ذكرت رجاء بن سلامة مديرة المكتبة الوطنية أن شيخا يدعى الأخضر العبيدي تبرع بمكتبته الخاصّة لصالح المكتبة الوطنية. واضافت أن المواطن سلمها رسالة بخطّ يده كتب فيها وصيّته بشأنكتبه.
وكتبت رجاء بن سلامة ما يلي:
“الشّيخ الأخضر العبيدي وكتبه
أقصّ عليكم حادثة، ليست في الحقيقة الأولى من نوعها. جاءني هذا الصّباح بعض أعوان المكتبة الوطنيّة يقولون لي إنّ شيخا طاعنا في السّنّ لا يكاد يقدر على المشي والكلام، يريد أن يراني ليتبرّع بمكتبته الخاصّة للمكتبة. نزلت إلى الطّابق السّفليّ لألتقي به، لأنّه لا يستطيع صعود السّلّم. قدّم إليّ قائمة من كتبه بخطّ اليد. تجشّم أعباء الرّحلة المضنية لشيخ مثله، من بيته في باردو إلى شارع 9 أفريل. كأنّه يسابق الزّمن. وسلّمني رسالة بخطّ يده كتب فيها وصيّته بشأن هذه الكتب.
ماذا أقول؟ كم هي معطاء هذه البلاد. فبقدر ما أنجبت الأنانيّين واللّصوص والمتهرّبين من الضّرائب والسّماسرة، أنجبت أمثال الشيّخ الأخضر. وهم كثيرون حتّى وإن كانوا خارج المشهد.
سنكون أوفياء لوصيّتك أيّها الشّيخ الذي يتّسع قلبه لمحبّة كلّ التّونسيّين.
ستكون زيارتك الصّباحيّة هذه أجمل ذكرياتي بهذه المكتبة”.
المصدر: الجمهورية