شاه فــــــي حــــوار جريء الدكتور أحمد الـمناعي: راشد الغنوشي هو من يحكم تونس..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / فــــــي حــــوار جريء الدكتور أحمد الـمناعي: راشد الغنوشي هو من يحكم تونس.. / Video Streaming

تضاعف أعداد الملحدين والمرتدين عن الإسلام في تونس والعالم سببه الإسلام السياسي الاخواني والوهابي

النهـضـة تـشــرف علــى كـلّ الـمـؤسـسـات الدينية في تونس

النهضة لم تتخلّ عن نشاطها العسكري والأمني ولم تتوقف عن سعيها في الاندساس صلب الأجهزة الأمنية والعسكرية

 النهضة ستستمر في خسارة الأصوات الانتخابية

نحاور في هذا العدد من أخبار الجمهورية رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية وهو الدكتور أحمد المناعي الذي رفض إطلاق صفة المناضل عليه رغم ما عاشه من اضطهاد سياسي خلال سنوات «الجمر»، الدكتور المناعي الذي كان من أكبر المدافعين عن الاتجاه الإسلامي في السابق سيطلق في هذا الحديث «سهام» نقده اللاذع تجاه حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي فضلا عن كشفه العديد من المعطيات الخفية والخطيرة عن «قنبلة» التنظيم السري للنهضة وما باح به المرحوم المنصف بن سالم.. تفاصيل «حارقة» حول هذه المسائل ومواضيع أخرى تتابعونها في هذا الحوار..

– في البداية، لو تقدمون المناضل أحمد المناعي في كلمات؟
منذ 4 سنوات يحاول ابني الطّاهر رفع العلم التّونسيّ على أعلى قمم جبال العالم، وقد  توصّل إلى ذلك في 3 مرّات وبقيت له أربع. متى وصّفته بـ»المناضل» يغضب إذ يقدّم نفسه كـ«حالم» يريد تبليغ رسالة إلى أبناء جيله مفادها: تحقيق الأحلام ممكن بالجهد والبذل. شخصيّا لا أحبّ كثيرا صفة «مناضل» لأنّها تميّز فئة بعينها عن الجموع الواسعة من النّاس الذين يناضلون يوميّا وفي كلّ ساعة من أجل الحياة. لعلّ الشّيء الوحيد الذي أتميّز به عن البعض أنّي أعمل وأنشط وأؤدّي الواجب دون غطاء حزبيّ أو نقابيّ ولست مرتهنا لأحد، كما أنّني لا أنتظر شيئا من أحد لا شكرا ولا جزاء.
 – ما هي قراءتكم لتصريحات راشد الغنّوشي بخصوص عودة الإرهابيين وقوله انّ «اللحم إذا بار عليه بأماليه»؟
 أعجب من راشد الغنّوشي الذي يعتبر من أكبر منظّري الإسلام السّياسيّ و«مرجع تقليد» بالنّسبة لكثير من الإسلاميين لجوءه لقاموس الجزارين لتعريف أشخاص يجمع السّواد الأعظم من النّاس على أنّهم إرهابيون ويصنّفهم القانون كذلك أو على الأقلّ يتّهمهم به.
 شخصيّا قرأت نصوصا لراشد الغنّوشي وسمعت له تسجيلات يعتبر فيها هؤلاء الذين قتلوا في سوريا شهداء وأنّهم سيدخلون الجنّة هم والعشرات من أقاربهم. والآن وقد رجعوا مهزومين فاشلين يصبحون على النّحو الذي وصّفهم به؟!
– وبالنسبة إليكم، ماهو تعليقكم على مسألة عودة الإرهابيين إلى تونس؟
بالنّسبة لي وللأغلبيّة السّاحقة من التّونسيين وبالنّسبة للقضاء والقانون ورجال القانون هؤلاء مشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة ويجب مقاضاتهم هم ومن حرّضهم وأرسلهم إلى المحرقة السّوريّة وغيرها. علما وأنّ تقرير الأمم المتّحدة الصّادر في جويلية 2015 يصفهم بـ»المرتزقة» وهو الأمر الذي يعطي لهذه الظاهرة بعدا جديدا في القانون الدّوليّ.
