شاه مسرحية “أو لا أكون” للمخرج أنور الشعافي في قاعة الريو: كتابة تجريبية لأربعة من نصوص شكسبير

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / مسرحية “أو لا أكون” للمخرج أنور الشعافي في قاعة الريو: كتابة تجريبية لأربعة من نصوص شكسبير / Video Streaming

ثمانية عشر عرضا  تونسيا تم إدراجها  ضمن برنامج الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية من بينها مسرحية “أو لا تكون” التي قدمت مساء الأحد 20 نوفمبر بفضاء الريو بالعاصمة، وهي للمخرج أنور الشعافي انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين قدم خلالها رؤية تجريّبيّة لأربعة نصوص كلاسيكية للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير هي “هاملت” و”عطيل” و”روميو وجوليات” و”الملك لير” استخدم في الجانب السينوغرافى تقنية جمعت بين تقنيات القماش الهوائي الذي يتدلّى من سقف الفضاء ليمنح الممثلين مساحة أخرى للتحرك خارج حدود الخشبة، وهى واحدة من اختصاصات السرك الفني المتراوحة بين التقنية المسرحية والسيرك.

في الفضاء يلتقون… شخوص شكسبيرية علقت بين أرض وسماء، كانوا أفرادا فصاروا جماعة، الفرد منهم كنهه عدد، العدد فيهم يصارع بعضه البعض، قد شدهم الجسد ومن تبقى تصعد فيهم الروح نحو الأعلى… سكون وحركة، شد وجذب، ارتهان واعتناق… وقبل لقاء الآخر بالآخر كان صراع الأضداد بين الذات والذات، فمنهم من انتصر ومنهم من بقي ينتظر…

نراهم يعبرون السحاب كسرب من الطير المهاجر، يتزاحمون، يتنافسون، فإذا تعيينهم التجربة يتبادلون المواقع، عنوة يتبادلونها، والمواقع هنا لا ثبات لها ولا قرار.

المكان حرب لا تهدأ، فوضى وخراب وجراح الروح يلملمها الجسد المجروح… فيا صبر الجسد على الروح.

 الآن بالتخلي يقاومون، هنا بالتحلي يصابرون، هناك بالتجلي ينتصرون… تخيل لك مرتبة حتى تكون… لا مرتبة لك وسطى في نفسك أو لا تكون.

عمل تطلب من الممثلين مجهودا بدنيا خارقا في الأداء الحركي بما تقتضيه الوضعيات الجسدية المعلقة في الهواء للممثلين الذين تقمصوا أكثر من شخصية.مسرحية يمكن اعتبارها جريئة من حيث تعاطيها مع نص كلاسيكي بتقنيات لم تكن بالأساس لها حيث كان العمل بمثابة مخبر للكتابة الركحية والكوريغرافيا والموسيقى.

“أو لا تكون” مسرحية انطوت على أبعاد رمزية باعتماد المخرج أنور الشعافي على سرك الممثل، شخوص معلقة بين الارض والسماء تحيل على الانسان بصفته خليفة الله في الأرض وذات تتوفر على جانب من الطهارة الفطرية يصارع غرائزه الحيوانية… هو الإنسان يصارع بسبب رغبته في التخلص من مرتبة الانسانية والتمرد عليها.

يحاول العمل أن يفصل بين الموت باعتباره حدث بيولوجي قدري والقتل كأولى الجرائم التي ارتكبها الانسان على الأرض، وقد تم توظيف السرك كدلالة لفتح مساحة تتجه نحو المجهول أو العدم، وقد يكون المغزى من هذا الصراع تمرير رسالة تفيد أنه طالما كان القتل يغلب الموت فان تلك المساحة تنتهي بالإنسان إلى المجهول.

المصدر: الجمهورية