شاه “روميو وجوليات” لغازي الزغباني: استرفاع مسرحي بطعم حب محظور

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / “روميو وجوليات” لغازي الزغباني: استرفاع مسرحي بطعم حب محظور / Video Streaming

بمناسبة مرور 400 سنة عن رحيل الكاتب البريطاني ويليام شكسبير (1564- 1616)، قدم المخرج غازي الزغباني قراءة مسرحية جديدة لنص “روميو وجوليات”، قراءة تحدى فيها الزغباني كلاسيكية الطرح ليبحر بنا في عالم سريالي تقفى فيه أثر قصة الحب المستحيل التي جمعت روميو بجوليات.

يضرب غازي الزغباني عرض الحائط بالنواميس والكودات المتعارف عليها في تناول مثل هذا النص، ويلبس عمله رداء موسيقيا أسودا: طبلة وروك ونفحات الكترونية مرفوقة بصوت الممثلة فاطمة الفالحي.

توليفة موسيقية مذهلة تخترق الذات والزمن بما يسمح للمتفرج بالتماهي مع موضوع العمل: قصة شابين يتحديان عداء وحقد عائلتيهما لبعضهما البعض ويقرران الارتباط. حب ممنوع ينتهي بإنتحار الحبيبين (أمل العمراوي وعاصم بالتوهامي) لما في علاقتهما من وجع الحب المحظور.

يلف الزغباني قصة روميو وجوليات بشريط موسيقي فريد مطلقا في الآن نفسه عنان صوت فاطمة الفالحي، فيبوح الصوت بهمّ فراق الأحبة عبر الأزمنة ويذهب به بعيدا في أغوار وجيعة السنين.

هكذا جاءت رسالة مسرحية “روميو وجوليات” لغازي الزغباني، رافضة لقمع المواثيق الاجتماعية ومطبوعة بختم موسيقي حر، فالنغم والصوت بإمكانهما أن يذهبا بالمشاعر الى ما بعد حدودها وبالمعاني الى ما بعد مقاصدها.

وحتى التصور الركحي، فقد جاء بعده موسيقيا حيث يبدو الممثلون وكأنهم أعضاء فرقة موسيقية واحدة، كل يلعب على وتر آلة أو يعبر بفضل صوت أو يفرض وجوده بما تسنى من جسد. وتصل المسرحية ذروتها في مشهد تتحرر فيه الأجساد والموسيقى من قيودها، فتنقل للمتفرج ذلك الشعور الاستثنائي بأن هناك شيئا خارقا للعادة يحدث: وجيعة دفينة وفي نفس الوقت تعلق لامتناهي بالحياة.

حالة من الاسترفاع المسرحي تقول فيها الموسيقى والأجساد البطيئة الحركة أكثر مما يمكن ان تقوله كل الخطابات. مشهد سريالي يتوفق من خلاله المخرج في أسر المتفرجين بين طيات قصة حب موجعة وطرح خارج عن الزمن.

هكذا رأى غازي الزغباني عالم “روميو وجوليات” بعد مضي قرابة 400 سنة عن كتابة النص الأصلي، عالم متحرر من قيوده الأولى وموغل في تيار موسيقي ذو ايقاع كوني موجوع على ركح أسود من زمن غابر. قراءة مسرحية من الصنف “القوتيك” جديرة بالمشاهدة وبالإهتمام.

شيراز بن مراد

المصدر: الجمهورية