– راشد الغنّوشي أدلى أيضا بتصريح وصفّه البعض بالخطير كشف فيه عن أنّ حركة النّهضة فصلت العديد من القيادات المشتبه في علاقتها بتنظيمات مسلّحة وإبعاد من لا يلتزم بالنّضال السّلمي، فما تحليلكم لهذا القول؟
نشهد منذ 6 سنوات في الحراك السّياسيّ وفي ممارسات الأحزاب التّونسيّة استقالة كثير من المناضلين والقياديّين من أحزابهم أو يُفصلون عنها. وعموما يتمّ ذلك في العلن وتصدر بيانات في الغرض تذكر فيها أسماء المستقيلين أو المفصولين وحتى توضيحات للأسباب والمسببات. قائمة المنتخبين أو المعيّنين في مختلف هيئات النّهضة ومؤسّساتهم معروفة وهي على موقعها الرّسميّ. لكن لا أرى فيها أسماء القيادات المشتبه في علاقتها بالتّنظيمات الإرهابيّة والتي وقع فصلها.
الواجب أن يتمّ الإعلان عن الأسماء لمزيد الوضوح خاصّة وأنّ أمرا كهذا لا يهمّ النّهضة فقط. نأمل أن تتولّى النّيابة العموميّة فتح تحقيق في الغرض.
– وماذا بعد؟
 يذكّرني هذا الأمر بوضعيّة مشابهة حدثت في نوفمبر 1993 عندما أوقف صالح كركر من قبل السّلطات الفرنسيّة وأودع الإقامة الجبريّة، وقتها عمدت قيادة النّهضة إلى اتّهامه بالعنف وفصلته من الحركة ولكنّها لم تعلن عن ذلك رسميّا إلا بعد عشر سنوات في سنة 2004. علما وأنّ صالح كركر كان بعيدا عن تونس منذ سنة 1987 ولم يكن مسؤولا عن أحداث 1991.
– ذكرت في تصريح سابق لك أنّ حركة النّهضة تجلس فوق قنبلتين وهما التّنظيم السّريّ والأموال، فهل تحلّل لنا مقاصدكم؟
لست صاحب المقولة وإنما اقتبستها من صاحبها المرحوم فتحي يكن أحد أكبر زعماء الحركة الإسلاميّة في لبنان .واعتقد أنّه أقرّ بحقيقة ثابتة في كيان كلّ الحركات الإسلاميّة الإخوانيّة. أذكر أنّ المفكّر الجزائريّ المرحوم مالك بن نبي قد تحدّث عن التّنظيم السّريّ لدى إخوان مصر وهو الذي عرفهم عن قرب بداية من 1954 وحتى استقلال الجزائر سنة 1962.
في العقدين الأخيرين نشرت دراسات لقيادات إخوانيّة مستيقلة تعرّضت لدور التّنظيم السّريّ في الاغتيالات السّياسيّة ومحاولات الانقلابات..
– فالى أي مدى ينطبق ذلك على حركة النهضة؟
 بالنّسبة للتّنظيم الخاصّ أو التّنظيم السّريّ التّابع لحركة النّهضة أقدّر شخصيّا بداية تأسيسه في نهاية تسعينات القرن الماضي بتوجيه بعض الطّلبة الحاصلين على الباكالوريا والتّابعين للاتّجاه الإسلاميّ إلى الأكاديميّة العسكريّة التي تكوّن ضبّاط الجيش الشّرطة والحرس والدّيوانة في تكوين مشترك لمدّة سنتين وبعد ذلك يلتحقون بأسلاكهم .
هذا التّنظيم لم ينكشف إلاّ سنة 1987 بمناسبة المحاولة الانقلابية التي كانت معدة لـ8 نوفمبر من نفس السّنة. المسؤول عن التّنظيم آنذاك هو المرحوم صالح كركر وبعد خروجه من البلاد تولى المنصف بن سالم مسؤوليته.
 وقد كتبت رسالة استوضحه الأمر فردّ عليّ في 26 مارس2003 شارحا تفاصيل العمليّة. كان التّنظيم يشتمل على حوالي 164 عنصرا بين عسكريّين وأمنيّين وأعوان ديوانة ومدنيين. منصف بن سالم نشر كتابا في 2014 حول الموضوع ولم يخرج للمكتبات.
– وماذا عن «قنبلة  الأموال»؟
 أمّا بخصوص الأموال التي يقول عنها فتحي يكن أنّها القنبلة الموقوتة الثّانية فأمرها محاط بالسّريّة الكاملة من جمعها إلى التّصرّف فيها، فقليلون هم من يعرفون مصدرها وكيفيّة صرفها ومن يتصرّف فيها. ولعلّ أكبر دليل على ذلك غياب التّقارير الماليّة المفصّلة في مؤتمرات النّهضة..
