شاه نجل الزعيم حشاد يكشف معطيات حصرية عن تورط هذا “التونسي“ في جريمة الاغتيال..ونفوذ شارون الذي عطّل سير المحاكمات

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / نجل الزعيم حشاد يكشف معطيات حصرية عن تورط هذا “التونسي“ في جريمة الاغتيال..ونفوذ شارون الذي عطّل سير المحاكمات / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة والستين لاغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد، كان لأخبار الجمهورية حديث خاص مع نجله السيد نورالدين حشاد للتطرّق إلى العديد من المسائل الهامة المتعلقة بمسيرة الزعيم ومستجدات قضية اغتياله فكان ما يلي..
في البداية وحول الحديث عن البصمة التي تركها الزعيم الوطني فرحات حشاد والتي لم يتحدّث عنها هامش من التاريخ التونسي، أكّد لنا نورالدين حشاد أنّه وفي إطار بروز الزعامات والشخصيات الوطنية في كل عشرية شهدتها تونس في فترة الاستعمار أكّد لنا أنّ صورة ورمزية الزعامة في سنة 1951 كانت ممثّلة في كل من الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف وفرحات حشاد الذين اعتبروا زعماء قيادة الحركة الوطنية التونسية آنذاك..

حشاد كان جاهزا لتحمّل الأمانة..

وأضاف نورالدين حشّاد أنّ بروز الثلاث الزعماء الثلاثة على الساحة آنذاك أدّى إلى اشتداد المعركة وتصاعدها إلى أن وصلت إلى المعركة الحاسمة خلال جانفي 1952 ولم يكن أمام المستعمر الفرنسي من خيار إلاّ إيقاف وإبعاد عدّة زعماء مثل الحبيب بورقيبة والمنجي سليم والهادي شاكر وكل القيادات الوطنية..
وتابع محدّثنا قوله أنّه ونظرا لما ارتكبته القوى الاستعمارية في حق الزعماء الوطنيين من إيقاف وإبعاد، وجد الزعيم الشهيد فرحات حشاد نفسه مؤتمنا على الحركة الوطنية التونسية في مقاومة الاستعمار خاصة في تلك المعركة الحاسمة التي انطلقت منذ 18 جانفي 1952..
وأكّد أن الزعيم فرحات حشاد كان جاهزا من جميع النواحي لذلك الايتمان خاصة وانه زعيم للحركة الوطنية فضلا على القدرة التي كان يمتلكها في التأثير على باي تونس قائلا انّه كان ممثلا للوحدة الوطنية وبانيها فكيف لا وهو الذي نطق وصرخ بعبارات لن تنساها تونس والتي أصبحت شعارات وطنية خالدة مثل شعار «أحبك يا شعب» الذي أصدره وصرخ به منذ نوفمبر 1950..

المقاومة المسلّحة...

وفي إطار تطرّقه إلى الحديث عن المقاومة المسلّحة التي أكّد انّ الزعيم الوطني فرحات حشاد هو الذي أسسها وأصبح قائدا لها بمختلف أرجاء البلاد، تحدّث نورالدين حشّاد عن القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للمستعمر الفرنسي والممثّلة في الكمين الذي نفذه ونصبه المقاومون والمجاهدون بقابس وذلك في 15 نوفمبر 1952 ضدّ الجيش الفرنسي في الجهة وتم على إثره مقتل 5 جنود استعماريين..
ونظرا لشراسة المقاومة الوطنية لم يجد المستعمر الفرنسي أي سبيل وبدّ إلا التخلص من الزعيم فرحات حشاد للعديد من الاعتبارات الخاصة به من بينها كسب الوقت دعما لاستمرارية الاستعمار وفق ما بينته وثائقهم فضلا عن رغبتهم في التخلّص من الزعيم فرحات حشاد..

الكرامة قبل الخبز...

