شاه تُنشر لأول مرة /الأسباب الحقيقية التي كانت وراء التفكير في انقلاب 7 نوفمبر والمكان الذي تم التخطيط فيه للإنقلاب ودور كمال اللطيف في العملية

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / تُنشر لأول مرة /الأسباب الحقيقية التي كانت وراء التفكير في انقلاب 7 نوفمبر والمكان الذي تم التخطيط فيه للإنقلاب ودور كمال اللطيف في العملية / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": ورد في كتاب "مسار عسكري بين الواجب والأمل" للجنرال حبيب عمار، الذي سينشر قريبا، تفاصيل تكشف لأول مرة حول التخطيط لتنفيذ انقلاب 7 نوفمبر 1987 والعوامل المساهمة فيه وتفاصيل التنفيذ.

وكشف الجنرال حبيب عمار أن الأحداث الإرهابية التي شهدتها عدد من النزل في سوسة والمنستير (حنبعل بالاس وصحراء بيتش) يوم 3 أوت 1987 مثلت منعرجا حساسا، حيث عرفت على إثرها البلاد عدة تغيرات واحتدما للصراع بين نظام بورقيبة والإسلاميين (حركة الاتجاه الاسلامي ورئيسها راشد الغنوشي) الذي حوكم في 27 سبتمبر بالسجن المؤبد، إلا أن الرئيس بورقيبة ألحّ على زين العابدين بن علي، وزير الداخلية حينها، أن "يأتيه برأسه" إلى أن أصبح رئيسا للوزراء في 2 أكتوبر في السنة ذاتها.

وقال عمار في شهادته أن "القطرة التي أفاضت الكأس" في الخلاف بين بن علي الذي رفض قتل الغنوشي بتعلّة تجنب "حمام دم" وبورقيبة الذي يصر على تصفيته، كانت يوم 25 أكتوبر، عندما أخبرت إبنة أخت الرئيس بورقيبة سعيدة ساسي عن نية خالها عزل وزيره الأول بن علي.

وبيّن الجنرال الحبيب عمار أن بن علي اتصل به في تلك الليلة على الساعة الواحدة والنصف وطلب منه لقاءه في منزله، فوجد كلا من الهادي بكوش وصديقيه كمال اللطيف ومحمد شكري والجنرال عبد الحميد الشيخ مجتمعين حول طاولة بلاستيكية، وقد كان بن علي حينها متشنجا وقلقا، فأعلن محمد شكري عن سبب تشنج الوزير الأول وهو نية بورقيبة عزل بن علي لأنه لم يخلصه من الغنوشي، حينها تكلم بن علي وقال إنه ينوي الاستقالة لأنّه لا يرغب في أن تتم إزاحته بهذه الطريقة، لكن كمال اللطيف أقنعه بالعدول عن هذه الفكرة.

وفي اليوم الموالي إلتأم اجتماع وزاري في ظروف عادية ولم يقدم بورقيبة على عزل بن علي فبدت عليه علامات الارتياح، فذكّره الجنرال حبيب عمار بما قاله بورقيبة للرئيس الجزائري الشاذلي بن حديد عندما زاره في المستشفى قبل سنوات بعد تعكر حالته الصحية:
"هنيني على تونس"، في إشارة إلى أن بورقيبة قلق بشأن مستقبل البلاد بعد وفاته، وأنه لا يثق في من حوله، ومن هنا ظهرت فكرة "الانقلاب" بين الجنرال عمار وبن علي .

وفي هذه الأثناء تتالت الاجتماعات الثنائية بين الرجلين في منزل خاص بسكرة، حيث وصلت إلى بن علي أخبار مفادها أن الإسلاميين يُعدّون لإنقلاب عسكري يوم 8 نوفمبر 1987 بمناسبة عيد الشجرة، فقررا التنفيذ يوم 7 نوفمبر حيث كانا حسب تقديره في سباق ضد الزمن لتجنيب تونس حمام دم، ومن ثم اتفقا على أن الفصل 57 من الدستور سيكون الحجة لإزاحة بورقيبة، وأعلما الهادي البكوش بالمخطط.

وننشر بعد قليل تفاصيل عملية الانقلاب.