شاه الوزير الأول الأسبق الهادي البكوش يكشف تفاصيلَ جديدة حول ليلة الإطاحة بالرئيس الحبيب بورقيبة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / الوزير الأول الأسبق الهادي البكوش يكشف تفاصيلَ جديدة حول ليلة الإطاحة بالرئيس الحبيب بورقيبة / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": كشف الوزير الأول الأسبق في عهد الرئيس زين العابدين بن علي الهادي البكوش، في حوار خاص لحقائق أون لاين، تفاصيل جديدة هامة حول الظروف والملابسات التي حفّت بعملية الشروع في تنفيذ مخطط الإطاحة بالرئيس الحبيب بورقيبة فجر يوم 7 نوفمبر 1987.

وقال البكوش بخصوص بيان السابع من نوفمبر الذي قام بصياغة نصّ مسوّدته إن المجموعة التي خطّطت لعملية إقالة الزعيم الحبيب بورقيبة بعد استفحال شيخوخته ومرضه والتي تتكوّن أساسا من شخصه وبن علي بوصفه آنذاك الوزير الأول والحبيب عمار آمر الحرس الوطني وقتئذ، قد تدارست في أحد اللقاءات حوالي أسبوع قبل التنفيذ كيفية الإعلان عن التغيير حيث أنيطت بعهدته هذه المسألة.

وأضاف انه كان مخيّرا بين إصدار بلاغ أو بيان يقوم بتلاوته أو يترك المسألة للرئيس الجديد مفيدا بأنه في آخر وقت استقرّ الرأي على الخيار الثالث.

وأوضح انه تم الاتفاق مع بن علي على أن يقوم هذا الأخير بتلاوة البيان في حين توجّه الحبيب عمار مصحوبا بمدرّعات نحو قصر قرطاج.

وقال البكوش إنه كان من المبرمج أن يقوم بتسليم نصّ مسودة البيان لبن علي منتصف ليلة 6- 7 نوفمبر بعد الانتهاء من اجتماع مع الإطارات الأمنية بتونس الكبرى.

وبيّن ذات المتحدث ان يوم الجمعة 6 نوفمبر قد اجتمع بن علي بالكوادر الأمنية في وزارة الداخلية لكي يتباحث معهم حول الوضع الأمني في محاولة منه للاستعداد لأي طارئ أو مستجدّ قد يحصل في حال انكشاف المخطّط.

وأضاف البكوش ان الاجتماع كان يُفترض أن ينتهي في حدود منتصف الليل لكن بن علي هاتفه في التاسعة مساء طالبا منه جلب البيان والالتحاق بوزارة الداخلية بعد انتهاء الاجتماع مبكرا.

وأكد محرّر مسودة النص أن بن علي لم يكن يعلم أي شيء عن فحوى البيان الذي تمّ تحوير بعض الكلمات والألفاظ فيه خلال اجتماع بوزارة الداخلية ليلتها ضمّ أيضا العربي عزوز وكمال العريف ومعز الشايب وعبد الله القلال الذي التحق بالمجموعة أيضا.

وقال إنه قد قام بتلاوة نصّ البيان على بن علي الذي هو بدوره قام بنقله بخطّ يده مع إدخال التغييرات التي تمّ الاتفاق عليها من النصّ الأصلي ثمّ تمّ تكليف الصحفي الهادي التريكي بنقله إلى الإذاعة والتلفزة التونسية.

وشدّد البكوش على أن عملية تحريره لبقية نصّ البيان تمّت في مكتب بن علي بوزارة الداخلية مفيدا بأن الجزء الأول حرّره في منزله.

كما بيّن أول وزير أول في عهد حكم الرئيس بن علي أن عملية الإطاحة ببورقيبة والتي اعتبرها تطبيقا لما ورد في الدستور قد اتخذ قرار حاسم بشأنها قبيل عشرة أيام من التنفيذ إذ تمّ الشروع في الإعداد والتخطيط من خلال بحث كيفية عزل الرئيس بعد الإحاطة بالقصر والدخول إليه دون حصول صدام دموي فضلا عن قطع الاتصالات الهاتفية عنه.

وقال البكوش إن الحبيب عمار قد استنجد برفيق الشلي مدير الأمن الرئاسي عهدئذ في آخر لحظة مبرزا ان مدرّعات من الحرس الوطني شاركت في عملية اقتحام القصر.

وأوضح أن الانقلاب كان مبرمجا يوم 8 نوفمبر لكنه تمّ اختيار تاريخ 7 نوفمبر بعد انكشاف مخطّط آخر لمجموعة من الإسلاميين كانوا يريدون الإطاحة ببورقيبة وتنفيذ عمليات أخرى تضمّنت التخطيط حتى لاغتيالات.

ووصف اختيار الطرفين ليوم 8 نوفمبر في البداية لتنفيذ انقلاب على بورقيبة بـ"الصدفة" مشددا على أن التقرير الطبي الذي ينصّ على عجز الرئيس وقتذاك كان واضحا وتضمّن تطبيقا للدستور بالنظر إلى وجود تهديد يقضي بحصول فراغ دستوري ولا سيما وأن عامة الناس والطبقة السياسية لم يشككوا في الحجة فجميعهم يعرف ان الرجل العظيم المجاهد الأكبر لم يعد هو نفسه الرجل السابق الذي عرفوه في أوائل دولة الاستقلال وخلال نضالات الحركة الوطنية.

وقال إنه من منطلقه كوطني يتأسف على تلك النهاية التي انتهى بها بورقيبة في ظلّ عجزه وشيخوخته وارتجالية قراراته وتأثير الحاشية عليه مضيفا ان إقدام بن علي على التسريع في تنفيذ المخطط يعزى أيضا إلى كونه كان مهدّدا بالإقالة.

وشدد البكوش على أنه قد ألحّ على تطبيق الفكرة الأساسية التي نصّ عليها البيان والتي أكدت على الوفاء لبورقيبة وتقدير خدماته الجليلة على الشعب التونسي واصفا ما حصل لاحقا لبورقيبة بـ"التجاوزات التي لحقته" لا سيما حينما تمّ نقله ووضعه في الإقامة الجبرية في منزل والي المنستير.

واعتبر ان الجوّ العام آنذاك في 7 نوفمبر 1987 كان مهيئا لنجاح العملية وانه كانت هناك قابلية لدى المواطنين لحصول التغيير السياسي الذي رحّبت به جميع الأطراف نافيا تدخّل أطراف أجنبية في مسار إقالة الزعيم الحبيب بورقيبة.