعود كبير لدور المدير الفني يوسف الزواوي خاصة أن نبرة كلامه المسالمة والمساندة كليا لقرارت “الكوتش” تفهم على أن للزواوي صلاحيات واسعة هذه المرة وهذا تسريب يستوجب بدوره التوضيح من جامعة الجريء.
في نفس السياق لم يخف أغلب المتابعين لشأن المنتخب استغرابهم من السلبية المفرطة لأولي القرار تجاه ما صدر من العكايشي وعبد النور مساء الأحد وهي تجاوزات تستوجب الضرب بيد من حديد حتى لا يقال اننا نعيش زمنا بات فيه بعض أشباه النجوم حاكمين بصلف وغرور لا يصدّه أدنى رقيب أو حسيب..

طارق العصادي

المصدر: الجمهورية