-! لو تصفون لنا حركة النّهضة وتوضحون تاريخها وخفاياها وحقيقتها..
 بداية أقرّ بأنّني لم أكن أعرف حركة النّهضة حتى سنة 1991 كنت أعرف شخصيّا بعض قياداتها حتى قبل أن تنتظم في هياكل كـ«الجماعة الإسلاميّة» سنة 1974 ثم حركة «الاتجاه الإسلاميّ» في 1981 و«النّهضة» في 1988. احتككت بقواعدها في أفريل 1989 أيّام الحملة الانتخابيّة بولاية المنستير حيث كنت في «القائمة المستقلّة» التي ساندتها النّهضة ثم صادرتها.
في المنفى سنة 1991 بدأت أتعرّف على بعض قياداتها الوسطى وأطّلع على أدبيّاتها دون أن أحضر لهم اجتماعا خاصّا ورغم أنّي كنت حينها أساعدهم من خلال ملفات اللّجوء أو ملفات المساجين لم أدع أيّ مرّة لحضور مؤتمراتهم الثّلاثة التي نظّموها في الخارج في حين دعوا إليها معارضين لم يقدّموا لهم أيّ خدمة في يوم من الأيّام.
– ولم تم «استبعادك» من حضور المؤتمرات؟
 فيما بعد فهمت أنّ السّبب تصريحي في نوفمبر 1992 لمجلّة «ارابيس» الصّادرة بباريس قلت فيه: أنّ النّهضة قد خطّطت لمحاولة انقلابية سنة 1991، وأنّ راشد الغنّوشي بقي الرّجل المهيمن على النّهضة لأنّه المتصرّف في ماليتها. من علامات جهلي بماهية النّهضة حتّى ذلك التّاريخ أنّي دعيت في جويلية 1991 إلى واشنطن من قبل بعض المنظّمات الحقوقيّة منها «المعهد العربيّ الأمريكيّ» الذي يشرف عليه أمريكيون من أصل لبناني وخاصّة الإخوة James and John Zogby وبعد حديث طويل عن  الأوضاع في تونس سألني مدير المعهد: «كيف ترى النّهضة؟»
 – وبما أجبته؟
 قلت: «هي خليط من الحزب الشّيوعيّ والحزب الدّيمقراطيّ المسيحيّ الايطاليين، هي كالحزب الشّيوعيّ لأنّها أقدمت على تسوية تاريخيّة فأسقطت تطبيق الشّريعة من برنامجها والحزب الشّيوعيّ أسقط دكتاتوريّة البروليتاريا من برنامجه وهي شبيهة بالحزب الدّيمقراطيّ المسيحيّ ولكن دون فسادها الماليّ لأنّها تستند إلى قيم دينيّة».
 كان بجانبي يومها رضوان المصمودي وشخص آخر من النّهضة وأعتقد أنّ كلامي لم يعجبهما فلم يعلقا عليه. لكن بعد أيّام حدّثت في ذلك مسؤولا النّهضة بباريس فردّ عليّ بأنّي أخطأت التّقدير وأنّ النّهضة لم تتخلّ عن برنامجها في تطبيق الشّريعة..
– وهل تعتبرون أنّها قادرة فعلا على الالتزام بمبدأ التّخصص الذي أعلنت فيه فصلها عن الدّعويّ والسّياسيّ؟
ألاحظ أنّ النّهضة تحرّكت تقليديّا على ثلاثة مستويات: السّياسيّ والدّينيّ والعسكريّ /الأمنيّ. هل هي تخلّت عن نشاطها العسكريّ والأمنيّ وأوقفت سعيها للاندساس في الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة؟
أرجو أن توضّح ذلك إذ ما لديّ من معلومات يفيد العكس. وقضيّة فصلها السّياسيّ عن الدّعويّ والالتزام بمبدأ الاختصاص لا أصدّقها فيه كثيرا. ربما أبدأ في تصديقها لو يبدأ قادتها كراشد الغنّوشي وعبد الفتّاح مورو وغيرهما الالتزام بمبدأ الاختصاص فيختار كلّ منهما إمّا إمامة المصلين أو إرشاد المواطنين.
