شاه “غضب السجون “: كتاب للروائي الأمني فتحي الكريمي

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / “غضب السجون “: كتاب للروائي الأمني فتحي الكريمي / Video Streaming

“غضب السجون” ضاهى فيه الروائي فتحي الكريمي عذابات الحياة بعذابات السجون وارتقى بمفهوم السجن الضيق بما يعنيه من قضبان وزنزانات إلى مفهوم أوسع مرتبط بمشاكل الحياة وصعوباتها فبدت بأسلوبه الساخر القابل للتأويل والمفتوح على القراءات الملونة،  مكانا مغلقا لا تغير فيه، لا يدخل إليه ولا يخرج منه الزمن وشرّع لمفهوم جديد للسجن الصغير الذي قد يصبح مجالا للتحرر من سجون أخرى أشد فتكا، من عبوديات وقيود ومطلقات أسوأ من السجن ألف مرة»

في هذا الكتاب الوارد في 147 صفحة من الحجم المتوسط لخص الكاتب – بأسلوب حواري بين شخصيّاته بمنهج فلسفي يصعب فهم معانيه  في بعض الأحيان – تجربة حياتية مليئة بالعقبات  التي تلوح لنا من وراء سطور الكتاب الذي  تتنقل فصوله بين صور حية بأسلوب رمزي شيق وجذَّاب وتعالج معانيه جملة من القضايا الأدبية والعلمية والفلسفية والنفسية والاجتماعية… فينتقل من حدث لآخر ومن تجربة لأخرى تتجرد من واقعها وترتفع إلى عالم المثالية لتعطي دروسا وترسم عبرا وتبقي في ذاكرة القارئ حكما ومواعظ.

وكان بن علي رافضا لنشر الكتاب  لمهاجمته الحكومة وكشقه لحقائقها الباطنة وسرقاتها الخفية وتناول عديد المسائل والقضايا وقدم حلولا لكل مشاكل البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والثقافية والدينية.

من هو فتحي الكريمي

عون امن عادي في ال47 سنة من عمره أب لستة أطفال حرّكت ثورة الكرامة بداخله حبّ المثابرة والتحدي حيث كان أول انجاز نجاحه في مناظرة  الباكالوريا 2011  في  شعبة آداب وذلك بعد أن حرم من اجتيازها في 1990 بعد التحاقه بسلك الأمن الوطني  في 1986حلم حققه في سن يناهز الخمسين وفي أجواء عائلية مشحونة بالضغوطات خاصة انه أب حينها لخمسة أطفال ويلتحق بجامعة منوبة سنة أولى ايطالية حيث يدرس بالتوازي مع العمل.
قرر  فتحي الانقطاع عن العمل من سلك الأمن سنة 1990  بعد يأسه في تحقيق حلم حياته بإتمام دراسته الجامعية  وبعد صولات وجولات بأوروبا عاد لتونس في 2004  وانهمك في متاعب الحياة اليومية ومشاغلها محاولا إيجاد فرصة لبعث مورد رزق له حيث فاجأته الحياة بمصاعب شتى وصعوبات وجد في الكتابة فسحة أمل تخرجه من معاناته ليحقق تحديا جديدا وهو إصدار كتاب بعنوان « غضب السجون»   قام بطبعه بعد عودته لسلك الأمن بمنطقة الأمن الوطني بمنوبة  بعد أحداث الثورة ليصبح عون الأمن الأديب… ويخرج عصارة تجربته في الحياة إلى الضوء. 

المصدر: الجمهورية