وفي معرض حديثه وفي سياق سرده لوقائع تاريخية لمسيرة زعيم وطني مثّل رمزا خالدا لتونس وشعبها، قال محدّثنا انّ فرحات حشاد كان قائد الحركة الوطنية كلها وهو في عنفوان عطائه وشبابه ورغم درايته بكل التهديدات القائمة تجاهه خيّر التضحية من اجل بلاده مهما كان الثمن لانّ الاستعمار مثّل بالنسبة إليه قضية شخصية ومعنوية بل قضية كرامة فكيف لا وهو الذي قال إن «الكرامة قبل الخبز»..

والاغتيال المر...

وفي نفس السياق أكّد نورالدين حشّاد أنّ النبتة التي زرعها الزعيم الشهيد أثمرت، حيث ساهم اغتياله غدرا بتلك الطريقة الشنيعة وهو أعزل من قبل دولة بأكملها ساهم في اندلاع الشرارة وبث النقمة في صفوف الشباب التونسي الذي صعد إلى الجبال للقتال لتأخذ بذلك المقاومة منحى آخر فحكم بذلك الاستعمار على نفسه بالهزيمة والخروج من تونس ولو بعد سنوات من اغتيال الزعيم..
وشدّد نورالدين حشّاد على أنّه ورغم عدم وجود الزعيم الوطني في تونس الجديدة إلا أن روحه بقيت مرفرفة وراعية لمقاومة الاستعمار، فضلا عن بقاء مقولاته وكتاباته الخالدة ومشروعه الذي جهّزه لتونس ما بعد الاستقلال بعد تخليصها من براثن الاستعمار وهو مشروع سياسي وثقافي واقتصادي واجتماعي متكامل...

تونسي ضمن المتورّطين الخمسة في اغتيال الزعيم الشهيد !

أما في ما يتعلق بعملية اغتيال فرحات حشاد وآخر تطورات الملف، فقال المتحدّث أنّه ومنذ تقريبا أكثر من سنة وبعد تحصله على وثائق خاصة من جهات تونسية من تونس ومباشرته لأرشيف الجيش الفرنسي لتلك الفترة الاستعمارية وبعد جهود كبيرة توصل إلى جزء مهم من الحقيقة، وهو أنّ الدولة الفرنسية وبعض أعضاء حكومتها آنذاك هم من خططوا وأعطوا التعليمات لقتله، ولا وجود لما يعرف بعصابة اليد الحمراء ولا غيرها من التسميات بل هي جريمة دولة مكتملة الأركان..
كما أكّد لنا محدّثنا أنه تمكّن من التعرف على هوية وأسماء من قاموا بتنفيذ عملية الاغتيال وهم 5 أفراد فضلا عن توصّله إلى استبيان كيفية قيامهم بذلك العمل الإجرامي الحقير، كاشفا في معطى «صادم» أنّ من بين المتورطين الخمسة تونسيا كان يشتغل عون حراسة وكانت مهمته التتبع والرصد وقد ساعده في انجاز مهمته تماهيه بأنه عامل بسيط وخاصة أنه تونسي..

تدويل القضية؟

وحول إمكانية تدويل قضية اغتيال الزعيم فرحات حشاد ورفعها إلى القضاء الدولي، أفادنا محدّثنا أنه لا وجود في القانون الدولي لمحكمة مختصة بهذا الشأن عدا محكمة دولية واحدة في بلجيكيا خصّصت لجرائم مرتكبة ضد الإنسانية وقد تم انشاؤها سنة 2001 مشيرا إلى انّه حاول عبر الاتصال بمحام بلجيكي مدّه أثناء تواجده بالقاهرة بجميع الوثائق التي بحوزته وحاول تقديم قضية ضد فرنسا ورفعها إلى المحكمة المذكورة خاصة وأنّ الوثائق التي بحوزته يمكن لها أن تثبت أن ما وقع تجاه حشاد يعتبر جريمة ضد الإنسانية فاغتياله كان اغتيالا للشعب التونسي بأكمله وتجنيا على سلطة الباي الممثلة آنذاك على حد تعبيره..

شارون على الخط..

