شاه ڈزيارة رئيس الجمهورية لولاية قفصة: العكرمي يثمّن وعمروسية ينــدّد

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / ڈزيارة رئيس الجمهورية لولاية قفصة: العكرمي يثمّن وعمروسية ينــدّد / Video Streaming

 أثارت زيارة رئيس الجمهورية لولاية قفصة تزامنا مع الذكرى السادسة ليوم 14 جانفي العديد من ردود الفعل بين مثمّنين لها ولمجموعة القرارات التي أعلن عنها الباجي قائد السبسي لفائدة الجهة وبين ناقدين لها ومستنكرين للإجراءات المعلنة التي اعتبروها لم تات بالجديد لجهة تنتج الثورة وتجني الفقر والتهميش على حدّ تعبيرهم..
أخبار الجمهورية ارتأت في هذا الإطار الاتصال بوجهين سياسيين من أبناء الجهة لرصد موقفيهما حول هذه الزيارة فكان التالي..

لزهر العكرمي: زيارة ناجحة وجماهيرية وفيها الكثير من الأمل

في البداية كان لنا اتصال مع الأستاذ لزهر العكرمي وهو من قياديي نداء تونس وكان في الوفد الذي رافق رئيس الجمهورية إلى ولاية قفصة وغادر معه في نفس الطائرة التي تنقل بها، حيث أكّد لنا العكرمي وهو أصيل الجهة أنّ زيارة الباجي قائد السبسي كانت ناجحة وجماهيرية واتت ثمارها كاملة رغم التشويش المنظم الذي وقع ولم يؤثر عليها على الإطلاق على حدّ تعبيره..
واعتبر العكرمي في ذات السياق أن عملية التشويش «المنظّمة» ليس هنالك أيّ مفردة للردّ عليها إلا بالقول أن ما حدث «عيب» ولا يليق لا بالحياة السياسية ولا بأهالي قفصة ولا بأسلوب التعامل الحضاري في العمل السياسي وهي عملية لها خلفيات سياسية محضة..
وقال محدّثنا إنّ زيارة رئيس الجمهورية إلى قفصة بمناسبة إحياء ذكرى 14 جانفي كان فيها الكثير من الأمل وما كان يقال سابقا إن جهات الداخل لا يستمع إليها احد ولا يذهب أو يتّصل بها احد كان من الماضي، مشيرا إلى أن الزيارة كانت في اتصال مباشر بأهالي قفصة عبر ممثلي رئيس الجمهورية وليس فردا فردا على حد تعبيره..
وحول جملة القرارات التي أعلن عنها رئيس الدولة لفائدة جهة قفصة، أكّد العكرمي أن القرارات اتخذتها الحكومة ووقعت مناقشتها في مجالس وزارية وضمن النسق الحكومي العادي من بينها رصد مبلغ يقدر بـ180 مليون دينار لفائدة مستشفى بالجهة فضلا عن تحلية مياه البحر وتعويضها بالمياه الجوفية في قفصة، مشدّدا على انّ الاقتصاد هو جزء من الأمن القومي الذي يحرسه رئيس الجمهورية الذي أعلن في هذا الإطار عن جملة من القرارات والإجراءات لفائدة الجهة خلال اتصاله المباشر بالأهالي ..

عمّار عمروسية: زيارة في جنح الظلام وفاشلة على جميع المستويات

زيارة رئيس الجمهورية لقفصة ولئن أكّد لزهر العكرمي نجاحها الكبير ونوّه بنقاطها الإيجابية فإنّ النائب عن الجبهة الشعبية عمّار عمروسية وهو أيضا أصيل جهة قفصة كانت له وجهة نظر مغايرة ومتناقضة تماما لما صرّح به العكرمي، حيث شدّد عمروسية في تصريح خصّ به أخبار الجمهورية على أنّ هذه الزيارة كانت فاشلة على جميع المستويات وأنّها أتت في سياق احتقان اجتماعي متنام وحركة اجتماعية متصاعدة خاصة في المناطق الأكثر تهميشا مثل سيدي بوزيد والقصرين وقفصة..
وقال أن تزامن الزيارة مع الذكرى السادسة للثورة التونسية ساهم في شعور الأغلبية الساحقة من الشعب التونسي انّه تم غدر طموحاتهم وقبر أحلامهم وأهداف الثورة، زيادة على أن شهر جانفي يختصر تاريخ تونس وشعبها من اجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وضد الظلم والاستبداد في عدد من المحطات التاريخية التي تعكس مقاومة هذا الشعب وفق تعبيره..
 في ذات مداخلته أكّد عمروسية أنه لم يتم مطلقا التشاور حول زيارة رئيس الجمهورية مع أعضاء مجلس النواب وهو من بينهم ولا أيضا في القرارات، مشيرا إلى أن الأدهى من هذا هو سهر نجل رئيس الجمهورية حافظ قائد على تنظيم هذه الزيارة من ألفها إلى يائها قبل أن تؤدى بأسبوع قائلا إنّه «يكاد يكون الفاتق الناطق قبل السلط الجهوية وقبل نواب الشعب» وهو ما اعتبره تداخلا بين العائلة والدولة..
وأضاف محدّثنا قائلا انّه بناء على هذه الأسباب قررت الجبهة الشعبية مقاطعة هذه الزيارة معتبرة إياها طعنة جديدة لجهة قفصة على حد تعبيره، مشيرا إلى انّ زيارة الباجي قائد السبسي إلى قفصة رافقتها احتجاجات متواصلة خاصة في الأحياء المعروفة بتسجيل نسب بطالة مرتفعة وفقر مدقع..
وقال متابعا مداخلته إن «رئيس الجمهورية لم يزر قفصة بل تنقل في أجوائها ففي سابقة أولى من نوعها تنقل رئيس الجمهورية من مطار قفصة إلى مناطق معينة ولم يدخل مركز الولاية نظرا لتواصل الاعتصامات ونصب الخيام منذ أكثر من عام ونصف»، معتبرا انّ سبب عدم دخول السبسي الى مركز الولاية سببه علمه ويقينه بحجم الهوة العميقة بينه وبين أهالي قفصة.
في الختام وصّف النائب عمّار عمروسية ان زيارة رئيس الجمهورية إلى قفصة بزيارة في «جنح الظلام» ولم تكن مباشراتية مع المواطنين وجوبهت بالغضب الشعبي، متسائلا عن أي جديد لأهالي منطقة تنتج الثروة وتجني الفقر والتهميش..