– على ذكر الإمامة والصلاة، حسب رأيكم ماهي علاقة حركة النهضة مع المؤسسات الدينية في تونس؟
 يجب أن نعلم أنّ كلّ المؤسّسات الدّينيّة الرّسميّة وشبه الرّسميّة من الإفتاء إلى وزارة الشّؤون الدّينيّة إلى الجامعة الزّيتونيّة والكلّيّات والمعاهد والجوامع والمساجد هي الآن تحت إشراف النّهضة وقد عرفنا مصير كلّ خارج عن بيت الطّاعة أكان إمام مسجد أو وزير شؤون دينيّة. من يضمن أن هؤلاء جميعا لا يتحولون إلى أبواق دعاية للنهضة وقت الانتخابات؟
ملاحظة أخيرة أسوقها فخلال السّت سنوات الأخيرة تضاعفت أعداد الملحدين والمرتدين عن الإسلام في تونس وفي غيرها من البلدان الإسلاميّة والمهجر وهذا في علاقة مباشرة بممارسات الإسلام السّياسيّ الإخوانيّ الوهّابيّ وغيره.
– كنت توجّهت برسالة إلى الرّئيس التّركي رجب طيّب أردغان طالبته فيها بالاحتفاظ بالإرهابيّين التّونسيّين الذين في بلده، فمن تحمّله مسؤوليّة تقوية الجماعات الإرهابيّة؟
في ماي 1998 دعيت لمساندة السيّد طيّب رجب أردغان رئيس بلديّة اسطنبول في قضيّة علقت به مع القضاء التّركي فكوّنت وفدا دوليّا وتحوّلنا لى اسطنبول لمناصرته، وكان لذلك الوقع الكبير عليه وعلى القضيّة.وفي ماي 2015 كتبت له رسالة مطوّلة دعوته فيها إلى الإقلاع عن مشروعه المدمّر للعالم العربيّ. ومنذ أيّام دعوته عبر رسالة ثانية إلى الاحتفاظ بالإرهابيّين التّونسيّين الذين انخرطوا في مشروعه ونجوا من الموت في تركيا كما فعل أجداده مع العسكريين التّونسيّين الذين شاركوا في حرب القرم ونجوا من الموت سنة 1853.
– لو تحدّثنا أكثر عن الرسالة الثانية التي وجّهتها الى أردوغان؟
 لماذا رسالة إلى الرّئيس الترّكي؟ تساؤل يحتاج التّوضيح، فتركيا وحزب العدالة والتّنمية ورئيسها كان لهم مشروع إحياء الخلافة العثمانيّة، مشروع يلتقي بالمشروع الأمريكيّ لإعادة تشكيل خارطة الشّرق الأوسط. يقتضي المشروعان البدء بإسقاط الجيوش الوطنيّة وتدمير الدّول الوطنيّة وتفكيك المجتمعات وتكوين إمارات دينيّة وطائفيّة وإيصال الإسلاميين  إلى الحكم.
 هذا ما أريد لمصر وتونس لكنّ المشروعين وجدا مقاومة، ولإنفاذهما في سوريا لجأ الأمريكان وأعوانهم من الوهّابيين والإخوان إلى الإرهاب فنفر إليها مئات الآلاف من الإرهابيين من كلّ بقاع العالم عبر منهم أكثر من 90 بالمائة من تركيا.
الآن وقد فشل المشروع كليّا في سوريا، خاصّة مع التّدخّل الرّوسي، أُمر الإرهابيون بالرّجوع إلى بلدانهم. وفي ما يخص الإرهابيين التّونسيّين الذين بدؤوا يرجعون إلى تونس منذ أكثر من سنة، أعتقد أن لا حلّ معهم إلاّ بالتّفاوض مع الدّولة التي جنّدتهم للاحتفاظ بهم لبضع سنوات ريثما تسترجع الدّولة التّونسيّة عافيتها وتستنبط السّبل الكفيلة للتّعامل معهم، هذا فحوى رسالتي إلى أردوغان وهدفها.
– وبرأيك ما علاقة أردوغان بحركة النّهضة؟
 تاريخيّا كان لرئيس النّهضة علاقات بأربكان الذي اتّهم أردغان بالعمالة في 2004 للصّهيونيّة، وعلاقته بأردوغان حديثة. هذا وقدّمت الدّعاية النّهضويّة الغنوشي على أنّه المنظّر الإسلاميّ الذي استلهم منه أردوغان مشروعه السّياسيّ وبناءه الاقتصاديّ والاجتماعيّ
وأعجب كيف أنّ فكرا قادرا على بناء دولة كتركيا يعجز عن بناء أو إصلاح دولة كتونس عندما آل الأمر إلى صاحبه لسنوات عدّة. النّهضويّون يعتبرون أردوغان مثلهم الأعظم وقد سمعت علي العريّض يقول في ندوة بألمانيا بحضور أنجيلا ميركل أنّه يتبع أنموذج حزب العدالة والتّنمية. الآن بدأ حماسهم لأردوغان يتراجع بعد فشله وبداية أفول نجمه وقد قرأت نصوصا تتنصّل من هذه العلاقة.
