الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت 17 ديسمبر 2016 لم تكن عادية في ولاية القصرين حيث شهدت منطقة الهروبة التابعة لمعتمدية حاسي الفريد وهي من أفقر المناطق في الجمهورية التونسية حادثة خطيرة هزت متساكني المنطقة، وتمثلت في وفاة المواطنة عائشة نصري وطفليها البالغين من العمر 5 و 6 سنوات فضلا عن هلاك الجنين الذي في أحشاء الوالدة حيث انها كانت حاملا في الشهر الرابع فيما نجا زوجها وطفليها الاخرين بأعجوبة وذلك جراء تهاطل كميات كبيرة من الامطار ادت الى جرف الضحايا..
تجدر الاشارة الى انّ العائلة تعيش على خط الفقر حيث انها تقطن منذ 14 سنة بكوخ مبني من “الطوب” وسقفه مصنوع من الحلفاء وبعض أغصان الزيتون والنخيل، علما وأنه يفتقد للماء والكهرباء وهو ملاذهم الوحيد الذي يقضون فيه مختلف حاجياتهم الخاصة..
ووفق ما رصده موقع الجمهورية فإنّ جمع الحلفاء يمثل مورد الرزق الوحيد للعائلة حيث أنّ الفقيدة وزوجها يغادران يوميا مقرّ سكناهم وهو الكوخ، من الساعة الثالثة فجرا للتنقل الى جبل السلوم الذي يبعد حوالي 20 كم عن اقامتهم، هذا الجبل الذي عرف بتواجد عناصر ارهابية به لم يثنهم عن المضي قدما في سبيل توفير لقمة العيش الى فلذات أكبادهم بعد جمع حزم من الحلفاء و الاكليل والزعتر وبيعهم لبعض التجار ببضعة دنانير ..
في المقابل أعرب لنا عدد من أهالي منطقة الخروبة عن سخطهم الشديد وغضبهم من تجاهل السلط المحلية لمطالبهم المتمثلة في توفير ابسط متطلبات الحياة الكريمة وهي الماء الصالح للشرب وطريق معبدة تتطلب سريعا التدخل العاجل والفوري لتهيئتها حتّى تفك عزلة هؤلاء المواطنين الذين يعانون ايضا من انقطاع شبكة الهاتف الجوال منذ مدّة..
موقع الجمهورية اتصل في هذا الاطار بحسن الخديمي والي القصرين لرفع مطالب المتساكنين فكانت اجابته بأنه سيتم تكليف أحد المقاولين لانجاز مشروع ايصال الماء الصالح للشرب معع التدخل العاجل لتحسين الطريق في انتظار تعبيده في المدة القادمة، وبخصوص عائلة المتوفية قال الوالي أن السلط الجهوية ستسعى على أن تكتمل أشغال بناء المنزل الذي سيتمّ ايواؤهم فيه فضلا عنتقديم مساعدات عاجلة للافراد الناجون..
متابعة: حاتم الصالحي
المصدر: الجمهورية