ملخّص لزيارة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لولاية قفصة

– زيارة لوحدة انتاج، مغسلة، تابعة لشركة فسفاط قفصة بالمتلوي واستعراض لنشاط الموقع والانصات لمشاغل الأعوان والاطارات، وقد إذن رئيس الدولة بـ:
1- الترفيع بـ25 % في تدخلات شركة فسفاط قفصة لتمويل التنمية الإقتصادية والإجتماعية بالجهة، بالرغم من عدم تحقيقها لمرابيح، ومراجعة ذلك بالترفيع، في صورة تواصل إرتفاع نسق الإنتاج بما يمكّن الشركة من تحقيق نتائج إيجابية.
2- تخصيص قطار من الجيل الجديد لنقل المسافرين على الخط الحديدي الذي يربط ولاية قفصة بتونس العاصمة.
3- دعوة شركة فسفاط قفصة لإتخاذ التدابير الضرورية لنقل المغسلة الحالية الموجودة في المتلوي وإنشاء المغاسل الجديدة خارج المناطق العمرانية بما يمكن من تحسين الوضع البيئي وإستعمال المخزون العقاري لمشاريع عمرانية جديدة لفائدة الجهة ويشمل هذا الإجراء مختلف معتمديات الحوض المنجمي.
4- دعوة شركة فسفاط قفصة للتسريع بإحداث محطة تحلية مياه البحر لتوفير وجلب حاجياتها من الماء لمراكز إنتاجها قصد المحافظة على الموارد المائية بالولاية وتوجيه الآبار التي تستعملها حاليا لمياه الشرب وللفلاحة..
– زيارة للمنطقة الصناعية الجديدة بالمظيلة والمجمع الكيمياوي أين تمّ :
1- وضع حجر الاساس لمشروع NUTRIPHOSS لتثمين منتجات مشتقات الفسفاط المعلن عنه في إطار المبادرة الإقتصادية لرئيس الجمهورية خلال لقاء الرئيس يوم 24 نوفمبر 2016 بمستثمرين تونسيين وهو إستثمار بـ 18 مليون دينار سيمكن من إحداث 320 موطن شغل.
2- توقيع اتفاقيات تمويل وتشجيع للمبادرات الخاصة بين شركة فسفاط قفصة والبنك التونسي للتضامن وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسّطة لإحداث 1000 مشروع يمكن من خلق حوالي 3000 موطن شغل.
3 – الاعلان عن تحمّل الدولة لكلفة ربط المنطقة الصناعية بالمتلوي بالغاز الطبيعي بما سيمكن خاصة من تزويد معمل سوموسان بالمتلوي بالغاز الطبيعي وإعادته للنشاط المتوقف منذ سنة 2012 ومن توفير 250 موطن شغل.
– زيارة للمنطقة الفلاحية بقفصة الشّمالية
تمّ الاعلان على مشاريع فلاحية جديدة والإطلاع على المشاريع المبرمجة والدعوة إلى تسريع إنجازها ووضع جدول زمني لمتابعة تنفيذها ومن أهمّها مشروع بكلفة 111 مليون دينار يمتد على مساحة 30 ألف هكتار.
– إستقبال لعائلات شهداء إنتفاضة الحوض المنجمي 2008 والإشراف على موكب توسيم تأكيدًا على أهميّة نضالات أبناء قفصة في مختلف المحطات وعلى الدور الريادي لمناضلي الرديف والحوض المنجمي.

اعداد: منارة تليجاني

المصدر: الجمهورية