علاقة سهام بن سدرين بكتلة حركة نداء تونس لم تتوتر اثناء جلسة المصادقة على ميزانية هيئة الحقيقة والكرامة التي تترأسها بل اصل الخلاف يعود الى ما قبل ذلك وتحديدا بعد فوز مرشّح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي برئاسة الجمهورية حيث لم يمض اكثر من شهرين وتوجّهت بن سدرين الى رئاسة الجمهورية في شهر ديسمبر محاولة الحصول على ارشيف المؤسسة في علاقة بجمع المعطيات ذات العلاقة بالعدالة الانتقالية .
بداية الخلاف
رفض الباجي قائد السبسي تمكينها من الارشيف و فُتحت حينها المنابر الاعلامية لمناقشة هذا الملف و اشتعل الخلاف بين الطرفين .. هذا الخلاف امتد الى منافشة ميزانية الهيئة السنة الفارطة ثم السنة الحالية باكثر توتر خاصة بعد دخول نواب النداء ونواب اخرين من مختلف الانتماءات الحزبية في لي ذراع مع رئيسة الهيئة سهام بن سدرين التي رفضت الحضور للبرلمان اكثر من مرة ثم تخلّفت عن الجلسة الاولى لمناقشة ميزانية الهيئة لتُجبر على حضور الجلسة في موعدها الثاني بعد تاجيلها اول مرة .
تحولت الجلسة الى مساحة لـ"حرب كلامية"مفتوحةبين نواب النهضة ونواب النداء ورئيسة الهيئة سهام بن سدرين ,وانتقل مضمون الجلسة من مناقشة المخصصات المالية للهيئة الى محاكمة سياسية لبن سدرين تم خلالها الاشارة الى عدد كبير من التجاوزات التي قامت بها بن سدرين وتدخل في خانة شبهات الفساد ... وتصدّر نواب نداء تونس المشهد .
مداخلات نواب النداء
بالرغم من محاولة نواب النهضة الالتفاف حول الهيئة وبن سدرين وتقديم الدعم اللازم لها الا ان نواب النداء استطاعوا احراج بن سدرين بعدد من الاسئلة التي طالت التصرف في المال العام و شبهة المحسوبية في التعيينات داخل الهيئة ... وارتفعت اصوات نواب النداء استنكارا واستهجانا ورفضا لاغلب ما يحدث داخل الهيئة وخارجها .
نواب النداء كانوا "راديكاليين" في علاقتهم ببن سدرين فحتى اثناء تقديمها للاجابات حول الاسئلة التي القيت عليها غادروا مقاعدهم ,ثم تدخّل رئيس الكتلة سفيان طوبال وقال ان مقاطعتهم سببها الاساسي اعتماد بن سدرين لعدد من المصطلحات التي يرفضها نواب النداء وعلى رأسها كلمة "كذب " التي اعادتها مرات كثيرة .. نواب النداء الذين غادروا مقاعدهم التقوا نواب كتلة الحرة الذين قاطعوا ايضا مداخلة بن سدرين بسبب ما اعتبروه "مراوغة " و تهربا من الاجابة عن الاسئلة ..وهو نفس الموقف الذي دافع عنه نواب افاق تونس .
التقى نواب الاحزاب المغادرة لقاعة الجلسات العامة وتم التنسيق على تصويت سلبي موحّد على ميزانية هيئة الحقيقة والكرامة لكن قبل دخول قاعة الجلسات العامة بدقائق اتصل رئيس الحكومة يوسف الشاهد بقيادات كتلة النداء وطلب التصويت على ميزانية الهيئة ايجابيا حتى لا تحدث اشكالات في ميزانية الدولة .
اتصال الدقائق الاخيرة
اتصال الشاهد غيّر وجهة تصويت نواب النداء الذين تخلّوا عن فكرة التصويت السلبي على ميزانية الهيئة وادراجها في سياق «النفقات الطارئة» وهو الخيار الذي كان يتبناه نواب النداء حيث يتم ادراج ميزانية الهيئة في هذا الباب ويتم تمكينها من المبالغ المالية التي ترغب فيها كلّما طلبت وبشكل معلّل , وصوت معظمهم لصالحها ..وهذا ما يُفسر ارتفاع عدد الاصوات التي وافقت على ميزانية الهيئة .. لكن تغيير وجهة التصويت تسببت في اشكال مع الاحزاب التي تم الاتفاق معها على اسقاط ميزانية الهيئة .
صوت نواب كتلة الحرة سلبيا على ميزانية هيئة الحقيقة والكرامة في حين اكّد نائب افاق تونس علي بالنور ان نواب افاق لن يصوتوا على هذه الميزانية ,وخلّفت نتائج التصويت استياء من نواب النداء الذين كان تصويتهم مخالفا كليّا لمداخلاتهم ولما تم الاتفاق عليه .
الشروق