شاه البنزرتي وبن أحمد.. ورقعة الشطرنج

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / البنزرتي وبن أحمد.. ورقعة الشطرنج / Video Streaming

قبل شهر من هذا الزمن تقريبا نزل عفو شامل من جامعة كرة القدم بردا وسلاما على المدرب فوزي البنزرتي وطبيب الترجي ياسين بن أحمد وكذلك عدد من لاعبي الملعب التونسي الذين تمّ شطبهم نهائيا من النشاط الكروي مع عقوبة ابعاد مدتها سنتان على الاسمين المذكورين في المقام الأول..
حينها حلّل كل طرف رؤيته للتنقيحات الجارية وفق منظور وقراءة خاصّين قبل أن تحمل الساعات القليلة الفارطة تطورات جديدة بحصول اتفاق بين ادارة الترجي الرياضي والمدرب فوزي البنزرتي ليتولى الأخير خلافة زميله عمار السويح على رأس المقاليد الفنيّة للأحمر والأصفر في انتظار شروعه رسميا في مهامه..
الخبر تقبله البعض على أنه استجابة وتطبيق لمبدأ العرض والطلب في سوق كرة القدم المحترفة والتي تتيح بين الفينة والأخرى عقد كلّ أطياف الصفقات الممكنة خاصة أن البنزرتي يوجد في حلّ من كلّ ارتباط بعد انفصاله عن “ليتوال”..وبذلك فان العقد كان مرتقبا بعد اتاحة كلّ الترتيبات الممكنة لابرامه وفق تطورات حصلت سرّا وعلانية في الأونة الأخيرة..
البنزرتي سيعود اذن الى الحديقة التي دخلها وغادرها مرارا أحيانا بالودّ وطورا بالاكراه بناء على تراكمات وتصعيد أسفرا عن الانفصال، غير أن الكيفية التي يحلّ بها هذه المرة تختلف عن سابقاتها في ظلّ وجود احترازات سبقت تقديمه الرسمي وصارت تتعاظم منذ رواج خبر عودته الى الترجي.
الاشكال الكامن هذه المرة سببه ما جدّ في حلقتين منفصلتين خلال شهري ماي وأوت من العام الفارط بين البنزرتي وبن أحمد الصديقين الحميمين واللذين تحوّلا الى عدويّن لدودين تبادلا السباب والشتائم والتدافع بين “حلبتي” رادس وسوسة مما أسفر عن معاقبتهما..قبل أن تحملهما الأقدار مجددا الى العمل سويّا في نفس الفريق خلال الفترة القادمة والتي سيجلس خلالها المدرب والطبيب على دكّة بدلاء واحدة وسيتشاور كلّ منهما مع الثاني حول جاهزية هذا الاسم أو ذاك وغيرها من المسائل الروتينية في التعامل اليومي صلب فريق لكرة القدم..
ما يرتقب حدوثه بين “الكوتش” والذكتور يحمل بين طيّاته عديد العبر والرسائل عن ضرورة الاتزان والرصانة في التعاملات والتصريحات بين الرياضيين طالما أن رقعة الشطرنج قابلة لعديد التغييرات والتحويرات في زمن وجيز وبامكانها أن تتّسع للجميع بما في ذلك الخصوم والأضداد..
الحاجز البسيكولوجي المنتصب في طريق “موسيو بريسنغ” يعدّ شبيها لما جدّ للجزائري هشام بلقروي في الصائفة الفارطة حين اصطدم برفض جماهيري لقدومه جراء استفزازه للترجيين في مقطع فيديو..ولذلك فان بلقروي أعاد الخطيئة بشتمه لفريقه السابق وهو النادي الافريقي لاصلاح خطأ أول مع فريقه الحالي.
كلّ هذه السيناريوهات تثبت أن “النفاق الرياضي” بات الخصلة الأبرز التي تطبع سير الأحداث في كرتنا، فكم من لاعب اضطرّ لمناقضة نفسه وتصريحاته ومواقفه السابقة تزلّفا وتودّدا لجماهير النادي الذي ينتقل اليه..وما من شكّ أن مثل هذه المآزق ستنبّه الكثير من صنّاع “الشو” في المشهد الرياضي بتونس الى تعديل الرمي حتى لا يكتووا بنيران أوقدتها حماقاتهم وانفعالاتهم من ملعب الى آخر وبين تصريح اعلامي ونقيضه..

 طارق العصادي

المصدر: الجمهورية