وتابع محدّثنا «للأسف وأثناء انطلاقنا في مباشرة القضية وقع حدث قلب الموازين وهو أن بعض البلجيكيين من أصل فلسطيني رفعوا قضية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون أمام المحكمة المذكورة وبعد أن قامت قيامة العالم بسبب هذه القضية ونظرا للأطراف النافذة التي تقف وراء شارون تمت ممارسة ضغوطات على الحكومة البلجيكية ليتمّ إلغاء هذا النوع من القضاء فخسرنا جميعا»..
في المقابل أفاد محدّثنا أنّ هنالك فرضية للقيام بخطوة كبيرة بشأن قضية اغتيال الزعيم الشهيد وهي أن يقوم القضاء التونسي بتبنيها، ويتقدم بشكاية ضدّ الأطراف المتورّطة خاصة انّ هذا يمثّل واجبا تجاه تونسي وزعيم وطني تم اغتياله على الأراضي التونسية فضلا عن توفّر كل الوثائق اللازمة وهويات المورطين وأسمائهم..

حان الوقت...

واعتبر محدّثنا أنّ المشكل هو أنّ الدولة المستقلة التونسية التي قتل من اجلها فرحات حشاد لم تقم بواجبها إزاء هذه القضية وكل القضايا المشابهة الأخرى من جرائم الاستعمار في تونس لذا حان الوقت من اجل تونس الجديدة وشبابها كي يأخذ القضاء التونسي هذا الملف على عاتقه ويقوم بالإجراءات اللازمة، وان يحاكم المتورطين أحياء كانوا أو أمواتا وحتّى ترى فرنسا نفسها في المرآة كدولة مستعمرة مارست جرائم بحق الإنسانية وتعترف بتاريخها السيئ وهو ما سيعود عليها بالفائدة وعلى شعبها قبل أن يعود بالفائدة علينا وفق تعبيره..
وفي ذات السياق أكّد نورالدين حشّاد انّ سنة 2017 ستكون سنة زاخرة خاصة في ظل المعطيات الجديدة التي تحصل عليها في ما يخص قضية الزعيم الشهيد الذي خدم البلاد حيا كما خدمها ميتا وفق تعبيره..

عبر بالجملة للتونسيين

وحول العبر التي يجب على التونسيين استخلاصها من المسيرة الخالدة للزعيم فرحات حشّاد قال نجله ان الشهيد ترك إرثا حيا ملموسا للمجموعة الوطنية يتجسد أساسا في المنظمة الشغيلة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يعدّ مكسبا لتونس ولم يحد عن دوره الذي رسمه له فرحات حشاد كمنظمة نقابية وطنية في دفاعها عن الشغالين والطبقات الاجتماعية الضعيفة..
ومن الأفكار والمبادئ الخالدة ومن العبر التي خلّفها الزعيم الوطني وفق ما تحدّث به نجله هو الشعارات الخالدة التي أصدرها وأصبحت مرجعا لكل التونسيين مثل «احبك يا شعب» و«الكرامة قبل الخبز» و«التضحية أساس النجاح» و«إلى الإمام المستقبل لنا» فضلا عن المكسب الذي يجب على شباب تونس إن يفخر به وهو الاقتداء بمسيرة الزعيم الوطني فرحات حشاد الزاخرة والشابة حيث انّه بدأها في ريعان الشباب وتوفي عن عمر يناهز الـ 38 سنة..

هذا كما أكّد نجل الزعيم فرحات حشاد انّ الشهيد كان له إيمان كبير وخاص بالأممية وبضرورة توحيد المغرب العربي فضلا عن إيمانه بفكرة اتحاد شمال إفريقيا، مشدّدا على انّه وفي ظرف 8 سنوات (بدا مسيرته في الاتحاد عن عمر 30 سنة وتوفي وعمره 38 سنة) تمكن هذا النجم الساطع الذي مر في سماء تونس سريعا أن يكون له زاد كبير أفاد به البلاد والعباد..

الجمهورية