– هل يمكن لحركة إسلاميّة سياسيّة أن تكون حركة سلميّة ديمقراطيّة؟
بحسب تجربتي العمليّة وما أعرفه عن النّهضة وبعض الحركات الإسلاميّة الإخوانيّة المغاربيّة الأخرى تأكّد لي أنّ هذا صعب للغاية. قد يحدث مثل ذاك في النّهضة لو أقدمت على مراجعات عميقة في فكرها وتصرّفاتها الماضية واعترفت بأخطائها الكبرى، ومع هذا لا ينتظر مردود إلا بعد جيل وعندما يختفي المؤسّسون من السّاحة.
– هل تعتبرون أنّ فوز ترامب في الانتخابات الأمريكيّة وهزيمة الإسلام السّياسيّ في مصر وسوريا سيضعف الحركات الإسلاميّة في العالم العربي أم أنّه ينذر ببداية نهايتها؟
وصول ترامب إلى رئاسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة سيقلب الكثير من الموازين، ربّما لأنّه سيهتمّ بالشّأن الوطنيّ ويجنّب بلاده الاستمرار في سياستها العدوانيّة. لكنّ بعض تصريحاته عن وجوب إعادة استعمار إفريقيا لا تطمئن. والواضح أنّه لن يكون الدّاعم للحركات الإسلاميّة ولكنّه لن يتوانى في استعمالها إن اقتضت مصلحة الولايات المتّحدة ذلك.
فالإسلام السّياسيّ ليس بالظّاهرة المسقطة من فوق أو من الخارج، وتحالفاتها الخارجيّة والإقليميّة والدّوليّة ساعدت النّهضة في البداية على الوصول إلى الحكم ثم تراجع دورها لأسباب داخليّة. تذكّروا خسران النّهضة لحوالي ثلث الأصوات في انتخابات 2014، وأعتقد أنّ هذه الظّاهرة ستستمر.
أذكر أنّه ولد داخل النّهضة تيّار تزعّمه المرحوم صالح كركر الذي كان يدعو إلى التّخلّي عن عباءة الإسلام وإعادة هيكلة الحركة كحزب وطنيّ.
– هل تتنبّأ بنهاية الإسلام السّياسيّ في تونس؟ وما نظرتك لمستقبل بلادنا؟
حاضر تونس يحزنني، وأخشى أن يكون المستقبل أسوأ. بيد أنّ هناك أملا في  يقظة تحيينا أراها تنطلق من الانتصار السّوريّ على الموجة الاستعماريّة ومن الإسلام المعتدل الإنسانيّ الذي يصاغ هناك. إسلامنا في تونس لازال يغلب عليه الغضب.
-هل من رسالة توجّهها إلى راشد الغنّوشي؟
 أستاذ راشد :منذ 6 سنوات رئيس الجمهوريّة، الحالي وسلفيه، يحكم في قصر قرطاج ورئيس الحكومة يحكم في قصر القصبة وأنت تحكم في تونس غير أنّ حال تونس اليوم لا يختلف كثيرا عن توصيف محمد بيرم الخامس لحالها قبيل انتصاب الحماية الفرنسيّة «فلو رأيت ما عليه القرار لملئت رعبًا ولولّيت منه الفرار، من ذئاب تغتال وثعالب تحتال، مجتهدة في قلب الرّحال وتشتيت الرّجال، وثعبان شاغر فاه لابتلاع الأموال. فيا لها من حال يرثي لها من رام النّزال وتخرّ بشدّتها شامخات الجبال، افتضحت فيها ربّات الحجال، وهوت الإيالة إلى الزّوال وتمكن من القلوب الزّلزال وتقاربت الأجيال وانقطعت الآمال وعُدّ الصّلاح من المحال».
 أعرف أنّ الكثيرين من حولك يدفعونك دفعا إلى قصر قرطاج، حلم أدعوك إلى التّخلي عنه، وأن تدرس أمر انسحابك من الحياة السّياسيّة جدّيّا إذ فيه مصلحة تونس ومصلحتك ومصلحة عائلتك.

حاورته: منارة تليجاني

المصدر: الجمهورية